وافق أمس الجمعة 13 أغسطس 2021 ... عيد ميلاد موقع مجانين الثامن عشر... فنحن إذن أكملنا مسيرة 18 عاما من العمل الدؤوب نستقبل الاستشارات الطبنفسية الاجتماعية من الناطقين بالعربية من كل مكان في العالم ... ونرد عليها من خلال مستشارين عرب أطباء واختصاصيين نفسانيين .... منذ 13 أغسطس سنة 2003 كنا وما نزال نقدم ما يصح وصفه بأنه رؤية وممارسة للطب النفسي ضمن منهج توليفي متسامح يحاول الارتباط بثقافته مع الانفتاح على العلم الجديد بكل روافده، وفي نفس الوقت يحاول تأصيل جذوره من خلال (التواصل بيننا كأطباء نفسانيين ومهتمين بالصحةِ النفسية والاجتماعية، -على اختلاف خلفياتنا التعليمية، ووحدة خلفيتنا الثقافية المؤمنة بالله-، ثم تواصلنا جميعًا مع جذورنا الثقافية والفكرية، كي نحسن التعامل مع الناس في مجتمعنا) كما جاء في كلمة الموقع.
لم يكن يخطر في بالي حين كتبت مدونة عيد ميلاد مجانين الـ 15سنة 2018 وكنت نسيت عيد الميلاد ولم أتذكر إلا في اليوم التالي.... لم يكن يخطر أني سأنسى الأمر تماما في 2020 .. وكنت في 2017 قد استعنت بأغنى أعمدة الموقع د. سداد لينوب عني فكتب : 14 عاما على موقع مجانين بين الجنون والنور وفي 2019 طلبت إلى سداد أن يكتب فكتب : عيد ميلاد الصحة العقلية موقع مجانين.
الخلاصة أنني من فرط انشغالي بمجانين ... أصبحت أنسى ما لا يتعلق بالعمل اليومي الي يؤدي إلى ظهور المواد اليومية من إجابات استشارات أو مقالات أو إبداعات ... والإشراف المستمر والاهتمام المستمر بسلامة اللغة العربية ونحن نعيش في زمن يظهر سوءاتنا من المحيط إلى الخليج في النطق بالعربية ... للأسف مصر تأتي في مقدمة العرب الأضعف لغويا .. وهذا بناء على خبرتنا مع النصوص الواردة إلى مجانين ... ثم تأتي دول الخليج ثم العراق وفلسطين لكن سوريا حتى الآن ما تزال تأتينا منها أغلب النصوص عربية صحيحة ... ومثل ذلك في السنوات الأخيرة يأتي من الجزائر والمغرب .. المهم أن الاهتمام بسلامة اللغة العربية كان وسيظل أحد أهداف وركائز مجانين.
في 2020 يبدو أن متابعتنا ومشاركتنا الكتابة بالعربية عن جائحة كوفيد19 أنستني حتى أن أكتب لصديقي الأثير الوحيد بين المستشارين الذي ما لجأت إليه إلا أغاثني وصفحات مجانين تشهد والاستشارات لا تحتاج لا أسد ولا أجود مما يكتبه سداد... فهو حفظه الله وأنعمه وأرضاه دائم العطاء... نسيت أن أكتب له ليكتب بمناسبة عيد ميلاد مجانين.... لكنني والحمد لله تذكرت هذه السنة عيد الميلاد18 وطلبت إليه أن يكتب وقلت أنني ربما سأكتب .. وبذلك ورطت نفسي حقيقة في هذه المدونة.
في عيد الميلاد يمكننا أن نستعرض آلاء المستشارين وحسناتهم التي يجنون من نفع قراء الموقع ومن مستشيريهم ... وهذه ليست بحاجة إلى استعراض... زادهم الله أجرا ... وربما نقارن استجاباتهم للاستشارات من حيث الموعد والدقة اللغوية واختيار العنوان وربط الاستشارة بالمشابه لها في الموقع.... وربما فعلنا ذلك في عيد سابق ... الأهم من ذلك أن نجيب على سؤال أهم هو أين يقف موقع مجانين الآن في مسيرته التي بدأت منذ 18 سنة ؟
بدأ موقع مجانين بداية قوية لم تكن متوقعة من أحد ولا مفهومة أحيانا لأن الموقع لم تصاحب إطلاقه أي دعاية بأي شكل ولا كان مخططا أن تتسع الأهداف التي يمكنه تحقيقها كما حصل بالفعل .... كانت الأخبار عن انتشار الموقع وتكرار الاسم مع الأطباء والاختصاصيين النفسانيين تأتينا فتزيد ثقتنا بأن ما نقدمه يهم الناس فعلا ويبدو أن قارئ الشبكة العربي كان يبحث فعلا عما يقدمه أول موقع استشارات نفسية واجتماعية مصري مجاني من تبسيط للمفاهيم النفسية والاجتماعية ومحاولة فهم وعلاج المشاكل النفسية والسلوكية... ومضت السنوات ونحن نحاول الحفاظ على نفس مستوى الخدمة الذي نقدمه للمتصفحين.
