القرن الحادي والعشرون غير مسبوق في التأريخ، فأيامه تتجدد ومعطياته تتعدد، وتتطور بتعجيل فائق التسارع والتنافس والتوثب إلى عوالم المجهول، المشحون بالمستجدات والمعطيات الصاخبات.
وعندما نتساءل عن دور الكتاب في حياتنا يتحشرج الجواب في الصدور!!
قبل عقدين عندما أزور صديقا يكون الحديث عن الكتب التي قرأها وآخر ما صدر منها، ويحثني على مطالعة هذا الكتاب أو ذاك.
واليوم عندما أزور صديقا، أجده مشدودا إلى الهاتف النقال، ومنتوجات التكنولوجية الإليكترونية، كالآيباد واللاب توب، وأخواتها من أدوات استلاب الوقت والانتباه.
وأتساءل عن دور الكتاب في حياتنا.
في السابق عندما تكون في مكان انتظار، تجد معظم المنتظرين يحدقون في كتاب، واليوم الجميع مشدود لهاتفه، ومن النادر أن تجد مَن يتصفح كتابا.
فهل أن عصر الكتاب انتهى؟
لا أعرف الجواب، والذي أراه أن أدراج مكتبتي أخذت تنفر من الكتب، وأشعر بأني ملزم بالانصياع لإرادتها، فهي متلهفة لمعطيات العصر، فقد سئمت من الكتب المرصوفة عليها.
أنظر إلى مكتبتي وأقارن بين كم من الوقت يمضي مع الكتاب وكم منه يمضي مع الشاشة.
وينتابني إحساس بأني أشيّع مكتبتي!!
إنها مرحلة ليس من السهل التكيف معها، وتمثلها، وقد تنوعت نوافذ تدفق المعارف، وتفوّق المسموع على المرئي، فأجيال العصر تقرأ بآذانها، وما عادت عيونها صديقة للسطور.
فإلى أين المسير، والثورات التكنولوجية ذات أعاصير توسونامية، تكتسح ما قبلها وتأتينا بالمثير المستطير!!
فهل "أن الكتاب صديق لا يخون"، أم الهاتف صاحبنا المأمون؟!!
واقرأ أيضًا:
الحنفشة!! / لا لتعريب جميع المصطلحات الأجنبية!!