هي الفترة منذ سقوط بغداد في (1258) إلى دخول نابليون مصر (1798)، والتي استمرت (540) سنة، عاش فيها العرب بسبات عميق، وحالما اصطدموا بالفرنسيين، استيقظوا، وانطلقت في ربوعهم مدرسة البعث والإحياء، فسعت لإطلاق الطاقات الإبداعية المتصلة بجوهر الكينونة المعرفية، التي تألقت منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى غزو هولاكو لبغداد.
ومن روادها محمود سامي البارودي (1839 - 1903).
ولا بد من إستثناء الأندلس التي سقطت في (1492)، وذهبت ريحها بعد ذلك.
الثابت أن الأمة بدأت تخرج من شرنقة الظلامية بعد منتصف القرن التاسع عشر، وتوثبت نحو التمسك بذاتها وموضوعها في النصف الأول من القرن العشرين، ففترة نهوضها عمرها يقاس بالعقود وليس بالقرون، وفي أقل من قرن تقدمت بقوة وقدرات متميزة، وبرز فيها أعلام نهضويون ومصلحون أفذاذ، وقادة أرادوها أن تصل إلى مقامات جوهرها الساطع.
وهذا يعني أنها أمة حية وقادرة على استعادة دورها وتفاعلاتها الأصيلة مع عصرها، فأمم الدنيا احتاجت لقرون لتخرج من ظلمتها وجهلها، ودول أوربا تقدم مثلا واضحا على ذلك.
فالأمة بخير رغم ما يحيق بها من التداعيات ويكتنفها من الويلات، فستتخطاها وتحقق وجودها اللائق بقيمها ومعانيها الإنسانية الحضارية.
فالأمة التي تحررت من قبضة أكثر من خمسة قرون، وانطلقت في مشوارها متحديةً ومؤمنة بصيرورتها المُثلى، لقادرة على الانتصار على نكباتها، والتفاعل مع إرادتها العزومة الطافحة بالمستجدات المعبرة عن هويتها وخصالها الفريدة.
إنها تكدح بجد ونشاط للخروج من أصفاد القنوط والتبعية والخنوع، وستنتصر وتكون.
فما يجري في ربوعها، يبعث على الأمل، ويطلق براعم التفاؤل والمعاني الحياة الحرة الكريمة، فالذي يستحضر التأريخ ويقارن مسيرتها الطويلة، يجد أنها بخير وتسير على سكة التعافي والسموق الحضاري الأثيل.
قد يستغرب البعض مما تقدم، لكن الزمن كفيل بتوضيح ذلك بأحداثه وتفاعلاته مع الأجيال الوافدة، فالأمة أفضل مما كانت عليه في بداية القرن العشرين، وستكون أقوى وأروع في نهاية القرن الحادي والعشرين.
وتلك سنة الحياة، وإرادة أكون الفاعلة فينا!!
واقرأ أيضًا:
رَحْمُ الزمان!! / الصديق المدثر بالنسيان!!