الليثيوم هو بدون منازع أفضل العقاقير لعلاج اضطراب الثناقطبي Bipolar Disorder ولكنه بدأ يفقد موقعه في الوصفات الطبية٬ وسمعته ليست جيدة بين المرضى المصابين بالاضطراب. العديد من الأطباء يتحرجون من وصفه٬ وإن باشر الطبيب بوصفه يتم توقيف العلاج بسبب أعراض جانبية أولية ليس من الصعوبة تجاوزها. بعبارة أخرى يمكن القول بأن عتبة الطبيب لوصف العقار عالية٬ وعتبته لوقف العلاج واطئة.
رغم كل ذلك فإن العقار لا يزال المعيار الذهبي الذي يستعمله الطب النفسي لقياس فعالية عقاقير أخرى في علاج الثناقطبي٬ وهناك حاجة ماسة لأن يبذل الطبيب جهدًا أكبر في الحديث عن العقار قبل وصفه للمريض وتوضيح خطة العلاج٬ ومتى ما فعل ذلك تحسن تقبل المريض لعلاج يمكن وصفه بملح طبيعي.
المباشرة بالعلاج
لا يجوز وصف ليثيوم بدون تشخيص الثناقطبي الذي لا يقبل الشك٬ ولا يمكن استعماله لتجربة استجابة المريض له لتوضيح التشخيص كما هو الحال أحياناً في صعوبة التمييز بين الثناقطبي والفصام. يجب كذلك الحديث مع من لديه خبرة في وصف العقار مع وجود الخبرة والثقة باستعماله من قبل الطبيب النفساني المعالج. الحديث مع أقرباء المريض ومتابعته بصورة منتظمة في غاية الأهمية.
كذلك يجب تشجيع المريض على قياس مزاجه بانتظام كما هو موضح في المخطط أدناه٬ والإصرار على تدوين ذلك ومراجعة تقلبات المزاج أثناء المراجعة الطبية.
لابد من قياس الوزن وعمل الفحوصات المختبرية التالية لقياس فعالية القلب الكهربائية٬ وظائف الكلية٬ الدم٬ والغدة الدرقية. هذه الفحوصات يجب عملها بصورة منتظمة كل ستة أشهر.
جرعة العقار
هناك مستحضران أحدهما طويل الفعالية لمدة ٢٤ ساعة. في الممارسةالعملية٬ وعلى عكس ما يتصوره الكثير المفضل هو استعمال المستحضر الاعتيادي. الجرعة الأولى في الحالات الحادة هي ٣٠٠ مغم ٢ – ٣ مرات في اليوم. يتم استعمال جرعة ٣٠٠ مغم ٣ مرات في اليوم لعلاج الحالات الحادة داخل المستشفى٬ ولكن إذا كان المريض يستعمل مضادات التهاب لا سيترويدية NSAID فمن المفضل عدم تجاوز قرص كل ١٢ ساعة٬ وكذلك الأمر مع كبار السن. يتم قياس تركيز ليثيوم في الدم بعد خمسة أيام وتغيير الجرعة للحصول على تركيز 0.6-0.75 mEq/L أو تركيز أكثر من 0.8 في حالات الهوس الحادة لفترة مؤقتة. بعد استقرار حالة المريض يتم استعمال جرعة واحدة ليلا تعادل ٨٠٪ من الجرعة اليومية الكلية٬ وسبب ذلك يعود إلى الحفاظ على وظائف الكلى. الكلى بحد ذاتها تصفي الليثيوم ببطء أثناء الليل ولذلك فإن الجرعة اليومية الكلية أقل من استعمال أكثر من جرعة يومياً.الحفاظ على تركيز معتدل أعلاه هو المفضل٬ للوقاية من إرسال المريض من موقع هوسي إلى اكتئابي في القطب الآخر.
يتأثر تركيز ليثيوم في الدم بالعوامل الموضحة في الجدول أدناه:
ارتفاع تركيز الليثيوم | انخفاض تركيز الليثيوم | لا يوجد تأثير |
ثيازيدات Thiazides | فيوريزاميد Fruosemide | أسيتازولاميد Acetazolamide |
مضادات الالتهاب اللا سترودية NSAID | أسبرين Aspirin | مانيتول Mannitol |
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE. Inhibitors | ثيوفيللين Theophylline | |
مضادات الأنجيوتنسين2 آر Angiotensin II R Antagonists | كافيين Caffeine | |
مترونيدازول Metronidazole | الحمل | |
طعام قليل الصوديوم | الهوس بحد ذاته | |
الجفاف والعطش | ||
كبار السن | ||
أمراض الكُلى |
الليثيوم لوحده ذو فعالية في السيطرة على الهوس في الحالات الحادة٬ ويمكن إضافة عقار مضاد للذهان في الحالات التي لا تستجيب للعلاج بسرعة.
