الفصام واضطرابات ذهانية أولية2
العنف والشيزوفرانيا
في معظم الحالات ترى هؤلاء المساكين ضحايا اعتداء الناس عليهم لكن إن حدث واعتدى أحد منهم على شخص ما من عامة الناس تبدأ الصحف بالحديث عن خطورة المرضى المجانين على عامة الناس ويبدأ رجال السياسة بسن التشريع بعد الآخر لإجبار المرضى على العلاج قانونياً. رغم ذلك فإن في اللجوء إلى العنف في الشيزوفرانيا حقيقة يجب الانتباه إليها وتقييم خطورته، ولكنه يقل بوضوح مع العلاج وتوفر الخدمات. لا بد من تقييم خطورة سلوك المريض على الآخرين بصورة منتظمة والقبول بأن الاعتداء على الآخرين عامل خطورة في جميع المرضى.
الأمراض الطبية في الشيزوفرانيا
يتعرض المرضى لأنواع متعددة من الأمراض الطبية من جراء الإهمال الاجتماعي وعدم توفر الخدمات الاجتماعية والصحية لهم. كذلك لا تخلو العقاقير المضادة للذهان من أعراض جانبية تؤدي إلى تغيرات أيضية مزمنة مثل زيادة الوزن وارتفاع تركيز الدهون في الدم. غير أن هناك مرضا واحدا يقل ظهوره عند هؤلاء المرضى بصورة ملحوظة وهو التهاب المفاصل الروماتيدي Rheumatoid Arthritis.
الطب العصبي النفسي للفصام 1،2Neuropsychiatry of Schizophrenia
هناك مدخل وحيد لاستيعاب الفصام وأسبابه وهو من خلال دراسة الجهاز العصبي المركزي ومعالجته للمعلومات التي يستقبلها من خلال مستقبلات عصبية في مختلف أنحاء الجسم. يتم إرسال هذه المعلومات إلى منطقة القشرة المخية ومنطقة تحت القشرة المخية. يتم معالجة هذه المعلومات في دوائر عصبية وبعدها يستجيب الجهاز العصبي لغويا ووجدانيا وحركياً. المنطقة الأولى التي يتم استقبال الأحاسيس فيها هي المهاد. يتم إرسال الإشارات اللازمة إلى القشرة المخية حيث يتواجد تمثيل جميع الأحاسيس المختلفة. يتم جمع المعلومات وتنسيقها في مختلف أنحاء الدماغ عن طريق منطقتين في القشرة المخية تدعى مناطق الترابط. منطقة الترابط الأولى هي في خلف الدماغ وتدعى الفصيص الجداري الأسفل Inferior Parietal Lobule وبعد ذلك يتم إرسال المعلومات إلى منطقة الترابط التي تصدر الاستجابة النهائية وهي القشرة الأمامية الجبهية. يتم خزن المعلومات والتجارب في الفص الصدغي الأوسط، وتناسق الاستجابة الحركية يتم مع النوى القاعدية تحت القشرة المخية.
هذه الاتصالات والتنسيق بينها يتم عن طريق ناقلات عصبية كيمائية متعددة أهمها من جانب استيعاب النموذج العلاجي للاضطرابات الذهانية هي:
الدوبامين DA (Dopamine).
النورأدرينالينNA (Noradrenaline).
سيروتونين Hydroxy-tryptamine (5-HT).
استيل كولينAch (Acetyl Choline).
رغم أن نظرية الفصام تشير إلى الإسراف في إفراز الدوبامين واستهداف هذا الناقل الكيمائي في العلاج، ولكن هناك تحديات عدة لهذه النظرية هذه الأيام.
دراسة العوامل التي تسبب الفصام لا يختلف عن دراسة جميع الاضطرابات العصبية كالآتي:
١- دراسة مختلف الظروف البيئية والاجتماعية والنفسية والتاريخ العائلي.
٢- دراسة تمثيل الأعراض في الجهاز العصبي.
٣- دراسة تركيب مناطق تمثيل الأعراض.
٤- دراسة الدوائر العصبية.
٥- دراسة الناقلات العصبية في الدوائر العصبية.
٦- البحث عن الجينات.
