to doctor
السلام عليكم د. وائل، أرجو الرد ضروري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله .. بداية جزاكم الله خيرا على مجهودكم الممتاز فأنا من أشد المتابعين لموقعكم من أكثر من عشرة أعوام .. انقطعت فترة عن متابعتكم ولكن ساقني الله إليكم من جديد.
أول مرة أرسل مشكلة لموقع طب نفسي .. ولكن أنا في أشد الحاجة لنصيحة أو توجيه.. بداية أرجو سرية البيانات .. لا أدرى لماذا ولكنه مهم بالنسبة لى.
أنا نشأت في أسرة طبيعية بفضل الله .. أبي الله يرحمه كان رجل حنون جدا وكل حياته كانت لأسرته .. وفر لنا حياة كريمة وتعليم جيد ولم أتذكر أنه حرمني من شيء، لي أخ وأخت وأنا الصغرى وعلاقتنا جميعا طيبة، أمي معلمة وست طيبة وهادية وتفانت مع أبي في حمايتنا وتربيتنا، لما بفكر في حياتي زمان بلاقيها طبيعية ويمكن هي دي المشكلة ..
أهلي كانوا بيثقوا فيا جدا وكان لكل واحد فينا كلمة يحترمها الكبير والصغير .. من غير ما نتكلم ونبرر كلامنا كان ثقة .. بالتالي معرفتش معنى الشك والارتياب إلا لما كبرت. وأنا عندي 19 سنة بدأت التزامي كنت في الجامعة وربنا وفقني بصحبة صالحة ونحسبهم على خير .. غيروا معنى حياتي وأثروا في شخصيتي أكتر بالإيجاب، حبيت الدين والدنيا وكان عندي أحلام بسيطة وجميلة .. أى حاجة كان نفسي أعملها كنت بعملها بسلاسة وحب .. أسرة طيبة وصحبة طيبة مكنش ناقصها غير الشريك الطيب.
وقبل توغل الانترنت في حياة الناس كنت من أوائل الناس اللي بتدخل الانترنت بشكل شبه يومي .. ولأني من قبل الالتزام كنت بحب أكلم الناس اللى معرفهمش بالشات .. حولت وقتي على الإنترنت لمواقع دعوية ومنتديات حوار إسلامية، وقتها اتعرفت على زوجي الحالي اللي كان عايش في إسكندرية وأنا في القاهرة. عمري 19 عام وعمره 21 .. لسه طالب في تجارة انجليزي، ملتزم وشاعر وبيحب الدعوة والدين وكان مثال لفتى أحلامي اللي هيكمل الصورة الطيبة. بدون تفكير قلبي دق لأول مرة بجد، حسيت إني محظوظة جدا .. مش كتير بنات بتلاقي الرومانسية والالتزام والدم الخفيف في شخص واحد .. شخص عاوز يكمل حياته معاها وعاوز يحارب الدنيا علشان يوصل لها. لغاية دلوقتي الحياة كانت وردية جدا .. عشت سنتين وأنا طايرة في السما .. مفكرتش في أي حاجة غير إني أسعد واحدة في الكون.
معلومات عن الزوج:
عمره الآن 32، لم ينتهي من دراسته حتى الآن، لم يحقق أي نجاح يذكر، جميع أحلامه تبقى أحلام فقط، مستوى الالتزام ظاهري فقط، إنسان طيب وغلبان أوي أوي .. شخص صعب جدا في طبعه تصرفاته غير مفهومة أحيانا، غيور لدرجة الوسواس (ماتقفيش جنب الشباك علشان خيالك - ممكن يسد أى ثقب أو فتحة خفيفة في الشيش بمناديل ظنا منه إن الناس هتشوفنا - علشان أدخل البلكونة لازم ألبس ملابس الخروج كاملة بما فيها الجوارب والقفاز وبنطلون تحت العباية - خناقات على شكل الشنطة اللي هتلبسيها والهدوم لازم تكون بموافقته - طريقة الكلام مهما كانت في أي وقت غير متقبلة حتى لو بنهزر ونضحك حتى لو عند الناس - من أول يوم زواج حسيته شخص مختلف)
عرفت بعد كتب كتابي بشهرين إنه كان معشم 3 بنات بالجواز، ومنهم بنت حتى الآن باعترافه هو لسه بيحبها ودايما ألاقيه بيدور عليها بالنت وأشوفه كاتب كلمات وخواطر فيها ألم ورثاء على الحب الضائع. اتخطبنا سنتين كانوا مافيهمش مشاكل تقريبا، كل كلامنا كان تليفون، كتبنا الكتاب بعد إلحاح على الأهل لمدة عامين، تزوجنا من ست سنوات، ونظرا لظروف الجامعة قرر إنه يشتغل من المنزل وطبعا مكنش عندي أي مشاكل بالعكس كنت سعيدة لأني هاقضي كل الوقت معاه، ونظرا لغيرته الشديدة رفض إني أشتغل وقررت أساعده في الشغل من البيت.
