الفصل التاسع عشر
لماذا يجب على الوالدين اتباع طرق متكاملة لتربية الطفل؟
لقد انتهت علاقة والدي "أحمد" بالطلاق الصعب ولكن في النهاية انتقل كل منهما بالقرب من الآخر في محل السكن من أجل "أحمد" وتزوج "جمال" والد "أحمد" من امرأة أخرى بعد انتهاء مراسم الطلاق، ولقد أشعل هذا التطور نار الغضب لدى "علياء" الزوجة السابقة التي بدأت تحكي لابنها كيف أن "جمال" أباه وزوجته الحالية حطما الأسرة ولم يهتما بأي منهما؛
وعندما مكث "أحمد" ثلاث ليال كل أسبوع في منزل أبيه جمال كان مقطب الوجه عبوسا وغير متعاون، وكان أحيانا يصعد الأمور في منزل أبيه حتى يصل إلى التحدي!؛ فكان يرفض أن يقوم بالأعمال البسيطة الروتينية في المنزل، وعندما يُطلب منه أن يؤدي واجبه المدرسي يقول: "أنه منزعج جدا من مسألة الطلاق، ولا يستطع التركيز في أداء الواجبات -حتى بعد حادث طلاق والديه بعام كامل!!- وإذا أصر والده "جمال" على أن يقوم "أحمد" بما يطلبه منه كان الطفل يثور في نوبات غضب ويقول إنه يكره أباه الذي دمر الأسرة!!، وبين الزيارات كان "أحمد" يلعب بعواطف أمه ويقول لها: كم كان "جمال" والده غير عادل وغير منصف!!، وكم يكره أن يذهب إلى منزل والده!!،
وفي النهاية اتصلت "علياء" بزوجها السابق لتخبره أن الولد لا يشعر بالراحة والسعادة في منزله مع تلك المرأة ؛ فأصر جمال على أن يستمر "أحمد" في تنفيذ أمر المحكمة بشأن الزيارات الأسبوعية لوالده، ثارت "علياء" وأنهت المكالمة التليفونية، ثم تم اللجوء إلى القضاء؛ وهذا ما يخلق في أغلب الأحيان العناد والتعنت بين الأبوين المنفصلين، ويزداد الوضع سوءا عندما يضع الوالدان سواء متزوجين أو مطلقين الطفل وسط صراعاتهما، ويستخدمان طرقا متضاربة ومتناقضة لتأديب الطفل، وليس من المهم أن يكون للوالدين نفس الطريقة أو نفس الأسلوب في التربية لكن المهم ألا يقلل أحدهما من شأن الآخر، وأن يكون لديهما طرقا متكاملة للتربية.
يحتاج كل طفل إلى التوافق والملائمة ولكن الطفل العنيد يحتاجهما أكثر من غيره وهناك ثلاثة مواقف أساسية تدعم هذا الخلط والعناد:
1- الخلاف بين الزوجين حول أساليب التربية.
2- الطلاق ونتائجه المباشرة وغير المباشرة.
3- الزواج مرة أخرى.
دعنا نبحث طرق التكييف مع كل موقف من هذه المواقف.
الخلاف العائلي:
يعتبر الخلاف العائلي بين الزوجين من أكبر وأكثر الأخطار انتشارا وتأثيرا على نمو الطفل حيث يكون الزوجان في حرب مستمرة حول تربية الطفل، فعندما يتلقى الطفل تعليمات مختلطة عن كيفية السلوك فهذا ينتهي إلى تعزيز سوء السلوك وتعميقه وقد يزداد السلوك سوءا، وإذا وصل الزوجان إلى هذا الحد من الخلاف في منزلهما فإنهما بحاجة إلى عمل بعض التغييرات وبسرعة، ونحن ننصح بأن يطلب الزوج من زوجته أو العكس اتخاذ موقفا حياديا أو معادلا ولنفرض أنك مصر على الوقت المستقطع بينما زوجتك تؤيد طريقة أخرى للعقاب فمن أجل أن يعطي كلا الزوجين معاملة عادلة فقد تقول لزوجتك:"أنا أعلم أنك لا تحبين هذه الطريقة الجديدة ولكن هل تسمحين لي أن أحاول تجربتها لمدة شهرين؟، لو سمحت لا تقاطعيني في جزء من التجربة ولا تنظري إلي بطرف عينيك رافضة، ولا تتحدثين عني بسوء وأنا أجرب هذه الطريقة الجديدة، وبعد ثمانية أسابيع إذا لم يتحسن الطفل ولو قليلا، فأنا سوف أتتبع هذه الخطة لمدة ثمانية أسابيع ودون مقاطعتي لو تكرمتي طالما أن خطتي ليست عنيفة".
عندما يتخذ شريكك موقفا حياديا فمن المحتمل أن يكون لديك القوة والفاعلية التي تحتاجها لتعمل بطريقة ناجحة مع الطفل إن التغيير لا يحدث على الفور؛ ولذلك يجب عليك أن لا تتوقع تطورات كبيرة في الأسابيع الأربعة الأولى ولكن إذا كنت تراقب بدقة وحرص فإنك سوف ترى تغييرات بسيطة تؤدي إلى تغييرات أكبر وأفضل، وعليك أن تتذكر أنه بالإضافة إلى تأثير النزاع بين الزوجين حول تربية الطفل فإنه قد يكون معرضا لمشاكل أعمق، فقد توجد صعوبات وخلافات في الزواج نفسه أو أمراض نفسية فردية، فإذا كان لديك شك في أي من هذه الأشياء فنحن نحثك على استشارة أحد المتخصصين ولا يمثل طلب المساعدة المتخصصة أي مشكلة.
يتبع >>>>>>>>>>> الطلاق تحد مختلف