بعض من المرضى لا يفضل استعمال ليثيوم للوقاية من الهوس والسيطرة على تقلبات المزاج٬ ولابد من تنبيه المراجع إلى أن توقف استعمال العقار فجأة قد يؤدي إلى :
١- تقلبات مزاج قوية
٢- انتكاسة
٣- ارتفاع خطورة الانتحار.
زيادة الوزن
يشكو كثيرون من زيادة الوزن مع استعمال ليثيوم٬ ولكن هذه الزيادة أقل مقارنة باستعمال بعض عقاقير مضادات الذهان من الجيل الثاني مثل كوتيابين وأولانزبين. عقار فالبرويت كثير الاستعمال وزيادة الوزن معه أكثر من ليثيوم. والعوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن هي:
١- احتباس الماء ويمكن استعمال عقار Amiloride بجرعة 5-10mg يومياً.
٢- ضمور الغدة الدرقية.
٣- العطش واستعمال كميات عالية من المشروبات الغازية السكرية.
٤- التوق للكربوهيدرات.
الأعراض المعوية الجانبية
الغثيان والتقيؤ والإسهال تحتاج إلى مراجعة مستحضر العقار والبعض يستجيب لاستعمال كبسولات بدلاً من الأقراص٬ استعمال العقار مع الطعام٬ أو مستحضر الستريت Citrate بدلاً من Carbonate. يجب الانتباه إلى تركيز العقار في الدم مع حدوث الإسهال.
ضمور الغدة الدرقية
يجب مراقبة الغدة الدرقية بصورة منتظمة٬ واستعمال هرمون ثايروكسين إذا ارتفع تركيز TSH في الدم إلى أكثر من2 mEq/L. من المفضل الحديث مع استشاري في الغدد الدرقية حول العلاج ومتابعة المريض.
سقوط الشعر
يحدث ذلك في ما يقارب ١٠٪ من المرضى وهو أكثر شيوعاً في الإناث. ويجب التأكد أولاً من عدم وجود ضمور بالغدة الدرقية٬ ويستجيب البعض لاستعمال Biotin, Zinc وSelenium.
الرعشة
شائعة جداً وقد تدفع المريض إلى توقيف العلاج٬ وتميل إلى الظهور في البداية وتتحسن في ٥٠٪ من المرضى. يجب مراجعة تركيز وجرعة العقار٬ وعلاج أعراض القلق. استعمال عقار Propranolol يساعد كثيرين ويجب رفع الجرعة تدريجياً وعدم تجاوز جرعة يومية كلية أكثر من ١٤٠ مغم.
العجز المعرفي الطفيف Mild Cognitive Impairment
لا يوجد دليل قاطع على أن الليثيوم يسبب عجزا معرفيا٬ وفي غالبية الحالات هناك سبب آخر أو اكتئاب طفيف. يفضل استعمال أحد العقاقير أدناه في هذه الحالة وهي:
١- لاموتريجين Lamotrigine
٢- لورازيدون Lurasidone
٣- كاربيبرازين Carpiprazine
٤- كوتيابين Quetiapine
اختلال الفعالية الجنسية
قد يسبب العقار اختلال الفعالية الجنسية٬ ولكن يجب تقييم الأسباب الأخرى وفي مقدمتها عقاقير غير ليثيوم. يستفيد البعض لخفض الجرعة في يوم الاتصال الجنسي٬ والبعض يستجيب لاستعمال عقار أسبرين بجرعة ٢٤٠ مغم يومياً. يمكن استعمال عقار مثل سيلدنافيل Sildenafil يساعد كثيرين.
استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب في اضطراب الثناقطبي:
استعمال هذه العقاقير غير مرغوب فيه في علاج الثناقطبي وقد يؤدي إلى زيادة النوبات ومضاعفة نوبات الاكتئاب في المستقبل ثلاثة أضعاف.
واقرأ أيضاً:
الفصام (شيزوفرنيا) (3-3) / القلق التعريف والطريق ! / اضطراب القلق المتعمم GAD