الفصل الثامن عشر
بعد أن تحدثت عن أسباب الضغوط في العمل سواء في الدول المتقدمة؛ نتيجة لإدمان العمل وشدة التعلق به على حساب جوانب الحياة الأخرى؛ أما في بلادنا فغالباً ما تكون ضغوط العمل نتيجة لكراهية العمل والتفنن في الهروب منه، وكذلك تداخل المشاكل الإدارية والشخصية في إعاقة إنجاز العمل كما يحدث في الكثير من الإدارات والمؤسسات والمصانع والشركات!!، والآن كيف يواجه العاملون التوترات الناجمة عن العمل:
يعتبر التوتر الناجم عن العمل من أهم مصادر التوتر المتكررة بشكل يومي، وغالبا ما ينعكس هذا التوتر على الحياة الأسرية والاجتماعية أيضا، لأن المشكلة التي تزيد الطين بلة تتمثل في نقل مشاكل وهموم العمل إلى المنزل، وللوقاية من التوتر الناجم عن العمل ينصح خبراء الصحة النفسية بضرورة الالتزام بالإرشادات والنصائح التالية:
0 يعتبر التخطيط والتنظيم من أهم مقومات العمل الناجح لهذا ينبغي الحرص على الالتزام بذلك واستثمار الوقت بالشكل اللائق في العمل من أجل إنجاز كافة المهام دون أي تأخير لأن التأخر في ذلك وعدم إنجاز المهام الموكلة للشخص الموظف في مواعيدها المحددة يؤدي للتوتر.
0 احرص على وضع الهاتف على جهاز الرد الآلي بالنسبة للاتصالات الواردة إليك حتى تنتهي من أعمالك الضرورية، ومن ثم يمكنك الاستماع للرسائل الصوتية المسجلة وإجراء اللازم بخصوصها.
0 تجنب العمل الطويل والمستمر: إذ يُنصَح بأخذ فترات قصيرة من الراحة بين كل ساعتين من العمل المتواصل لتجنب الإجهاد والضغوط النفسية الناجمة عن العمل، ومن أجل إنجاز المهام بنوعية ممتازة.
0 تجنب الإكثار من تناول المنبهات كالشاي والقهوة: وبدلا من تلك المنبهات أكثر من تناول الماء والعصائر الطبيعية غير المحلاة.
0 خذ نفسا عميقا وهادئا بين الحين والآخر: وانتبه إلى طريقة تنفسك أثناء العمل، إذ أن الكثير من الأشخاص لا يتنفسون بشكل جيد أثناء العمل أو الانشغال بأمر ما.
0 في الصباح الباكر وقبل البدء بأي عمل ينبغي الحرص على ترتيب المكتب وعدم طرح الأوراق والأشياء الأخرى بشكل غير منظم.
0 دون الملاحظات المتعلقة بالعمل والمواعيد وغير ذلك من أجل الاستفادة منها عند الحاجة.
0 من المهم جدا أن تكون بيئة العمل صحية وأن يلتزم المرء بالقواعد والشروط الصحية للجلوس أثناء العمل.
0 فكر بهدوء وبروية وتجنب المشاحنات التي قد تحدث في العمل وحافظ على علاقات ودية تسودها الاحترام بين زملاء العمل.
0 تجنب تأثير مشاكلك الشخصية على عملك قدر الإمكان.
0 تذكر أهمية إخلاصك لله -عز وجل- في عملك، وأن إتقانك لعملك من دواعي حب الله عز وجل لك، وأنك في عملك على ثغرة من ثغرات دينك؛ فلا تسمح أبداً بأن تُهزَم أُمتك من خلال تقصيرك في أداء عملك المُكلَّف به.
0 إذا كنت إدارياً على أي مستوى من رئيس لمجموعة صغيرة من العمال إلى رئيس للوزراء تجنب التعدي على حقوق الآخرين والمحسوبية والرشوة، مع احترام قوانين ونظم العمل قدر الإمكان.
0 القيام ببعض التدريبات بانتظام: القيام ببعض التدريبات الرياضية المتاحة لك، وإذا لم يكن هناك مجال لذلك فالسير على الأقدام لمدة عشرين دقيقة يساعد على تنشيط الدورة الدموية وإحراق بعض السكر الذي يفيد في كثير من الأحوال ولاسيما مرض السكر، وهذا النوع من النشاط يعتبر متنفسا جيدا لما يشعر به الإنسان من ضيق.
