الكثيرون من أعلام الأمة منشغلون أو موسوسون بمسألة تعريب المصطلحات الأجنبية، وهو جهد طيب، لكىه في أحيان كثيرة كترجمة الشعر إلى غير لغته.
فما هي الفائدة من ترجمة المصطلح الأجنبي إلى العربية؟
من الأفضل أن نستبدل كلمة تعريب المصطلحات، بشرح المصطلحات، ولغتنا العربية بأبجديتها وأصواتها تستوعب أي مصطلح وتكتبه بأحرفها، وعلينا أن نشرح معناه بالعربية.
النسبة العظمى من المصطلحات الأجنبية يمكن كتابتها بالعربية، فلماذا نضيّع جهدنا بتعريبها، أي البحث عن اسم يناسبها بالعربية.
خذ على سبيل المثال "فيس بوك، إنترنيت، أمازون"، يكون كتابتها بالعربية أفصل من تعريبها، ومنها يمكن الانتقال إلى مصطلحات في ميادين المعرفة الأخرى، التي علينا أن نكتبها بالعربية بدلا من تعريبها.
فالمصطلحات الأجنبية بعضها يمكن توطينه في اللغة وبعضها يتحقق شرحه بذات اللغة، ومن الاعتداء على أي لغة توهمنا بأنها تستطيع توطين جميع المصطلحات بأبجدياتها، أي أن تخترع اسما لها.
ومثل آخر مرض "الشيزوفرينيا" يمكن كتابته بالعربية بدقة ووضوح، ما الفائدة من تسميته بمرض "الفصام"، هل أضفنا معلومة جديدة، هل يفهم القارئ بالعربية معنى الفصام، من الأفضل أن نشرح معنى الكلمة بلغة عربية واضحة لكي يفهمها الناس، لا أن نقول "فصام" وانتهى الأمر، لأن السؤال الذي يبحث عن جواب سيبقى ما هو الفصام؟!
وقس على ذلك الكثير من المصطلحات التي نرهق أنفسنا بالبحث عن اسم عربي لها بلغتنا، ونغفل دلالاتها وضرورة تعريفها وتوضيح معناها.
الفوبيا: الخوف وربما يمكن احتضان كلمة فوبيا، وجعلها مما يشير للخوف فنقول (فاب، يفوب، يفوبون) أي (خاف، يخاف، يخافون).
ما تقدم يبدو غير مقبول لدى الكثيرين، لكن الواقع المعرفي المعاصر يدعونا للتفاعل الموضوعي مع المستجدات ودفق المعلومات الهادر.
واقرأ أيضًا:
كذب الإعلام ولو صدق!! / الحنفشة!!