سلام عليكم،
كلام صعب أحكيه لأحد، أتمنى أن أجد عندكم الفائدة.
قابلت واحدا من أعز أصدقائي من أيام الجامعة بعد سنين من الغربة والانشغال، وكان اللقاء في المكان الذي كنا نتقابل فيه مع الأصدقاء اللي كل واحد في مكان وفي دنيا حاليا، إحنا زي ما احنا ولكن ممكن تقول وزن زاد، وشعر أبيض، وعمر قصر. بعد حكايات كتيرة وذكريات جميلة، وجدته اعتدل في مجلسه بطريقة سينمائية، وقال لي على سر ائتمنني عليه, وحلفت عليه -السر أنه مثلي الجنسية-.
هو شايف إن ديه طبيعته اللي ربنا خلقه بيها من وهو صغير، والموضوع غير قابل للمقاومة، عمره ما اشتهى النساء، بعدها لف شريط الذكريات، كل شيء منطقي من اللي بيقوله ومتناسق مع أحداث كتيرة، هو قال لأعز أصدقائه فقط، وكان ردي أن ده شيء يخصه هو فقط، وبس.
وأنا في طريقي للبيت تذكرت نفسي، أنا كمان في نفس المصيبة، أنا من ولادتي وأنا نفسي أكون بنت, وإن كان الوضع مختلف أني عمري ما أحب أكون في حضن راجل، لكن مجرد الرغبة أني أكون بنت، في المشاعر وفي الكلام وفي الحركة وفي الجنس، لكن بدون رجل. طول عمري خجول، مكتئب، حزين، كنت سأنزلق في بلاعة الشذوذ كذا مرة لكن مقدرش أقول غير ستر ربنا هو اللي بينقذني، في المرات القليلة اللي قابلت فيها رجل كان رده أني لست شاذا ولكن ده نوع من الشيطان الذي يعمل كده وأنه موش حيبقي السبب أني أدخل باب اللعنة ديه.
رحت لطبيب نفسي بعد التخرج وكان تشخيصه اكتئاب، وأنه نوع من التوحد مع النساء (أمي) ضد رغبات الرجال المتسلطة والشديدة (أبي)... أخدت أدوية أنافرانيلين وزولام، تحسنت كثيرا وانتكست كمان، لكن محبتش أكمل مع طبيب تاني بعد سفر الطبيب للخارج.
كان دايما مخرجي للشذوذ هو الشات، وكان صعب أوي يتعدي للمقابلة، ولو تعدي لمرحلة مقابلة كان الرد هو الرفض أني لست شاذ.
حاولت الارتباط العاطفي كذا مرة، لكني كنت دائما غير مرغوب، قليل الرجولة, غير جذاب. ضعيف الشخصية، ضعف في تقدير الذات. كل ده ممكن. كانت دائما البنات بتلعب بي، وفي الآخر كرامتي تأخذني وأمشي.
ربنا وفقني في زوجتي وحصل مشاكل كثيرة بعد الزواج، ما بين عدم حبي لها، وما بين عدم التوافق الجنسي وإحساسي أنها طفلة، وما بين ضعف الانتصاب وضيق شديد في المهبل، كنا سننفصل لكن مسكت نفسي مع حملها الأول، علشان المولود ملوش ذنب، حبيت أعطي فرصة تانية.
بعد كذا سنة من الزواج, حصل موقف صعب جدا موش قادر أحكيه, لكن شعري شاب منه، وجهي عجز كذا سنة، ومنها ابتديت صفحة جديدة وعهد أمام ربنا، تبت إلى الله نهائيا من كل شيء حتي لو في خيالي، وصدقني ديه البداية الحقيقية في التوقف من الخيال نفسه علشان ميتطورشي لأي شيء آخر.
رب ذنب يضفي على الإنسان نوعا من التواضع أمام ربه وأمام الناس ويقربه لله أفضل من حسنة، صدقني ديه حقيقة، قد يكون الاستغفار والبكاء لله شيئا عظيما ونعمة كبيرة أكبر من أي شيء.
للأسف الشديد بعد الموقف ده فقدت الثقة في نفسي كتير، بقيت موش عارف أمارس الجنس مع زوجتي، من ناحية تانية، كان زمان أمارس العادة السرية وأشعر أني بنت، وبعدها أمارس مع زوجتي كأني رجل، لكن الوضع اختلف، وكان كالعادة موش سهل الإيلاج وفي مرة من المرات زوجتي كانت فوقي وحبيت تضربني بالألم على وجهي، وأنا متضايقتش وبعدها اتكررت العادة كتير، وللأسف كانت متعتها هي كمان وكان شعورها أنها هي اللي بتمارس في ولست أنا الذي يمارس، وأنها تحس بالعظمة وأنا أبوس رجلها، وهي تضرب في.
أما أنا فكان إحساسي النقيض، تمتع بعقاب ذاتي، زي زمان برده، كان أحب أعاقب نفسي، أحب أني بعد ده أندم وأتضايق وممكن أبكي، مكنتش بستمتع دائما، لكن بحب أعاقب نفسي، وخصوصا مع الإحباط. بقول لنفسي علي الأقل أنا طلعت من سلمة قذرة إلى سلمة ثانية أقل قذارة، وإن كنت ما زالت أحتقر نفسي، ما زلت تعبان، لكن موش زي الأول.
