حبيبي يؤذي نفسه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بالواقع بدي أحكيلك عن حبيبي عبد الله تعرفت عليه من أقل من شهر تعرفت عليه عن طريق الإنترنت وأول مرة بحياتي أحب أحد عن بعد وأول شيء كنا نحكي عادي بعد بفترة مو طويلة قالي إنه. بحبني وقلتله أنا بحبه وبعدها صار يقلي فوفو وحبيبتي وعمري وهيك أشياء وظلينا نحكي مع بعض على القايلة مرتين باليوم
وفي يوم سألني إذا حبيت أحد قلتله نعم وهيك رجعت سألته نفس السؤال قالي حبيت ويا ريتني ما حبيت قالي حكايته مع صبية اسمها تمام كان راح يخطبها واتفقوا مع أهلها وآخر شيء تزوجت أحد تاني وقبل هيك هو ما كان يحب بس ظلت تحن عليه وتتصل به وهيك المهم قالي إنه بعد اللي صار مع تمام أذى نفسه وصار يضرب حاله ووراني الجروح وقوية كتير أنا وقتها خفت وقلت هذا مختل ليش الله بلاني في المهم
وبعدها راح الموضوع ورحعنا نحكي مع بعض وللعلم هو شافني وأنا شفته المهم جاءت فترة كل ما أفتح ألاقيه فاتح وحكى يقولي صارلي 4 أيام ما نمت وأنا قلتله ليش هيك عملت وإذا نعسان روح نام وهيك المهم اليوم كنت عم أحكي عادي وبعدين ما لقيت غير بعتلي صورة له جارح نفسه بالسكينة وعامل حرف f على أساس بيحبني وأنا قوام بهدلته وقلتله هذا حرام وما بيصير تئذي حالك وأنا صرت أبكي بعد هالشوفة وقلتله شو استفدت جرحت نفسك وبكيتني
المهم صار يحكي قال أنا بدي حبك يصير بدمي وبقلبي ما اقتنعت وما تركته لحاله لحتى نام خفت كتير يعمل بحاله شيء فيا دكتورة أو دكتور دخيل الله ساعدوني أنا بحبه وخايفة عليه وعلي لأني بخاف إذا تزوجني يؤذيني أنا كمان وهو ظل يتأسف وهيك وخليته يوعدني لا يعيدها مع العلم هو وعدني سابقا بعد اللي شفته أنا اللي ساواه بحاله بعد تمام
ثم أرسلت تحت عنوان : تابع حبيبي يؤذي نفسه
هذه أنا مرة أخرى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت بعت مشكلتي من قبل بس حبيت أذكر تفاصيل أكثر ومنها أنه عبد الله يكبرني سنا عمره 21 وثانيا هو سوري كان في كتيبة في سوريا وخسر أصدقاءه وماتوا وقد خانه شخص عزيز على قلبه وربما هذا سبب إيذائه لنفسه وقد برر إيذائه لنفسه بأنه يحبني فأتى بسكين ونقش حرف اسمي بدمائه مع أنه يخشى الله ويصلي وليس في مرة في علاقتنا شعرت أنه سيء أو يريد شيء مني وأنا خائفة للغاية
وأتمنى منكم مساعدتي في علاجه ونصحي وقد عبرت له عن خوفي عليه بأنه يجرح شريان ويتوفى لا سمح الله وقد وعدني بعدم فعل ذلك وقال لي لا تبتعدي عني أرجوكي وقلت له سأبقى بجانبك مهما حدث ولم أقبل بالرحيل حتى خلد إلى النوم وحاولت أن أطمئنه أنه لم يزعلني وأني لا أزال أحبه وبجانبه وهو في بداية العلاقة أوضح لي خوفه من أن أهجره وأتركه بعد أن تعلق بي
ماذا أفعل ؟؟
ولكم الشكر
26/06/2014
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزتي "فوزية"...
