أرسلت مايا (ربة منزل، سوريا، 26 سنة) تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا أريد أن أثقل عليكم بأسئلتي فأنا أعلم بأن لديكم أطناناً من الرسائل التي تنتظر الرد. ولكنني لم أستطع أن أمنع نفسي من أن أقول لكم شكراً، شكراً على المرجع الهام الذي توفرونه لكل أم وأب، شكرا على ربط التربية بالدين وعلم النفس ليصبح ثلاثياً ذا قوة خارقة لإنشاء جيل يتمتع بصحة نفسية وبانتماء لدينه ووطنه وحب لأمه وأبيه، أقرأ لكم فتدمع عيناي, لأنني أشعر بكم المجهود الذي تبذلونه من دون مقابل. أثابكم الله وجزاكم عليه أطناناً من الحسنات يوم القيامة.
كلما شعرت بالضعف والحيرة في تربية ولدي, أدخل إلى هنا فتسري القوة في أوصالي وأشعر بسطوة العلم. فعندما تعلم ماذا تفعل, يصبح كل صعب سهلاً وبدل أن أستشيط غضباً وأهدد وأتوعد وقد أعاقب من دون وعي, فإنني بعدما أقرأ لكم, أجد نفسي وقد رسمت خطة مدروسة لحل مشاكلي مع ولدي و بدأت في التنفيذ لأنني أصبحت أفهمه وأعرف لماذا يفعل ذلك وكيف أعالجه.
شكراً لكم مرة أخرى وابقوا معنا لتنيروا دروبنا, نحن الآباء والأمهات الذين تشربن تربية النهر والضرب منذ نعومة أظفارنا ونجد في موقعكم واحة الأمان لنكسر الحلقة ولا نربي أبنائنا على ما تربينا عليه.
كان الله في عوننا جميعاً لننشئ جيلاً مختلفاً, جميلاً ذا رؤية وهدف والأهم, جيلاً يتمتع بالصحة النفسية.
بارك الله فيكم
3/12/2007
أهلا بك يا سيدة "مايا" حللت أهلاً ونزلت سهلا مرحى بك مرحى...... ليس بدون مقابل ما نفعل، لسنا ملائكة يا مايا..... هناك مقابل دعواتك وكلماتك أنت من أروع أمثلته..... نحن فعلا نبذل مجهودا ربنا أعلم به ونحتسبه عنده سبحانه، ولكن الأمر حقيقة أمرٌ جلل إن لم ننتبه محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومصرين على أن نعمل على قاعدة ما يُدْرَكُ كله لا يترك كله.... لو لم نفعل فعلى أجيال من أولادنا السلام... ترى سيبقى من ثقافتنا شيءٌ بعد ضياع أجيالٍ من أولادنا؟؟
إذن أنت تقرئين ما كتبَ في مقالات تربية مجانين وهو للأسف قسمٌ ما يزال أقل أقسامنا ثراءً من حيث المحتوى لأن من وعدوني بأن يحملوا عبئه معي وكتبوا أوائل مقالاته للأسف لم يكملوا الطريق وأنا أكرر الدعوة لهم… وهذا غير عديدين وعدوا عندما كان تربية مجانين مجرد فكرة... فأما ابن عبد الله فجرد ألقى الفكرة وهرب إلى غيرها كعادته وعادة غيره من المنظرين... وكذلك صاحبة المشاركة لم تتابع الباب أو لم ترسل لنا أي مشاركة أو تفاعل مع ما ينشر فيه، وكذلك غيرهم من مستشاري مجانين وعدوا ولم ينفذوا ولم يزل الباب متجددا وإن ببطء مقارنة بكل أبواب مجانين....
ولاحظي بالمناسبة أن اثنتين من الكاتبات الرائعات على تربية مجانين هن أخوات سوريات يعني من أهل بلدك يا "مايا".... ولكل منهما أعذاره وأن تكن الكاتبة هداية الله أحمد شلش لم تكن معروفة لنا إلا من خلال المستشارة نيفين عبد الله... المهم يا مايا أنك تثنين على الباب والمقالات فيه ومعظمها للمهدي أعانه الله على إكمال مسيرته معنا...
يمكنك بالطبع أن ترسلي أسئلتك، ولكن أود أن أشير إلى أنه خاصة في الحقبة التي نعيش يجب أن نغير بعض مفاهيمنا وأدوارنا عن مصادر المعرفة؟ من أين تأتي؟ وهل سبقى في العصر الذي نعيش نقبل باستمرار الطريقة الهرمية التراتبية (الهيراركية) في تلقين وتلقي المعرفة؟ هل سنبقى ننتظرُ من كبار العلماء في أي مجالٍ أن يقولوا لنا؟ ونبقى متلقين؟ هذا النمط ساد طويلا.... ولكنه لم يعد يصلح في معظم مجالات المعرفة وإنما التوجه المناسب الآن في عصر السماوات المفتوحة والتدوين هو الطريقة أو النمط المنبسط الممتد التفاعلي بمعنى أن الكل مصادر للمعرفة المتخصص والمجرب لنصائحه هذا النمط أصلح لعصر تسبق التغيرات فيه أي متابع في أي مجال.... يعني أصبح من واجب السائل أن يبحث في نفس الوقت الذي يستشير فيه وهذا نحاول بيانه وشرحه من خلال خطتنا لإعداد وتقديم برنامج "تحت العشرين" على قناة الصحة والجمال مثلما يشير الإعلان في صدر الموقع، وموضوع هذا البرنامج هو مرحلة المراهقة ونتوجه في هذا البرنامج إلى الجميع المراهقين أنفسهم، والأمهات والآباء والعاملين أو الدارسين لفترة المراهقة على اختلاف تخصصاتهم وندعوهم جميعا للمشاركة من أجل إعداد برامج خاصة بكيفية التعامل مع المراهقة، فهل تشاركين؟
ويتبع >>>>>: تربية مجانين متابعة مشاركة
اقرأ أيضاً :
قواعد الصحة النفسية للطفل(4) / حتى نعْدل إن عاقبنا / مفهوم اللغة في حياة الطفل