ويمكننا تقسيم الخدمات التي يقدمها موقعنا إلى نوعين رئيسيين من الخدمات الطبنفسية الاجتماعية نوع يتعلق بخدمة شخص بعينه كما تتمثل في رد مستشار على استشارته هو شخصيا ونوع لا يتعلق بشخص بعينه وهو ما ينشره الموقع من مقالات أو مدونات أو إبداعات إضافة إلى النصوص المستمدة من الخدمة السابقة أي الاستشارات المنشورة،... وبينما لا مجال لمباراة نصوص صفحات مجانين من حيث الكم والكيف فهي تبقى من أهم الأقدم والأغنى والأدق من الصفحات العربية إلا أن تطورا مهما فاتنا بسبب بقائنا حتى هذه اللحظة عند نقطة التواصل النصي غير المتزامن (الذي يسمح بنشر الدائر بين الأطراف) بين المستشير والمستشار ... كما بين صاحب المدونة أو المقال ومن يقرؤه .... لم نتجاوز ذلك إلى طرق تفاعل أكثر تواصلية من النص غير المتزامن....
لم نكن ربما لاعتيادنا هذه الطريقة مستريحين إلى طلبات ومحاولات إدخال طرق تواصل أخرى عبر الإنترنت ... وظللنا طويلا نرتاب في فكرة العلاج الكامل عبر الإنترنت سواء أيام كان ممكنا بالصوت فقط وحتى أصبح بالفيديو... إلا أن ما اضطررنا إليه أثناء فترات الحظر اتقاء لكوفيد 19 .. وتزامنا مع التطور الكبير الذي حققته التقنيات في سهولة ومجانية التواصل عبر الإنترنت والذي لا يحتاج أي ذكاء لنعرف أنه سيتطور وسيصبح أشمل وأسهل وأيسر .... أصبح من الممكن أن نعد بأن نضع منصة للتواصل بالصوت والصورة بين المستشير والمستشار طلبا للعلاج الكامل عبر مجانين.
كذلك فكرنا كثيرا على مدار السنوات في الطريقة التي تجعل موقعنا يستمر يقدم نفس الخدمات مجانا قدر الإمكان ... وعرضت صيغ قانونية مختلفة مثل شركة، مؤسسة، جمعية أهلية ...إلخ.... بحيث يمثل الكيان القانوني الذي يسمح للعمل بأن يستمر بغض النظر عن الأشخاص و..... بعد محاولات ومداولات رسينا أن أيسر السبل وأقصرها هو أن يكون هيكل شركة وسنفعل ... وسيكون الكيان القانوني هو الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية مجانين .... وهناك الآن الشعار الجديد الذي أبرزنا فيه عبارة مجانين العقلاء وعقلاء المجانين.... وذهبنا للتسجيل...
بالمناسبة صورة الشعار أعلاه ليست آخر ما وصلني من المصممة فبداية جاءت الصورة وتحتها مجانين العقلاء و عقلاء المجانين...... واعترضت على الواو المفصولة عن عقلاء...... وتعجبت حين أعادوا لي الصورة وقد ألغوا الواو تماما وصارت العبارة مجانين العقلاء، عقلاء المجانين !!! ولأنني مستعجل في كتابة المدونة فقد فتحت فوتوشوب وقمت أنا بكتابة الواو... أصلا حين نقول مجانين العقلاء وعقلاء المجانين نتكلم عن نوع من الناس وليس عن نوعين !! هو الموسوس ولكن الذين يرسمون تعلموا في أرقى المدارس الأجنبية ولا عزاء للعربية ولا لأهل العربية.
