إن ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام ومؤامرات، تفرض على كل التنظيمات والقوى السياسية والشخصيات الوطنية، أن تتحد في بوتقة واحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الوطنية، والوقوف بجانب الشعب الذي يعاني كثير، وعدم التعامل مع القضايا والثوابت الوطنية بحسابات شخصية وتنظيمية، تصل أحيانا إلى اتخاذ مواقف متخاذلة، وربما تصل إلى إعاقة الحل أو إيقافه، وكذلك إنهاء ملفات طالت وكان من المفترض إن تغلق لولا إن البعض لا يرغب بذلك للإبقاء على مصالحهم الخاصة، حيث يعتقدوا إن وجود هذه المشاكل وبقاؤها هو استمرار لوجودهم وبقاء لمصالحهم في هذا الوطن المدمر الذي يعاني منهم ومن ويلاتهم.
ومن المعروف أن ما يحدث من خلافات بين القوى السياسية في كل دول العالم، تكون إما خلافات فكرية أو أيديولوجية أو على برنامج سياسي، ولكن ما يحدث في بلادنا ليس خلافا فكريا أو خلاف وطني، بل خلاف على المناصب والكراسي والمصالح الخاصة، وتنفيذ وحماية لمصالح دول أخرى، لذلك فمثل هذا الخلاف يخدع الإنسان ويضلله ويجعله ينحاز انحياز أعمى لتنظيمه، وما يساعد على ذلك هو امتلاك كل تنظيم أدبيات تجعله يقاتل أخيه، ويضع تنظيمه أو حركته في كفة وباقي الفصائل والشعب في كفة أخرى، ولو نظرنا إلى هذه الكفة التي يتشبت بها لوجدناها مضلله وتخدعه عن رؤية بقية الأطياف الأخرى، فلمصلحة من كل هذا؟؟؟.
إن هذه التنظيمات التي تخوض صراعا ضروس في فلسطين ملئ بمشاهد التخوين والتكذيب والتشكيك، واللعب على أوتار الوطن والوطنية والدين،مضافا إلى ذلك قلة الوعي والعلم أحيان،.ولو نظرنا إلى هذا الصراع، سنجده لا يخلو من مستفيد ما يدعم طرفا ضد الأخر ليقرر هو المصير أو النهاية نيابة عنهم، وليتصارعوا هم بعيدا عن الشؤون المصيرية، وهكذا ينسى الجميع شيئا اسمه قضية وطنية وشعب ولا يرون إلا مصالحهم التنظيمية، ولا تكون لديهم رؤية شاملة لما حولهم، ويفرطوا في واجبهم المقدس بأبخس الأثمان والتي لا يستفيد منها الوطن والمواطن. لذلك لم نرَ من هؤلاء العمل على تحسين الأحوال المعيشية للمواطن، ولا إلى الارتقاء بمستوى التعليم والصحة، أو خلق فرص عمل للعاطلين، أو رفع مستوى وعي المواطن بما له من حقوق وما عليه من واجبات، بل يحاولوا تطبيق سياسة القمع، وسياسية فرق تسد في محاولة للسيطرة والإمساك بخيوط القضية بين ايديهم.
لقد كثرت مشاكل وهموم الشعب الفلسطيني، وازدادت الإخطار المحدقة به ولم يعد قادرا على الاحتمال أكثر، فالي متى سيبقى الوضع على حاله؟؟؟ ولمصلحة من؟؟؟. وعلى الرغم من كل المحن التي يمر بها شعبنا والذي تنتظره حرب تعد لها إسرائيل على غزة ستكون اشد من سابقاتها، وازدياد مصادرة الأراضي، والتسريع بتهويد القدس، والاعتداءات الإجرامية بحق شعبنا من قبل الجيش والمستوطنين فلم يتحرك أحدا وانشغلنا بمعاركنا الجانبية، فالي متى هذا التخاذل والتقصير؟؟؟.
إن كل هذه المشاكل والتساؤلات تدور في ذهن المواطن وإجاباتها تقول: إن حسم هذه المشاكل ممكن وفي وقت قصير جد، ولكن هناك أيادي خارجية وداخلية مؤثرة تتقاعس في تحمل مسؤولياتها، بل تقف حجر عثرة أمام الخروج من هذه الأزمة. لقد بات الجميع يتساءل متى سيرتاح الشعب من هذه المشاكل؟؟ وهل ستنتهي أم لا؟؟ وهل سيتحمل القادة مسؤولياتهم اتجاه الوطن والشعب؟؟؟ ومن المستفيد من كل ما يحدث على الساحة الفلسطينية، وما يتبعه من إضرار جسيمة على القضية الوطنية وعلى شعبنا الذي أصبح يدفع فاتورة هذه الخلافات والتي تستفيد قلة من ورائها؟؟ الم يحن الوقت لمصالحة وطنية شاملة تضع مصالح الشعب فوق كل اعتبار وتنهى نكران الذات؟؟
أن المصالحة أصبحت ضرورية لأنها تعنى الوحدة، وإنهاء الحصار، وحل الخلافات، ووحدة الوطن، وفتح أبواب العالم السياسية والاقتصادية. ألان مطلوب من الجميع إنهاء الانقسام، والوقوف بإخلاص ووفاء وأمانة بجانب الشعب ومصلحته وقضيته الوطنية، وطرد تلك الفئة التي تبحث عن التأزيم ومصالحه، وترجمة توجهات الشعب إلى أفعال بدلا من المزايدات وردح الفضائيات لبناء مستقبل فلسطين الموحد والمستقر، وبناء اقتصاد مستقل وقوي لنكون قادرين على المواجهة والتصدي لكل المحاولات التي تسعى إلى زج الوطن في أزمات وخلافات ومعارك جانبية لا تجدي قضيتنا الوطنية ولا تفيده، وحتى نتفرغ لمواجهة عدونا المتربص لنا ودرء الأخطار؟
واقرأ أيضاً:
العلاقة بإسرائيل تحتاج اغتسالا/ عكا ووحدة الشعب الفلسطيني/ أكاذيب دعاة التطبيع/ فلنفاوض ولنقاوم/ نداء للمثقفين العرب ولعمرو موسى وللأنظمة العربية!/ بيان إلى الأمة في الذكرى الستين للنكبة