في مواقف معينة بيبقي الاختيار واضح وبين الثقة والإيمان بالله بيكون اختيار واضح وقوي.
صدقني: موش عارف إيه السؤال علشان أسأله في الاستشارة، الحمد لله على كل شيء.
نسيت أحكي عن صديقي، ما بين إحساس بالاشمئزاز منه وإحساس بالحزن وإحساس بالغضب منه، أنه في المكان ده، وللأسف عارف النصيحة موش حتؤدي إلى أي شيء، وللأسف بقيت ببص لكل الناس على أنهم مليانين مصائب وخصوصا من مواقف صغيرة وهفواتهم الصغيرة، وأعرف أن ياما تحت السواهي دواهي لكن ربنا ستار.
05/02/2015
رد المستشار
شكراً على رسالتك ومصداقيتك في الطرح.
لن أرد عليك كواعظ اجتماعي ولست أكثر من طبيب نفساني يعطي رأيه ضمن حدود اختصاصه.
بدأت رسالتك بالحديث عن صديقك المثلي التوجه وأنهيت رسالتك أيضاً بالحديث عنه وليس هناك تفسيراً سوى أنك مثلي التوجه أيضا. لا وجود لتوجه غيري في رسالتك وهذا في غاية الوضوح عند الحديث عن علاقتك الزوجية التي ليست إلا مجرد فيلم ينتجه ويخرجه الإنسان أحيانا لإرضاء المجتمع والجماهير فقط.
بعبارة أخرى حاولت وفشلت فشلاً ذريعا في الحصول على هوية غيرية التوجه الجنسي وحاولت وضعها في إطار تخدع به نفسك مثل هوية أنثوية لا تحب أن تكون في أحضان رجل وبعدها اللجوء إلى تبريرات نفسية تتعلق بالطفولة والاكتئاب وأخيراً هوية مازوشية تستمع بها زوجتك. أما رغبتك الحقيقية فهي أن تعيش حياة مثلية وتقبل بها كما فعل زميلك. بصراحة صدقت حين قلت بأنك لا تعرف السؤال ولا أظنك في انتظار رد سيحل مشكلتك.
هل أنت قادر على اكتساب هوية مثلية كما فعل صاحبك؟
لا أحد يعرف الجواب على هذا السؤال غيرك. الحياة المثلية تتميز بسرية السلوك والتهميش التدريجي للفرد في الوسط الذي يعيش فيه وأنت على علم بذلك. هذا لا يعني بأن ليس هناك من يغير مسيرة حياته في عمر متأخر ولكن نتائج مثل هذا القرار قد تكون كارثة لا يقوى عليها الفرد.
ما يمكن أن ينصحك به الطبيب النفساني؟
عليك أن تكون أكثر صراحة مع نفسك وتقبل بأنك مثلي التوجه. وعليك أيضاً أن تقبل بأن هناك عائلة تنتمي إليها وتستند عليك في مسيرتها كزوج وأب. الاختيار هو اختيارك بالتضحية والإيثار في سبيل العائلة أو التضحية بهم من أجل توجهك المثلي. لا أظنك قادراً على الحل الثاني وليس أمامك طريق سوى الأول لتمضي به.
لا أعلم ما هي شخصية زوجتك وميولها الثقافية ولكني أستبعد عدم معرفتها بميولك الجنسية. لو سألتها لأجابتك بأنك مثلي. على ضوء ذلك نصيحتي أن تتقرب إليها عاطفيا وترمي نفسك في أحضانها بدون ممارسة عملية جنسية يبدو أنها ضاقت ذرعاً بها وأصبحت تعاقبك بالضرب والإهانة عن طريقها.
بعدد فترة من التقارب العاطفي والفكري مع زوجتك عليك أن تصارحها فعلا بحقيقتك وتطلب منها مساعدتك. إن كانت تحبك فعلاً وعلى مقدرة من الوعي فستنجح في إخراجك من هذا الكابوس الذي لا يفارقك.
في نفس الوقت توقف تماماً عن أي سلوك سري مثلي عبر عالم الفضاء.
الحل عن طريق زوجتك فقط.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>: زوجتك هي الحل م
التعليق: أستاذي د. سداد...نصيحتك رائعة كالعادة...وإن كانت محبطة بعض الشيء لصاحب المشكلة.
واسمح لي ان أسالك:
ما هو المطلوب من الزوجة بالتحديد بعد مصارحتها بالحقيقة؟.
ماذا تتوقع منها أن تفعل إذا كانت تحب زوجها وراغبة في مساعدته؟.
وماذا تقصد بعبارة أن الزوجة "ستنجح في إخراجك من هذا الكابوس الذي لا يفارقك" هل تقصد أنه سيتخلص من المثلية بالكامل؟..
في النهاية أرجوك يا دكتور توجيه نصائح للزوجات نحو كيفية مساعدة أزواجهم في مثل هذه الحالة.
مع الشكر والتقدير