نقص حجم القشرة المخية مع عدم فقدان الخلايا كثير الملاحظة مع الفصام المزمن، ويصاحب ذلك اختلال وظيفي. هناك من المصابين بالمرض من تلاحظ فيه نقص حجم القشرة المخية في المراحل الأولى للمرض. رغم ذلك فإن الفحوص الإشعاعية المختلفة لا دور لها في المعالجة السريرية للفصام. من جانب آخر نرى أن فعالية الفص الجبهي تميل إلى الضعف مقارنة بزيادة فعالية الفص الصدغي. أما منطقة المهاد فهي الأخرى بدورها تميل إلى نقص الحجم مع فقدان خلايا عصبونية. هذه الملاحظة توضح الارتباك الوظيفي في دائرة معالجة المعلومات أعلاه.
احتمال إصابة الدماغ اثناء الحمل لأسباب متعددة قد يلعب دوره في حدوث عطل في الدوائر الدماغية. من جراء ذلك هناك علاقة إحصائية بين الأداء الوظيفي للأطفال في عمر مبكر (٣ – ٦ أعوام) واحتمال إصابتهم بالفصام مع بداية البلوغ. الظروف البيئية المختلفة قد تلعب دورها في تعجيل ظهور الفصام مع وراثة جينات معينة للمرض. العيش في وسط المدينة يرفع من احتمال الإصابة بالفصام بسبب الضغوط البيئية، ولكن الأشد من ذلك هو الهجرة إلى بلد آخر.
لا توجد علاقة بين عمر الأم واحتمال إصابة الطفل بالفصام عكس عمر الأب3. يرتفع احتمال الإصابة تدريجياً بعد عمر ٤٠ عاما وبصورة حادة بعد عمر خمسين عاماً. يتم تفسير ذلك بأن عدد البيض الذي تنتجه المرأة طوال عمرها ثابت عكس الذكر. تنخفض جودة الحيامن مع تقدم العمر وهذا يفسر زيادة نسبة الفصام (والتوحد أيضاً) في الأطفال لأب عمره تجاوز ٤٠ عاما.
هناك عامل وراثي مركب يشمل جينات متعددة في الفصام. هذه الجينات تتفاعل مع عوامل بيئية كالتي تم التطرق إليها أعلاه في تفسير إصابة المريض بالفصام. عامل الجينات بحد ذاته لا يقل عن ٦٠٪.
الخطورة النسبية للأقرباء | العلاقة |
0.86 | لا يوجد/عامة الناس |
57.7 | توأم مطابق |
4.4 | الوالدين |
8.5 | أشقاء |
8.2 | أطفال |
2.0 | العم والخال |
2.2 | أبناء الأخ أو الأخت |
2.8 | أحفاد |
3.2 | أشقاء من والد واحد |
2.9 | ابن العم أو الخال |
36.6 | كلا الوالدين مصاب بالفصام |
13.8 | أحد الوالدين مصاب بالفصام |
يعتقد الآن بأن الموقع الجيني للفصام هو في منطقة تسمى C4 مهمتها إنتاج مادة كيمائية تسمى المتممة أو المكمل Complement مهمتها في الجسم لصقها على الجراثيم لكي يتعرف عليها جهاز المناعة. أما في الدماغ فمهمتها تقليم تفرعات الأعصاب كما نقلم شجرة البرتقال لكي يكون إنتاجها أفضل منذ ولادة الطفل إلى وصوله مرحلة البلوغ. في الفصام تقل هذه المادة بسبب عطل هذه الجينات ولهذا السبب نبدأ بملاحظة الفصام القاسي في منتصف عمر المراهقة. في التوحد يحدث عكس ذلك وتزاد الفعالية ويحصل الارتباك. هذا هو الباب للقضاء على أشد الأمراض النفسية قسوة.
ويتبع>>>>: الفصام واضطرابات ذهانية أولية4
مصادر:
1- Mortensen PB, Pedersen MG, Pedersen CB. Psychiatric family history and schizophrenia risk in Denmark: which mental disorders are relevant? Psychol Med. 2010 Feb;40(2):201-10.
2- Hough CJ, Ursano RJ. A guide to the genetics of psychiatric disease. Psychiatry. 2006 Spring;69(1):1-20.
3- Miller B, Messias E, Miettunen J, et al. Meta-analysis of paternal age and schizophrenia risk in male versus female offspring. Schizophr Bull. 2011 Sep;37(5):1039-47.
واقرأ أيضًا:
العلاقة بين الهرمونات والوزن / الجريمة والعنف والصحة النفسية