السلام عليكم؛
قصتي طويلة لكني أختصرها لكم كالتالي:
أردت دراسة الطب ومجموعي عال, لكن أخي فعل المستحيل وأقنع والدي بالرفض, وعلى الرغم من تقدمي للجامعة تكلم مع أحد معارفه في الجامعة, وتم رفض طلبي، شعرت بالغضب الشديد ولم أستطع فعل شيء وساءت حالتي النفسية حتى ذهبت للأطباء وحاولت الانتحار مرتين ودخلت كلية أدبية.
بعد ذلك تقدم لي خاطب ولكن أخي وقف مجددا في وجهي ورده وأبعده بجعل والدي يرفضان بعد الموافقة بتلفيق كلام، مرة أخرى شعرت بالألم ولم أستطع الدفاع عن نفسي واضطررت للعمل معلمة برغم تقدمي للعمل في شركة إلا أنه كلم زميلا يعرفه وتم رفض طلب العمل في الشركة ودبر لي عملا براتب أعلى ليسكتني.
أنا لا أريد المال وأصرخ من البداية: أريد إنصافا, فبعد سنوات أخي متزوج وتدرس زوجته وابنته الطب الذي رفضه لي، لا أريد مالا ولم أصرف منه لشعوري بالقرف الشديد من المال على أنه ثمن لوقت ضاع من عمري ومشاعري وأمور من حقي قبلها لنفسه وعائلته وظلمني فيها حيث أبي أصلا وجوده بلا قيمة ولا يفعل لي شيئا ولا يدعمني في شيء منذ الابتدائية.
هل من المعقول أنه لا يوجد في ديننا أي تشريع أو موقف قام الرسول عليه السلام فيه برد حق الوقت ومشاعر الناس وحريتها في اختياراتها؟ هل من المعقول في القرن الحالي ومع كل ما حولي من التقدم والعقلاء ولا حق لي لأسترجعه؟
سأدفع المال كاملا لمن يأتيني بحقي من المشاعر والألم والوقت والمرض النفسي والأدوية وسمعتي التي أسيء لها وحرماني مما أستحق, وهو اختيار التخصص بعد تعب في الثانوية العامة ومعدل 98%.
R03;أرجوكم أريد الإنصاف ولو على يد محام وأدفع ما يريده. أرجو المساعدة في توضيح حل. لا أريد تعويضا بل أريد إنصافا شرعيا وعرفيا ومجتمعيا ونفسيا.
20/1/2015
رد المستشار
حضرة الأخت "سنا" حفظك الله,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... نعم, إننا نقر لك بالظلم إذا كان هذا ما يريحك فلك ذلك, ولكن اتبعيني بالفكرة:
سأنقلك إلى المحكمة العادلة المطلقة حيث يكون يوم القيامة, والنار قد سعرت, والجنة قد أزلفت. وهناك حيث لا يظلم أحد سوف تسألين: ما حكمك على أخيك ووالدك اللذين ظلماك؟ هل تريدين أن تضعيهما في النار؟ وأتمنى منك بصدق أن تجيبي, هل تسامحينهما أم تحكمين عليهما بالنار المؤبدة؟
إذا كان جوابك بأن: يا رب اصفح عنهما وأدخلهما الجنة, فلماذا نحمل الحقد في قلبنا إلى يوم القيامة؟, وإذا كان جوابك بأنك تتمنين لهما النار, لربما تتذكرين فضلاً أو فصلاً عملاه لأجلك قد يشفع لهما.
وددت لو أنك أمامي وتجيبين بالشكل المباشر لكي أنهي رسالتي, أما وأنت بعيدة فسوف أكمل، إننا في دنيا الظلم الذي حل بالكرة الأرضية, فلقد ملئت ظلما وجوراً ولم يأت يوم الحساب بعد.
أما كيف ترتاحين؟ فإننا وطالما نعرف بأن المشكلة مع الرحم التي أوصى الله بوصلها قربة لوجهه الكريم والذي لا يضيع عنده مثقال ذرة, فلو كنت مكانك لصفحت وأرحت قلبي واعتبرت من قصص كل الأنبياء والأوصياء عليهم السلام, فهذا النبي "يوسف" عليه السلام وقد رماه إخوته في الجب ظلماً وعدوانا.. عاد وسامحهم واستغفر الله لهم, وكذلك والده النبي "يعقوب" عليه السلام علم ما دار من ظلم أولاده له ولأخيهم وصفح عنهم, ولا أريد أن أقص عليك كامل القصص القرآنية بل قصة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد حاول أهل مكة قتله وطردوه ونكلوا بأنصاره ظلماً وعدوانا فما كان منه إلا أن صفح عنهم وقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
كما وأذكرك بالعبارة القرآنية المجيدة "إلا من أتى الله بقلب سليم", يعني سليم من الحقد والكراهية والحسد والبغض, وهكذا تكون روحنا سليمة تستطيع أن تعرج إلى ملكوت الحياة فنكون في الدنيا مسرورين وفي الآخرة فائزين, وبشر الصابرين. ألف تحية.