بعد أقل من سنة من جوازنا اتحول كل عاتق العمل على كاهلي فقط وهو تفرغ للمشاكل على الهيافات
كنت أصبر حالي بالعمل وكنا نكسب منه الكثير وعشنا حياة بها رفاهية إلى حد ما ، بعد عام من الزواج وتأخر الإنجاب وبعد الفحوصات عرفنا أنه السبب في تأخير الحمل من الزوج، وهذا ما زاد الطين بلة عنده، كل مشكلة يقول لي انتي زهقتي بسبب الخلفة، ويشهد الله أن الأمر عندي كله يقين أن الله يسبب الأسباب وأن أمر الله خير، ولا ألومه بالعكس .. كنت أقول له دايما الشيء اللي مش في إيدي تغييره عمري ما هازعل عليه .. لكن زعلي على كل حاجة في إيدينا نعملها ومش بنعملها.
أنا اتخنقت.. هي دي المشكلة ..
حاسة إنى اتصدمت، وحاسة إن كل حاجة فوق دماغى .. وكنت بحمد ربنا إن مش عندى أطفال من كتر الهموم اللي عشتها، رحت لدكتورة نفسية وأخدت سيروكسات ونصحتني إني أتابع برامج تنمية بشرية وأمشى وألعب رياضة وأحاول ألاقي نفسي .. زوجي ذهب معي وأخد سبرالكس ومن وقتها عاش في دور الاكتئاب.. انتي عارفة إني مريض وبتعالج .. كل حاجة إيجابية بقت تتحول لسلبيات .. الدكتورة سافرت من حوالي سنة ومن وقتها وأنا تعبانة وبتخبط، أنا مش عارفة أعمل إيه .. مش عارفة أتعامل معاه، بفكر في الانفصال وخايفة، أنا بحبه ونفسي أعيش معاه حياة بسيطة وسهلة، حاولت أوجهه للخروج والعمل ولكنه رافض،حاولت أسيب الشغل لعله يحس إن فيه خطر .. اتجه للسلف من الأهل وتراكمت علينا الديون غير إن الشغل لم يعد بنفس الربح والإقبال زي زمان .. رافض تماما إني أنزل أشتغل.
أنا تعبت من كتر المشاكل الهايفة .. تعبت من الوحدة والغربة في مدينة معرفش فيها حد غير أهله .. حتى أنا حاسة إني فقدت نفسي وشخصيتي بقت مهزوزة ودايما عصبية ومضطربة .. انا تقريبا يوميا ببكي وأحيانا لحد الإغماء، أعصابي تعبت ومش عارفة آخد قرار، هل الانفصال هو العلاج لحالته؟ إزاى أقدر أتعامل معاه؟ إزاى أقدر أتعافى من الاضطراب والاكتئاب؟ أنا بقيت أفكر في حاجات غريبة عمري ما كنت بفكر فيها في حياتي .. كأني عاوزة أهرب، وحاسه إني فاشلة ومكسورة ومقهورة، أرجوكم دلوني على طريق وساعدوني أخرج من الدوامة دي ، أنا عارفة إن مشكلتي تبدو هايفة جنب مشاكل ناس كتير .. بس لعل كلمة منكم تغير حياتي. جزاكم الله خيرا، وأعتذر عن الإطالة.
2/12/2014
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة
أشكر تواصلك معنا ومتابعتك لخدماتنا النفسية. وكل إنسان يحتاج بين فترة وأخرى إلى استشارة نفسية لمساعدته في حياته. وأؤكد لك بأن جميع المعلومات سرية. وأدعو الله أن يوفقك وأسرتك إلى الطمأنينة والاستقرار. بعد قراءة قصتكم التي تتركز على علاقتك بزوجك وتغيير ظروف الحياة بالنسبة لك، وجدت أن أهم أسباب ما يحصل في حياتكم هو "توقف" عجلة الحياة، فإن الإنسان يمر بمراحل طبيعة من طفولة ومراهقة وشباب ومن ثم الزواج وبعدها مرحلة الأطفال. أي بالنسبة لك حياتك توقفت بعدم الخلفة وتوقف مشروع الزواج بعدم وجود أطفال. وهذل سبب مهم بشعورك بالرتابة اليومية والملل خصوصا بأن الزوج غير قادر على ملء فراغ الأطفال بالنسبة لك.
إن حياة زوجين من غير أطفال يعتبر من الضغوط الاجتماعية الشديدة نتجت عنه إصابتكما باضطراب المزاج ولهذا قامت الطبيبة مشكورة بوصف دواء الاكتئاب لكما. حيث أن عدم الوصول لمرحلة الأمومة أو الأبوة سبب مهم في إصابتكما بهذه الحالة. وهنا نقطة مهمة أريد أن أوضحها وهي إن كانت مشكلة الإنجاب متعلقة بالرجل يكون الوقع أشد. ويشعر الرجل بالدونية والنقص ويظل متخوفا من أن تتركه زوجته لأنه لم يستطع أن "يمنحها" الطفل. وبعض الرجال يعوضون ذلك بالتحكم الشديد بالزوجة والغيرة الشديدة اللامعقولة تجاهها لتغطية مواجهة إصابته بالعقم. وأحيانا يلجأ بعض الرجال للوم المرأة والضرب والعياذ بالله. فإن الدور الذي اتخذه لنفسه زوجك إنما هو رد فعل لعدم قدرته على الإنجاب فأصبح متحكما بك ويرفض عملك وغيورا وبالإضافة أنه أخذ دور المريض أو بالأخص دور الشخص الذي يحتاج إلى رعاية.
