هل يوجد ما يسمى الله?
تعرض ابني 7 سنوات لحادث وقوع في الزيت المغلي من 5 سنوات وأنا وأمه تم إصابتنا، أنا بعدها بشهور لا يوجد أي أثر مع أن يداي كانت في الزيت وأمه تشوه بسيط في الكتف أما هو فظل في المستشفى لمدة شهر وكمية عمليات ترقيع من الفخد مهولة وطبعا علاجات وعمليات لمدة 5 سنين بعدها لا تحصى ولا تعد ولسه فيه آثار مش قادر أتغاضى عنها ولا قادر أتغاضى عن مسئوليتي عن اللى حصل .
لماذا هو تحديدا? ومن 3 سنين وأنا بفكر هو عمل في كده له ليه أذاني في ابني الوحيد ليه عذبه لو كنت أنا غلطت كان عاقبني أنا مش ابني علشان كده أنا في أوقات كتيرة بقدر أطلع الكلام اللي جوايا ومتأكد منه إن مافيش حاجة اسمها ربنا ولا رسل ولا ملائكة ولا جنة ولا نار كل ده وهم وخدعة عايشين فيها أنا ملحد ملحد فيه حليين بس عندي للي أنا فيه يا إما أكون في غيبوبة لمدة 5 سنين وبعدها أصحى ألاقي كل حاجة تمام يا إما ينزلي ربكم على الأرض يقولي عمل كده ليه يا ترى فيه حل عندكم لحالتي?
06/03/2014
رد المستشار
الأخ السائل:
حق الإنسان أن يسأل عن حكمة الله تعالى فيما يحصل له، فإن تحصل على الحكمة؛ اطمأن على قدر الله تعالى، وهذا شيء مشروع، كما في قصة إبراهيم- عليه السلام- حين سأل الله تعالى كيف يحيي الموتى، فقا سبحانه: {وَإِذْقَال َإِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 260].
أما إذا لم يعرف الإنسان الحكمة، فليوقن أن لله تعالى في كل فعل من أفعاله حكمة، لأن أفعال الله تعالى منزهة عن النقص أو خلو الحكمة؛ لأن الله تعالى هو الحكيم سبحانه وتعالى، فقد جاء وصف الله تعالى بالحكيم ما يزيد على أربعين مرة، وقريبا منها وصفه بأنه حكيم، يعني ما يزيد عن ثمانين مرة وصف الله تعالى نفسه بأنه حكيم، هذا من حيث الكلمة، أما من حيث الوصف بالمعنى، فكثير، ومن أسمائه الحسنى سبحانه أنه الحكيم.
وقد نص القرآن على أن الله تعالى منزه عن العبث في أفعاله، كما في قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } [المؤمنون: 115، 116].
أما بخصوص مشكلتك، فقد ذكرت أن ولدك قد تعرض لحادث زيت مغلي، وأجريت له عدة عمليات طبية، ولكنك لم تذكر من كان السبب في أن يتعرض ولدك لصب الزيت المغلي عليه، ألا يمكن أن يكون الخطأ من عندك زوجتك؟ أو من عند خادمتك، أو من حد بعض الناس؟ لماذا ألصقت العمل بالله تعالى، فهل الله تعالى أنزلت الزيت المغلي من السماء على ولدك وهو في بيتك؟ أم أن تعرض والدك هو خطأ منكم؟ فالأولى أن تأنبوا أنفسكم على ما قصرتم في حق ولدكم.
وأما قولنا : إن ما حصل من قدر الله، فهو من باب علم الله تعالى بما يحصل لأنه لا يحصل في كونه إلا ما أراد، وعلى هذا، فإن الله تعالى خالق الشر، كما هو خالق الخير، ولكنه مع كونه سبحانه وتعالى خالق الشر، لكنه ما أراده، وحذر منه، وهو يعاقب عباده على فعله، فلابد أن نفرق بين نوعين من القضاء، قضاء لا دخل للإنسان فيه، وهو من الله، وبين أن يكون هذا القضاء من عند البشر، لكنه بعلم الله تعالى، لأن الله تعالى لا يغيب عنه شيء، كما قال: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس: 61].
ثم إنك ربطت بين إيمانك ووسوس لك الشيطان بالكفر لأجل ما حصل لولدك، ألا ترى أن وقوع البلاء على طفلك ليس حصرا عليه، ولا مقصورا على أبناء المسلمين؟ ألا ترى أن أبناء الكافرين يحصل لهم مثلما حصل لولدك ولغيره؟
ثم إنك عبد لله وليست سيدا في هذا الكون، وعلى العبد أن يثق في حكمة سيده وخالقه، فسبحانه لا يفعل شيئا عبثا.
أما إن كان ما حصل هو من قدر الله المحض، لا دخل للإنسان فيه، فلله تعالى حكم كثيرة كل فعل يفعله، ومن ذلك ابتلاء الصغار، منه أنه يكون تكفيرا لسيئات الوالدين أو أحدهما، لأن الولد كسب أبيه، فقد يكون سوء حالك مع الله هو الذي تسبب في هذا، وقد يكون ما حصل لولدك خير له لن تظهر حكمته الآن، ربما تظهر فيما بعد، وقد قص الله تعالى علينا قصة الرجل الصالح الخضر مع موسى عليه السلام، وكيف أنه أغرق سفينة أول مرة، وتبين أن الحكمة منها أن الحاكم الظالم آنذاك كان يسطو على كل السفن، فكان خرق السفينة مع مافيه من المضرة الظاهرة، كان فيه محافظة على السفينة للأيتام، وقد قتل غلاما صغيرا، وحكمته أنه إن كبر كان سيضر والديه، وربما تسبب في كفرهما، فيخسران الآخرة، وأن الله تعالى سيبدلهما خيرا منه، وفي الثالثة أنهما طلبا طعاما من أهل قرية فرفضا، وكان عندهم جدارا آيلا للسقوط، فساعدهم الخضر في المحافظة عليه، وكانت الحكمة أنه كان تحت الجدار كنزا، حفظه الله تعالى لأبناء أيتام.
قال تعالى: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا (76) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا } [الكهف: 71 - 82]
والواجب على المسلم أن يحافظ على دينه، فإن ابتليت في دنياك، فلا تخسر آخرتك ودينك، بل سل الله تعالى أن يثبتك في الدين، وأن يتوفاك مسلما، لأن ما أنت فيه من عمل الشيطان فإن الحياة ليست نهاية المطاف، فهناك حياة في القبر، فيها عذاب ونعيم، وهناك الحياة الأخرة، فتمهل ولا تتبع وساوس الشيطان، واستعذ بالله تعالى، وانظر أين الخطأ وعالجه، واحمد الله تعالى على قدره، فإن الله تعالى لا يحب لعباده الشر، بل يحب لهم الخير، وتذكر قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وأكثر من الدعاء لله أن يعجل بشفاء ولدك، وأن يحفظه لك، وتعامل مع الله كعبد فلست إلها، وتأدب مع ربك سبحانه وتعالى، فإنا جميعا ملك لله، ولله أن يفعل ما يشاء، وسبحانه لا يفعل إلا الخير.
واقرأ أيضًا:
مسلم نوعا ما... لا ديني أحلى !
متابعات الدمية الشقية
الإجابة بالدليل العقلي جدا يا عمرو
قدر أحمق الخُطا: كفر أم لا؟! مشاركة 1