0 تناول الطعام الصحيح: لابد للإنسان ليكون قادرا على مقاومة هذه الضغوط من تناول الطعام الصحيح فالطعام الصحيح يعني بالصحة الجيدة وطالما كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة ففي استطاعته مواجهة الظروف العصبية التي يمر بها؛ فالإنسان المعتل تشغله علته عن أي شيء كما أنه ليست لديه القدرة على ذلك ويكون سريع الانهيار، ولابد أن يتنوع الطعام لتغطية مطالب الجسم، ولابد من تناول المواد البروتينية والنشوية والسكرية والمعادن والأملاح لإحداث التوازن.
0 الحصول على قدر كاف من النوم: النوم من النعم الكبرى التي حبانا بها الله، ولابد للشخص العادي أن ينام سبع ساعات يوميا وهناك مقولة بأن النوم في المساء أفضل من النوم أثناء النهار، ولكن إذا لم يكن النوم بالليل متاحا كما هو الحال مع بعض العاملين الذين يقتضي عملهم السهر بالليل فلا مناص من النوم بالنهار بين الليل والنهار، فالنوم يساعد الجسم على استرداد نشاطه كما أن فترة الاسترخاء التي تسبق النوم لها تأثير طيب على التخلص من مضاعفات الضغوط اليومية0
0 عدم تناول المسكرات: يقوم بعض الناس بتناول الخمر بقصد نسيان الهموم ولكن هذا سلوك خاطئ لأن هذا النسيان مؤقت ويزول تأثير الخمر ثم يعود الإنسان لأسوأ مما كان وقد سميت الخمر بأم الكبائر فشارب الخمر يقتل ويزني بالمحارم ويسرق المقربين وهو لا سيطرة له على تصرفاته فالابتعاد عن تعاطي الخمر نعمة كبرى وقد ثبت من التحقيق في وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد أن السائق كان مخمورا فلم يستطع أن يتحكم في السيارة كما أنه لم يتبين معالم النفق الذي كان يعبره مما تسبب في حدوث هذه الكارثة المروعة.
0 عدم التدخين: لقد تبين للعالم مضار التدخين بكل أنواعه فأول سيجارة يدخنها الإنسان تكون أول خط أسود في رئتيه نتيجة لترسيب النيكوتين والقطران من ورقة السيجارة ومن التبغ نفسه، ويلجأ بعض الناس لاستعمال مرشح في ماسك السيجارة (الفم)، أو البايب لتفادي تأثير ورقة السيجارة أو الشيشة لوجود الماء كمرشح للدخان ولكن المقدار الذي يتسرب أثناء التدخين وبتكرار العملية يكفي لإلحاق الأذى بالرئتين فتقل سعتهما وقدرتهما على التمدد في حالة الشهيق لذلك تجد أن المدخن يتعب من صعود السلم أو عند الجري أو القيام بأي مجهود وبمرور الوقت يزداد ترسيب القطران والنيكوتين وتصبح الرئة معرضة للإصابة بالأورام والسرطان فلا بد لسلامة الجسم أن يبتعد الإنسان عن التدخين.
0 أخذ فترات راحة: أن جميع الآلات والمعدات والأدوات الكهربائية والميكانيكية لابد لها أن تتوقف عن العمل بعد فترة حتى تبرد أجزاؤها وتستطيع أن تعاود العمل وألا أصابها العطب وقد تحترق، والإنسان مجموعة من الأجهزة ولا بد لها أن تحصل على قدر من الراحة والاستجمام حتى تستطيع أن تعاود نشاطها وتزاوله، والنوم وفترات الراحة اليومية بعد عناء العمل ضروري؛ ولذلك لا بد من أخذ راحة من العمل والابتعاد عن مسئولياته وضغوطه فترة من الزمن من أسبوع إلى شهر حسب الإمكانيات ولاسيما لو كان ذلك بالسفر إلى مكان آخر كالريف (البلد) أو أحد المصايف أو المشاتي حسب وقت الراحة؛ ليستمتع الإنسان بجمال الطبيعة، ومتعة التحلل من ارتباطات العمل، والانطلاق البريء فهي عملية تجديد للنشاط، ومن الملاحظ أن الإنسان عندما يعود من فترة الراحة هذه يكون أكثر إقبالا على العمل وأكثر نشاطا فلا بد من الحصول على قسط من الراحة الطويلة؛ إذ أن هناك الراحة اليومية بعد ساعات العمل اليومية، والراحة الأسبوعية في نهاية الأسبوع، ولكن لا بد من الحصول على راحة طويلة بعض الشيء لتجديد النشاط.
يتبع >>>>>>>>>>> أكتب قائمة باهتماماتك