إلى رفيف الصباغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى رفيف الصبّاغ، أود أن تفتيني في بعض ما أسألك
يُقال أنني أُعاني من وسواس، لكن الأفضل أن أسألك حتى يرتاح ضميري وتقل الوسوسة حول بعض الأسئلة التي تراودني، وأيضاً هي تعطلني بعض الشيء عن دراستي .. لا أعلم لماذا أحتار فيها، أشعر أن الناس لا يحتارون فيها بهذا القدر، وأريدك تفيدينني حيث سألت الكثير ولازلت شاكة في بعضها.
والله يا أستاذة رفيف ما جعلني أسألك هو أنني أصبحت مشتتة بشكل ملحوظ، لدرجة تعيقني عن التركيز في الصلاة، والدراسة وحتى في الاجتماع مع الآخرين، أصبحت ضائعة بسبب الخوف، والتوتر. أخاف وأعصاب مشدودة لا أعرف الابتسامة، ما يشغل بالي هو أحكام الدين كل شيء أفعله، أصبحت أدقق على كل كلمة أقولها وأفصلها هي أولا معصية أو شرك وإذا كانت معصية هل هي غيبة أو بهتان أو... إلخ
من بعض هذه الأسئلة الملازمة لسنة كاملة معي ندما على فعل فعلته في الماضي ولا أعرف حكمها (العادة السرية) كنت أفعلها من دون ضرر (من إدخال أي مادة أو يدي، فقط بضم الفخذين)، ولا كنت أعرف أنها توجب الغسل أصلاً. لا أعلم لماذا لم يعلموننا في المدارس عنها وعن الأحكام المترتبة عليها كالغسل، المهم كأنني مرة بعد ما فعلتها فكرت لمدة دقيقة كنت أقول في تفكيري أن هذه الفعلة تشبه الاحتلام، ولكن أنا شاكة، أنا فكرت هكذا أو لا، ولكن على الأغلب فكرت.
ماقهرني أنني فكرت هكذا ثم قلت لا لا هذا لا يشبه الاحتلام، وذهبت أنسى الموضوع، ثم لا أعلم كم مر يوم من الأيام، فقالت لي صديقتي أنها توجب الغسل، فانصدمت كيف أنني صَلَّيْتَ كل تلك الصلوات وأنا لم أنوي الاغتسال من الجنابة يا حسرتي، ماذا أفعل؟؟ إلى الآن مصدومة أشعر أنني كرهت نفسي، فالسؤال الآن هل أنا عندما فكرت أنها احتلام أو لا ثم تجاهلت التساؤل حولها يعتبر تعمد وبالتالي علي إعادة الصلوات التي مضت صحيح كلامي؟ جاوبي باعتباري أنني فكرت، المشكلة لا أعلم ما هي عدد الصلوات!؟
فإلى الآن وأنا أصلي مع كل صلاة نظيرتها يعني أصلي الصلاة ضعفها حتى أعوِّض تلك الصلوات، لكن أحيانا أعيدها كلها مرة وحدة آخر الليل قبل النوم هل ذلك جائز؟
وعندي مشكلة أخرى، أسميها مشكلة ورق العنب، هو حدث حصل منذ 5 سنوات عندما كنت في الثالث متوسط، كانت هناك امرأة تأتي إلى مدرستنا كالمندوبة وتبيع لنا ورق العنب وكان الصحن الواحد بعشرة ريالات، أصرت علي صديقتي أن أشترى معها ولا كان عندي سوا خمس ريالات فأعطيت البائعة هذه الخمس ريالات وقلت لها سوف أرجع لك الباقي عما قريب، ثم مرت الأيام ورأيتها وكان عندي 5 ريال ولكن كنت جائعة وأريد أن أشتري من المقصف فذهبت اشتريت وتجاهلتها، ولا عدت شفتها وتخرجت من المتوسطة وعندما كنت في الثانوي (مدرسة أخرى) وأختي أصبحت في المتوسطة وصفت لها شكل البائعة وأعطتها أختي المال، ولكن الآن عندما أصبحت في الجامعة أصبح ينتابني الخوف، أخاف أن لا تكون هي تلك البائعة التي أعطتها أختي، تأتيني وساوس كل يوم أن يدي سوف تقطع وأنك في النار، لازم تذهبي إلى مدرستك المتوسطة وتعطيها بنفسك، المشكلة مرت خمسة سنوات وسألت بنت عمتي في نفس المدرسة تقول لا يوجد أبدا مندوبة في المدرسة تبيع ورق العنب، المشكلة الذهاب إلى نفس المدرسة مشقة لأن عندي محاضرات ولا يمديني، وعندما أذهب ماذا أقول وأين أتجه، أشعر أن ذلك مشقة!
