زوجتك هي الحل
شكرا دكتور سداد على الرد على الاستشارة وعلى وقتك ومجهودك،
قرأت رد سيادتك على الاستشارة وأحببت أن أذكر تفاصيل أكثر قد تغير من نظرتنا للمشكلة.
مٌقتبس: "بدأت رسالتك بالحديث عن صديقك المثلي التوجه وأنهيت رسالتك أيضاً بالحديث عنه وليس هناك تفسيراً سوى أنك مثلي التوجه أيضا، لا وجود لتوجه غيري في رسالتك وهذا في غاية الوضوح عند الحديث عن علاقتك الزوجية التي ليست إلا مجرد فيلم ينتجه ويخرجه الإنسان أحيانا لإرضاء المجتمع والجماهير فقط."
أولاً: هل أنا مثلي الجنسي فعلا وأنكر ذلك؟
لا أكذب عليك أنا كنت فعلاً متضايق من صديقي وعليه كتبت الرسالة، تضايقت لأنه غرق في هذا البئر، مزيج من الضيق والتعاطف معه وعدم شعور معين بالنسبة لي ولكن مجرد التفكير في الأحداث السابقة تفكير مجرد من أي مشاعر.
* أنا تعالجت لمدة عام ونصف مع طبيب نفسي في الفترة بعد وفاة أمي بعام، وكان تشخيصه أنني مريض بالاكتئاب وأنني لست مثلي الجنسية، ولكن هذا نوع من التوحد مع شخصية الأم المريضة الضعيفة ضد شخصية الأب القوي المتسلط ذو العلاقات النسائية المتعددة وخصوصا مع المرض العقلي للأم.
* كذلك تحدثت في حياتي لاثنين أو ثلاثة شواذ عبر الإنترنت، منهم واحد في الحقيقة، وكان بعد حديث مطول أنهم لايرون أني شاذ، وأيضا عندما أتمشى في الطريق بتتعلق عيني بأجسام السيدات والبنات بسهولة، ولكن هذا لم يحصل نهائياً مع الرجال، بالعكس أنا بعمل مجهود علشان أغض بصري من على البنات، الكلام ده طول عمري ولست أكذب علي نفسي أو أنكر شئ.
* أقمت أكثر من علاقة جنسية مع بنات في الحقيقة قبل الزواج (وكانت ناجحة) لكنني لا أدري ما الذي حصل مع زوجتي. من بداية الزواج وفي أول مرة أنظر إليها، اتصدمت في شكلها بدون حجاب، وفي جسمها، في شخصيتها كان من صعب حصول إثارة لي. في فترة من الفترات اهتمت بنفسها وفقدت الكثير من الوزن وفعلاً كانت الحياة الجنسية بيننا جيدة لكنها عادت مرة أخرى، وفقدت الحياة الجنسية المثيرة معاه.
* الزواج ليس كتمثيلية، أنا افتقدت مشاعر كثيرة وأنا صغير ومن الممكن القول بأنه كان لدي نوع من الفراغ العاطفي، ومعه نوع من عدم النضوج في الاختيار، وعدم نضوج الشخصية. ولكن لا تقول تمثيلية أضحك فيها على نفسي لأنني لست هكذا.
* لست أنكر أنني في أوقات كنت أبحث على علاقات مثلية، لكن هذا الموضوع عمره ماتم في الحقيقة. هل هذه صدفة؟!
* لنفرض أن كلامك صحيح وأنا أنكر الحقيقة، ولكن لماذا أنكر الطبيب المعالج أني شاذ؟ ولماذا حديثي مع الشواذ ورفضهم حتي التسليم أني شاذ؟!!
أنا لا أنكر بأن هناك ميول، لكن ليس فشل تام في إقامة علاقة غيرية مثل ماحضرتك وصفت، ولا تمثيلية زواج أيضا مثل ماحضرتك وصفت.
ثانيا: هل من الممكن أن أصارح زوجتي بالميول أو هذه الأفكار؟
* أولا أنا فعلاً منعت نفسي نهائيا من مجرد التفكير البسيط أو الأحلام في اليقظة عن أي أفكار جنسية شاذة "نهائيا" وتبت إلى الله توبة نصوحة، حتى التفكير في أي شيء يتعلق بهذا غير موجود منذ أكتر من عام ونصف. (ومع ذلك حضرتك بتوصف لي أني لازم أمنع نفسي من أي تفكير في هذا الموضوع وخصوصا من على الإنرنت)، وشعرت أن حضرتك لم تقرأ كلامي بتركيز كافي.
* زي ماحضرتك قلت أكيد الزوجة بتشعر بزوجها والموضوع لا يحتاج كلام حتى تشعر هي بي وبمشاعري، وقد يكون الكلام يفتح أبواب تم إغلاقها بالضبة والمفتاح، ولكنني أعتقد أن لدي الشجاعة أن أتكلم لكن لا أرى فائدة كبيرة من الكلام معها. هل فهمتني؟
مٌقتبس: "عند فترة التقارب العاطفي والفكري مع زوجتك عليك أن تصارحها فعلا بحقيقتك وتطلب منها مساعدتك إن كانت تحبك فعلاً وعلى مقدرة من الوعي، فستنجح في إخراجك من هذا الكابوس الذي لا يفارقك."