رغم أن رسالتك الهدف الأساسي منها هو محاولة مساعدة الأخ عبد الله، إلا أنني أجد أن هناك شق آخر لا يقل أهمية وهو العلاقة أو المشاعر ذاتها والتي صنفتها أنت (بالحب عن بُعد)، تلك المشاعر التي تولدت بينكما في فترة زمينة أقل من الشهر الواحد، لن أجزم لك بأن تلك المشاعر ليست مشاعر حب (حقيقي واقعي) ولكنني سأحاول توضيح كيف يتولد ذلك النوع من الحب عبر الإنترنت وما يحتاج إليه حتى يمكن اعتباره حب حقيقي (واقعي).
فالحب عبر الإنترنت يبدأ أولا بالحديث المطول بين الطرفين، ذلك الحديث الذي يبدأ بسيطا سطحيا ويتدرج مع الوقت ليكون أكثر عمقا وصدقا يصل حتى لمرحلة الكشف الصريح عن الذات أو تعرية الذات، حيث يبوح الشخص بكل ما بداخلة من ذكريات وآمال، مآسي وأحلام، إحباطات وطموحات، ميول وعواطف، تظهر الطباع السيء منها والحميد، مما ينتج عنه تولد الألفة، والتي هي أول خطوات الحب، حب (حقيقي-واقعي) هو اندماج عقلي وروحي أكثر منه اندماج عاطفي، رومانسية عقل قبل أن تكون رومانسية قلب، وعامل الوقت هنا له الدور الأكبر في تولد ذلك الحب وكذلك في قوته وواقعيته.. هذه الظروف وحدها التي قد يتولد عنها حب (حقيقي واقعي) عبر فضاء إلكتروني بين شخصين لم يلتقيا بالواقع، نعم لم تتلاقى الوجوه ولكن تلاقت العقول والأرواح حد الاندماج.
أما ما ذكرتيه أنت برسالتك هو ما نطلق عليه (الحب من أول نظرة) فلا وجود له بالفضاء الإلكتروني، (الحب من أول كليك أو كلمة بالدردشة) ما هو إلا حالة، حالة يتخيلها الطرفان ليبدأ بعدها ممارسة كل طقوس الحب من تبادل الكلمات الرومانسية وغير ذلك، حالة قد تكون بحقيقتها هي مشاعر مختلطة تختلف نوعيتها، كمشاعر التعاطف، الاحتياج، الارتياح... ولكن بعالمنا العربي اعتدنا على أن أي مشاعر عامة طالما تواجدت بين الرجل والمرأة هي مشاعر (حب)، رغم أن المشاعر الإنسانية متعددة ومتداخلة، وجود إحداها لا يعني وجود الحب، بينما وجود الحب يستلزم توفرها جميعا...
هذا بجانب دور الخيال الذي يكون كالرسام الماهر فيرسم صورة مثالية حيث الخيال العاطفي دائما ينحاز لصالح الطرف الآخر يرسمة لنا بأجمل صورة نحلم بها.. ولا يمكننا أن نغفل أثر كلمات الحب العذبة وأثرها على القلب خصوصا بتلك المرحلة العمرية.
أما بالنسبة لحالة عبد الله، فهي قد تكون حالة Episodic self-mutilation تشويه الذات الجسدي العَرَضِي حيث يتعمد الشخص إيذاء نفسه استجابة لمشاعر لا يتحملها، أو لتغيير الحالة المزاجية من خلال إحداث أذى في الجسد، وعادة ما يتميز ذلك الشخص بالاندفاعية والتأرجح الوجداني الحاد. وبالتالي خوفك من أن يقوم بإيذاء نفسه مرة أخرى غير موضوعي لأنه قد يقوم بذلك الفعل بكل الأحوال ولأسباب قد لا تتعلق بك، ومع الوقت سوف تتحول مشاعرك من التعاطف و(طيف الحب) لعاطفة ظاهرها الحب والتعلق وباطنها الشفقة والخوف...
عزيزتي "فوزية".... عليك ملاحظة أنه كلما كان اتخاذك للقرار الصواب (الواقعي) أسرع، كلما كان إحساسك بالذنب والمسؤولية فيما بعد أقل.
واقرئي أيضا على مجانين:
عبر الإنترنت التخاطر والعشق الإليكتروني
الحب والآلة الصمّاء