الرهاب الاجتماعي وتدني الثقة بالنفس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي إني فاشلة جدا في تكوين العلاقات، أتظاهر بإن الأمر لا يهمني وأني غنية عن العلاقات وأنا أموت في اليوم مئة مرة، كل يوم أرجع من المدرسة وأنا أبكي، في الطريق قلبي يوجعني لما أشوف اللي بعمري عندهم أصدقاء يتمازحون معهم وأنا أجلس وحيدة أتظاهر بالعقل والهدوء. ثقتي بنفسي متدنيه جدًا دائما أحس شكلي غبي وقبيح ما أرتاح إلا إذا قعدت أمشي أحس عيون الناس متركزة علي وأبدأ أحس بخنقة.
أصبحت خجوله جدا مع إني سابقا ما كنت كدا أبدا فقدت ثقتي بنفسي لدرجة أني لا أستطيع رفع صوتي إذا نادت المعلمة بالأسماء لكي تسجل الحضور وأحيانا تصرخ علي لأن صوتي لا يسمع وأنها كادت أن تكتبني من المتغيبين ..
مشكلتي بدأت هذه السنة حيث انتقلت لمدرسة جديدة واكتشفت أني سيئة جدا في التأقلم مع الأماكن الجديدهة، في مدرستي القديمة التي درست فيها الإبتدائيهة والمتوسطة كان عندي أصدقاء كثير وكنت محبوبه جدا .. ولكن أمي أجبرتني بالانتقال لمدرسة لا أعرف فيها أحدا بحجة أنهم كانوا سيئي الخلق وأنها تريدني أن أتعلم بناء العلاقات، كرهت المدرسة جدا كرهت رائحة الممر المؤدي للصف كرهت الدراسة وأي شيء يربطني بها.
أهملت دروسي بحجة أنها تذكرني بالمدرسة .. علاقتي مع أسرتي جيدة، منذ بدأت الدراسة أي من ثلاثه أشهر تقريبا ونفسيتي تزداد سوءاً .. تفكيري أصبح محصورا في الموت فقدت شهيتي للطعام ما عدت أحس بطعمه أحسه مثل التراب تماما فقدت وزني بشكل ملحوظ. عند كلامي مع أي من المنسوبين أو أي من الطلاب أشعر بأن يدي ترتجف والعرق يتصبب مني وتتسارع نبضات قلبي لدرجة شعوري بإمكانية سماع الشخص الذي أكلمه بها ، كمان ما أعرف أبادر بالكلام مع أحد لازم هو يجيني عشان أتكلم.
صرت أخجل من أن أرفع يدي للمشاركة، كما أن أسلوبي سيء في وصف مشاعري أو ما أريد قوله كما يحدث الآن مجرد كلام أهبل أحس فيه حواجز كثيرة ما أقدر أتجاوزها .. كلام كثير محبوس في صدري ولا قدرة لي على صياغته، فكرت في ترك المدرسة ولكن أهلي لم يسمحوا لي بحجة أن ليس لي قيمة بلا شهادة.
أعراض الرهاب الاجتماعي جميعها تنطبق علي يؤلمني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) أنا من الصنف الذي لا خير فيه ولكن لا يد لي في هذا أكتب كلامي هذا وأنا أبكي .. كل يوم تشرق فيه الشمس أحس فيه بأن العالم عالق في حنجرتي أكره أن أظهر لأحد ضعفي أمثل القوة دائما وخدعتي بدأت تنكشف أكره نظرات الشفقة في أعين الناس لجلوسي وحيدة ..
أكره الأعمال الجماعية التي تجبرني على الاختلاط بالناس
ودائما ما أصبح مهمشة أحس بتأنيب ضمير وكره فظيع لذاتي.
10/11/2014
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
ملخص الاستشارة:
آنسة في عمر المراهقة تشكو من أعراض اكتئاب وقلق ورهاب اجتماعي بعد انتقالها إلى مدرسة جديدة وبدون رضاها.
الحالة النفسية الراهنة:
أعراض قلق جسمانية شديدة ورهاب اجتماعي يشير إلى حالة اكتئاب وجدانية.
التشخيص الأولي:
اضطراب الاحكام Adjustment Disorder مع أعراض اكتئاب وقلق.
اضطراب الاكتئاب الجسيم Major Depressive Disorder.
التوصيات:
• في هذه المرحلة وخلال ثلاثة أشهر من انتقالك إلى مدرسة جديدة يميل أكثر الأطباء إلى تشخيص اضطراب الإحكام أو التأقلم مع المحيط الجديد. هذا التكيف مع محيط جديد يميل إلى التحسن في الغالبية العظمى من الطلبة بعد انتقالهم من مرحلة دراسية إلى أخرى وبدون أي تدخل علاجي. رغم أن اضطراب الإحكام يمكن وضعه في إطار طبيعي غير مرضي ولكن يثير قلق الطبيب النفسي مع زيادة شدة أعراض القلق والرهاب الاجتماعي ويبدأ البحث أحياناً عن علامات الاكتئاب الجسيم وهي موجودة في استشارتك عند الإشارة إلى التفكير في الموت وفقدان الشهية وانخفاض الوزن.
يضاف إلى ذلك أن عملية الانتقال إلى مدرسة جديدة حدثت بدون رضاك مما أدى إلى استعمال دفاعات نفسية غير شعورية ساعدت في دفعك نحو الاكتئاب وكذلك فإن الاكتئاب أكثر شيوعاً في هذا العمر (16 عاما).
• لا بد أولاً من الحديث الصريح مع الوالدين حول هذه المعاناة وربما ستجدين منهم المساندة التي تستحقيها.
• أما ثانياً فعليك الانتباه إلى سلوكك ومحاولة تجاوز الصعوبات والحديث مع المشرفة على تعليمك في المدرسة.
• العناية بالأكل والطعام لا بد منها مع تنظيم صارم لجدولك اليومي.
• إذا لم تتحسن حالتك خلال 4 أسابيع فلا بد من مراجعة طبيب نفسي وإن كان من الأفضل مراجعته قبل ذلك.
• قد تختفي أعراض الاكتئاب الجسيم في هذا العمر خلال 3 – 6 أشهر ولكن بدون علاج سيزورك في المستقبل القريب والبعيد.
وفقك الله.
واقرئي أيضا:
قلق ورهاب اجتماعي
رهاب اجتماعي... ومشاكل لا نهائيـة
عفواً على الإزعاج: رهاب اجتماعي
فقط رهاب اجتماعي لا شخصية تجنبية ؟!
سادسة طب رهاب واكتئاب!