5/12/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا بنيتي
الحمد لله، وساوسك بسيطة فقهيًا، وأرجو أن تتخلصي منها بعد معرفة الجواب، كما أرجو ألا تعيدي هذه الأسئلة على غيري، وإن أصر الوسواس ألا يشعرك بالراحة رغم معرفة الإجابة.
1-بالنسبة للعادة السرية، ليس عليك إثم باعتبار أنك لا تعرفين حكمها ولا ما هي، وأما إعادة الصلوات، فتعلمين أن الغسل لا يجب إلا بعد خروج المني، والمرأة نادرًا ما ترى المني، وأنت لست متأكدة من خروج شيء، والقاعدة في هذا أن الشك لا يقوى على إزالة اليقين (اليقين لا يزول بالشك)، يعني الأصل أنك طاهرة ومتيقنة من هذا، لكن حصل شك: هل خرج منك شيء يوجب الغسل أم لا؟ الحكم: هذا الشك لا يؤثر، وتبقين طاهرة. وعليه ليس عليك قضاء، ولا داعي لكل هذا الهم والقلق. وتفكيرك عن أن ما تفعلينه احتلام، لا يقدم ولا يؤخر في الحكم.
بالنسبة لسؤالك عن قضاء الصلاة، لم يتبيّن لي المراد منه تمامًا، لكن إن كان المقصود هو السؤال عن الوقت الذي يصح فيه القضاء، فالجواب: اليوم كله يجوز فيه القضاء، ولا يشترط أن تقضي كل فرض في وقته. وعلى كل حال، ليس عليك قضاء.
2-آتي إلى مشكلة ورق العنب، هذه أولًا لا تسمى سرقة، ولا غصب ولا هم يحزنون، ولا داعي لتخيّل الجزاء الدنيوي والأخروي للسرقة، هذا مجرد مماطلة في أداء الحق، وقد أديتِه أخيرًا. فكري معي: ما هي نسبة الخطأ في بائعة تأتي إلى نفس المكان، وتبيع ورق العنب، وتحمل نفس الصفات التي وصفتها لأختك حينها؟ والوقت لم يكن بعيدًا بين آخر مرة رأيتها وبين أداء الحق؛ أظن أن الخطأ في هذه الحالة شبه معدوم...، كم بائعة تحمل هذه الصفات؟؟ لم يكن سوى واحدة عندما اشتريت، ولن تتغيّر في مدة وجيزة مع تطابق الصفات!!
ثم ألا تلاحظين أمرًا غريبًا؟! لماذا لم يأتِ إليك الشك إلا بعد قرابة 3 سنوات؟!!! أليس هذا دليلًا على أن الأمر تمَّ على الوجه الأكمل في البداية، ولكن الشك ليس إلا وسواسًا وجد موضوعًا يتجلى من خلاله؟ ما عليك إلا الإعراض عن هذه الفكرة، والكف عن البحث عن هذه البائعة، قد بذلتِ جهدك، وأديت الحق إلى أصحابه، ولست ملزمة بالتأكد مرات ومرات من صحة فعلك.
عافاك الله وشفاك، وأزال عنك الوساوس وكل وما يزعجك.
ويمكنك أيضا الاطلاع على الروابط التالية:
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة3
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة5
مذي أم مني ؟ متى يجب الغسل بعد الاسترجاز ؟
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل
الاسترجاز: متى يوجب الغسل؟
التعليق: أنا نسيت هل ذلك اليوم أعطيت المال لأختي على أساس الصفات أو لأنه لا يوجد إلا امرأة واحدة في تلك المدرسة، أتصدق عنها يوميا الآن، ولكن تنتابني فكرة اقتحامية أنني المفترض أذهب المدرسة لا أعرف أمارس حياتي اليومية كل ما أتذكر الحادثة،
عندي رهاب اجتماعي وسوف يكون ذهابي إلى المدرسة شيئا (شاقا) لأنني لا أعرف أن أذهب حيث أن تلك المرأة ليست جزءا من المدرسة اتجه إلى من وماذا أقول لهم سوف يضحكون،
أنا اشعر أن المرأة ستسامحني، ولكن لو افترضنا أن المرأة لا أعرف عنها ولا صفة ماذا يحصل هل يجب أن اذهب إلى المدرسة وهل لو أجلت ذهابي إلى المدرسة إلى وقت يكون لا يوجد فيه اختبارات أو محاضرات يجوز،
أعرف أنكم تضايقتم من سؤالي لأنك بالعكس كتابتي لهذا السؤال في المواقع يبعد عني نصف القلق حيث بهذه الطريقة يكون لي حجة أنه لا يفيدني التفكير. فقط كل ما أتذكره أقول خلاص اتنظري الجواب واستريحي!