وهذا من أهم الأسباب أنك تعانين من الاكتئاب. ومع الأدوية المناسبة ستستقر حالتك بإذن الله إلا أن الشفاء الكامل مرتبط بتغيير حالك. فإن تحسنت ظروفك فلاتحتاجين للأدوية وإن ساءت الظروف ربما تحتاجين إلى جرعات أقوى. وكونك تشعرين بالفشل فهذا بسبب أن حياتك رتيبة بالرغم من أن حياتك قبل الزواج كانت مليئة بالعمل والإنتاجية. وكونك مقهورة فلأنك في دوامة لا تعرفين كيفية النجاة أو التعايش. وأما إحساسك بالكسر لأن ليس لديك رأي أو تحكم في القرارات التي توخذ من دون رضاك.
وهنا الإجابة لاستفساراتك:
1- مش عارفة أتعامل معاه؟
في هذه الحالات الأفضل أن تتعاملي معه كزوج وليس كمريض. من المهم أن تناقشي موضوع العلاجات المتاحة له بالنسبة للعقم والتوكل علي الله. وإخباره بما تشعرين دون أن يشعر بأنك ستتركينه. قومي بواجباتك تجاهه وابدئي بتوضيح أنك بحاجة للعمل سواءا بسبب نفسيتك أو بسبب الديون المتراكمة. والعمل يساعد في التخلص من الاكتئاب بالنسبة لك. وإن كانت المحاولات غير مفيدة، فأنصحك بالاستعانة بمستشار أسري يستطيع أن يوصل صوتك إلى زوجك.
2- بفكر فة الانفصال وخايفة؟
التفكير في الانفصال من حقك، وهنا أنصحك أن تقومي بما تستطيعين من علاج العقم والاستعانة بالمستشار الأسري ومن ثم أخذ رأي الفقهاء. فلربما كتب الله لك خيرا.
3- أنا بحبه ونفسي أعيش معاه حياة بسيطة وسهلة؟
هل هذه الحياة البسيطة معناها عدم الخلفة واستمرار النمط الحالي؟ أم حياة مع أطفال؟ والسؤال هل هو مستعد ليلبي لك أمنيتك؟
4- حاولت أوجهه للخروج والعمل ولكنه رافض؟
عليك المحاولة مجددا وتطمينه بحبك وتواجدك بجنبه. وأنك لن تهمليه بعملك.
5- هل الانفصال هو العلاج لحالته؟
سؤال مهم جدا. الانفصال آخر الحلول والانفصال أفضل لك منه. خصوصا أن هناك أمل في الحمل بالنسبة لك إن كتبه الله لك.
6- إزاى أقدر أتعافى من الاضطراب والاكتئاب؟
الاستمرار على الأدوية والاستعانة بمستشار أسري وإيجاد حلول لك ولزوجك.
7- أنا بقيت أفكر في حاجات غريبة عمري ما كنت بفكر فيها في حياتي .. كأني عاوزة أهرب؟
لا أنصحك بهذه الحلول واستغفري الله. الهروب ليس حلا.
8- أرجوكم دلوني على طريق وساعدوني أخرج من الدوامة دي.
أنصحك بالآتي:
أولا: الاستعانة بمستشار أسري لحل خلافاتكما سواءا رضيتم الاستمرار أو الانفصا.
وثانيا: التأكد من عقم زوجك فربما له علاج على يد مختص.
وثالثا: الاستمرار على الأدوية الموصوفة لك. ولاتنسي استشارة الفقهاء في فكرة انفصالك بسبب العقم والسلوكيات.
أختي الكريمة، ختاما أريد أن أوضح لك بأن استشارتك ليست "هايفة". وبالعكس إن استشارتك من المواضيع المهمة في العالم العربي وبإذن الله تستفيدين ويستفيد متابعي الصفحة الإلكترونية. وأنهي جوابي بأنكم في مقتبل العمر، ابذلي الجهد المستطاع والتقدير على الله. وبإذنه تستطيعين أن تصلي إلى العائلة كما تتمنيين.
واقرئي أيضا:
بداية الحياة: مشكلة العقم
الجوانب النفسية للعقم الثانوي
وسواس العقم
تأخر الحمل والاكتئاب
تأخر الإنجاب: علاج معرفي
وسواس الأمومة المتأخرة: متابعة ومشاركة
مصائب حياتي السخط، ووسواس الأمومة متابعة2
راجعة عشان أفضفض متابعة6