انطلاقة الشعوب فيضان جماهيري عارم لا تصمد أمامه أعتى المصدات والحواجز والسدود، ولا يعضم من فيضانه أي حصين. فتأريخ الهبّات الجماهيرية معروفة ومؤثرة في مسيرة الأجيال البشرية في العديد من الأمم والشعوب.
والقول أن الانطلاقة الوطنية النابذة لما يفرث ويعوق ويمزق يمكنها أن تنهار وتتغير نوع من الهذيان السقيم. ذلك ان الانطلاقة الفيضانية الوطنية تغمر كل شيء، وتهيمن على حركة الحياة وتصنع كينونتها بإرادتها المتفاعلة. وهذه الحقيقة لا تتفق وبعض الأراجيف التي تسمى تحاليل من قبل المدعين بأنهم خبراء.
إن القراءة السلوكية الدقيقة تشير إلى أن الشعوب الثائرة المؤمنة بوطنها والمعانية من الظلم والاستلاب، والتي تبذل دمها وروحها في سبيل الحياة الحرة الكريمة، لا يمكنها أن تنقلب على ذاتها وموضوعها وتنحر نفسها ووطنها. ومهما حاول الأعداء الطامعون فإنها ستنتصر عليهم وتهزمهم وتدمر إرادتهم العدوانية.
فالجماهير المتكاتفة سبيكة وطنية صلدة لا يمكن اختراقها وإضعافها، بل إنها تزداد قوة واقتدارا مع تنامي الحماس والإصرار، والإقدام على الوصول إلى أهدافها الإنسانية العادلة التي تؤازرها السماء وقوانين الوجود الكبرى.
ووفقا لما تقدم، فإن الشعب سينتصر، وإن الحياة الحرة الكريمة ستتأكد، وإن الفساد سيتهاوى ورموزه ستنهزم حتما، وستشرق شمس الحرية والبسالة الوطنية الهادفة إلى بناء الوطن العزيز والمواطن الأبي المقدام التطلعات والأمنيات، ولهذا فإن الذين ينشرون تحليلاتهم الإحباطية، ومخاوفهم المريضة، عليهم أن يقرؤوا الواقع بعيون الإرادة الجماهيرية والمنطلقات المعاصرة التي تفرض قوانينها على مسيرة الأجيال.
وإن الشعب إذا أراد الحياة، فإن القدر يستجيب ويتفاعل معه ويحقق مراده، وإن النصر قريب.
وعاش الشعب ويحيا العراق!!
واقرأ أيضاً:
الباليات والعاديات!! / امتزاج وانعراج!!/لن ينتصر الشر إذا انتصر الأشرار!! / سيشرق العراق!!