أما على مستوى تحديث الموقع نفسه فحدث ولا حرج ... سبب الإشكال أو الإعاقة المزمنة (حتى الآن) هي أن ما كتبه شوقي بلغة asp لم يستطع أحد نقله إلى لغة php (طبعا اللغة هنا هي كل ما أفهم)... أمام ضخامة العمل لا أحد من المهندسين الذين حاولوا نجح ولا قيم أحدهم الموقف تقييما موضوعيا ليعرف من البداية ما هو مطلوب منه .... يعد ثم يفاجئ ثم يتهرب ثم يعلن عجزه .... وتكرر ذلك منذ 2005 وحتى 2019 ... وكنت في حديثي معهم أنبه إلى أن التاريخ كله مهم وبأن كل صفحات الموقع القديم بما فيها من صور يجب نقلها للجديد وكل الارتباطات يجب أن تبقى عاملة ... حين بدأ المهندس عبد الرحمن أسامة البيروني يكلمني في موضوع تطوير الموقع كنت مع آخر المحاولين الذي كان سكندرنيا من طرف شوقي ... بلغ فراره من المشروع في أوائل سنة 2020 .... وعندها اتفقت مع عبد الرحمن .... أن يتولى هو العمل باعتباره يؤسس شركة لنفسه تعمل في مجال تصميم المواقع.... وبالفعل استطاع عبد الرحمن نقل كل قاعدة البيانات إلى لغته الجديدة .... ورأيت موقعا بشكل مختلف وأغلب الأشياء القديمة منقول فعلا ... لكن شكل الموقع الجديد لم يكن يشعرني بالتفرد الذي اعتدته وأنا أتعامل مع صفحات مجانين القديمة ربما لأن الشعار كان صغيرا.... الله أعلم... لكن الرجل حتى الآن انجز ما لم يستطعه غيره.
عرفت من عبد الرحمن أن أي موقع إنترنت يتكون من جزئين أحدهما هو الواجهة أو الشكل الأمامي Front End والآخر هو الواجهة أو الشكل الخلفي Back End .... الأمامي مسؤول عن خبرة المتصفح والثاني أي الخلفي مسؤول عن قاعدة البيانات وآلية العمل داخل تطبيقات الموقع ... وبقينا نتقابل أسبوعيا على مدى حوالي سنة كاملة نتكلم عن الموقع وعن الحاصل والمفروض حصوله في الموقع الجديد .... وبعد فترة من العمل أبلغني أنه سيضطر إلى إعادة كل ما كان فعله قبلا من خلال تطبيق الـ Word Press لأنه لن يتحمل كمية قاعدة البيانات الحالية على مجانين ؟ طبعا أنا لم أفهم الأمر جيدا لأنني لست مهندسا ... وأنه سيبدأ العمل باستخدام الأحدث والأيسر ... لكنه سيحتاج وقتا ... وهكذا .... مرت الأسابيع والشهور ... وكعادة كل العاملين في مجال الكومبيوتر والإنترنت في مصر على الأقل ! كل المواعيد غير ملزمة !! للمهندس !! وهو يعطيك الموعد وهو لا يعرف فعلا هل سيكون أنجز ما وعد في موعده... نهايته ودون الدخول في تفاصيل مقلقة أبلغني بعد مداولات أنه يتبقى لإنجاز مجانين 40 ساعة عمل ... وحين فغرت فاهي وكدت أشهق شهل يا "عُبَدْ" داهمني باستطراده يعني وأربعين ساعة كمان ...... وقف عند الثمانين... ثم أعطاني موعدا نهائيا يوم 15 أكتوبر2021 ... يعني يحتاج أكثر من شهرين لإتمام 80 ساعة عمل !!!! وكان خريج الجامعة الألمانية GUC .. أعطاني قبل سنة موعد 13 أغسطس 2021 تزامنا مع عيد الميلاد ..... !! وحين قلت له كل هذا لتنجز 80 ساعة عمل !! تعني 60 × 24 = 1440 ساعة لتعطي 80 لمجانين ؟؟؟؟ فرد بأنه انتهى بالفعل من برمجة الواجهة الخلفية والمشكلة ما تزال في إكمال الواجهة الأمامية والتي يحتاج فيها لآخر أو آخرين معه.... سألت الله أن يفك عقد مسيرته، وقلت له إذن صبرا ولكن هل القديم سينتقل سلسا مصانا فأجاب إي والله سينتقل ... قلت إذن سأكتب عن هذا في مدونة عيد الميلاد والصبر خير .... واقترحت عليه أن يزودني بوصف عربي لما فعل ولم يفعل .... فهرب مني وصار لا يرد على اتصالاتي به.... لا أدري هل عجزا عن الترجمة أم خوفا من الالتزام على صفحات مجانين.....
عبد الرحمن هو الابن الأكبر لشقيقتي الأصغر، ولذا فأنا مضطر لتحمله لكن لا أظن أن كل المجانين مثلي !! مضطرون ... وبينما أكتب السطور ما زلت أحاول الاتصال به لكني (تفاؤلا أرجو ألا أندم عليه) أتوقع أن يفاجئني بإنجاز ما من الصعوبات التي أعرف أنها ما تزال تواجهه بسبب إصراري على النقل السالم الكامل لتاريخ مجانين ... يمكن لمن يشعر بالصداع من هذه المدونة أن يستخدم أقرب قرص باراسيتامول مع قدر كافٍ من الماء، وأخيرا نسألكم الدعاء بتيسير العمل وتدشين الأمل وكل عام وأنتم ومجانين والعالم بخير !.
واقرأ أيضًا:
تطوير الموقع ما قل ودل ! / مجانين في عيد ميلادها الـ18