* هل التقارب العاطفي بالسهولة هذه "لاأظن" وخصوصاً مع عدم التقارب الفكري أو الطموح، لعلمك قد يكون السبب الأساسي في عدم الانفصال هو وجود الأطفال.
* لا أظن أن يـأتي الحل لمشكلة من شخص آخر مهما كان قريب من صاحب المشكلة، لكن التغيير يولد من الشخص نفسه.
مُقتبس: "عليك أن تكون أكثر صراحة مع نفسك وتقبل بأنك مثلي التوجه، وعليك أيضاً أن تقبل بأن هناك عائلة تنتمي إليها وتستند عليك في مسيرتها كزوج وأب، الإختيار هو اختيارك بالتضحية والإيثار في سبيل العائلة أو التضحية بهم من أجل توجهك المثلي، لا أظنك قادراً على الحل الثاني وليس أمامك طريق سوى الأول لتمضي به."
* وهل أنا قلت شئ غير أنني أخذت قراري وفضلت مستقبل الأولاد والعائلة عن أي توجه غير سوي أو مثلي؟! مرة أخرى: إحساسي بأن حضرتك لم تقرأ كلامي جيدا.
* والله العظيم حاولت أن أنفذ كلامك لا أقدر، غير مقنع لي مش قادر أقتنع أنني إنسان مثلي وأنني متزوج بناء علي تمثيلية، وأنني أختار مابين أطفالي وعائلتي ومابين رغبتي في الشذوذ، قد يكون الكلام هذا مرحلة وذهبت ولكن ليس الآن.
* أتفق معك (في ردك في الملاحظات) أني وصلت لمرحلة وأمامي اختيارين: الوقوف علي ماهو عليه، أو استكمال العلاج.
وهذا هو سؤالي، وإن كنت توقعت الإجابة تتعلق بي وليست تتعلق بالاعتماد علي شخص آخر.
أنا آسف، لكن لست قادرا على استيعاب كلام دكتور سداد أنه ينطبق علي، أكيد في مشكلة في شخصيتي لكن وصف غير الذي وصفه لي دكتور سداد، وغير ما وصف سر العلاج من شخص آخر.
آسف لوقتكم وصبركم علي
مع احترامي وتقديري لخبرة دكتور سداد، وشكرا .
17/03/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
قرأت رسالتك السابقة بعناية وأكثر من مرة وكانت مكتوبة بأسلوب ذكي وتلقائي في نفس الوقت يعكس خلفيتك الثقافية.
لم تحتوي الرسالة على سؤال واضح والحديث التلقائي يتعرض إلى تحليل نفسي دقيق وهو أكثر الأحاديث مصداقية بصراحة في الممارسة المهنية.
ما دمت ترفض التفسير الذي طرحته في الاستشارة الأولى فيجب عليك التمسك بذلك وعدم المبالاة بالرأي الذي طرحته، الأهم من الرأي الذي اشرت إليه هو البحث عن الإستقرار العاطفي والسعادة في حياتك الزوجية، ولكن رسالتك الحالية تتميز بالدفاع المستميت ورفضك بوجود توجه مثلي في شخصيتك، ما دام الأمر كذلك فيجب عليك الإلتزام به.
رسالتك الحالية لا تخلوا من الغموض أيضاً وربما أكثر ارتباكاً من رسالتك السابقة. تتحدث عن علاج نفسي ومراجعة طبيب لعلاج الاكتئاب وصفات توحدية ولدت من جراء ظروف عائلية ووارثيه.
لا أتفق معك في هذا الرأي فطرحك العاطفي في الرسالة السابقة، وحتى في هذه الرسالة تحتوي على بعد عاطفي لا يقترب منه أي إنسان يمتلك صفات شخصية توحدية.
لم تتعرض في رسالتك إلى أعراض الاكتئاب ولا إلى علاجه بالتفصيل سوى أنك كنت ربما تمر بفترة حداد، على الرغم من ذلك شعرت بالطمأنينة من استنتاج الطبيب النفسي بأنك غيري التوجه وتأكيد آخرين عبر الإنترنت بأنك لست مثلياً. ما دمت مقتنعاً بهذه الاستنتاجات فعليك إهمال استنتاجاتي السابقة سواءً تمسكت بها انا أم لا.
ولكن ما هو سؤالك؟
تشير في رسالتك إلى عدم السعادة في الحياة الزوجية. محاولة تبرير عدم السعادة مع زوجتك بطفولتك مجرد عملية دفاعية عصابية يلتجأ إليها الكثير من الأزواج لسبب أو آخر.
كذلك فشلها في إثارتك من اليوم الأول وبدون حجاب غير كافي لتفسير فشلك في التقرب منها عاطفياً، بعبارة أخرى أصبحت تتقمص دور الضحية لطفولة غير سعيدة وزوجة خالية من الأنوثة وتتحدث فقط عن الإيثار والتضحية، الصراحة هي أن الطبيب النفسي لا يضع مثل هذا التفكير في إطار الإيثار وإنما في إطار الإيثار المخادع Pseudo-altruism..
ولكن ما هو الحل؟
ليس هناك حلاً سوى الحديث الصريح مع زوجتك ومحاولة بناء حياة زوجية سعيدة تلبي احتياجاتك العاطفية واحتياجات زوجتك أيضاً حيث لم تشير إليها بصورة تستحق التعليق. بعبارة أخرى لا تتحدث إلا عن ذاتك الضحية.
لا أحب التعليق على علاجك النفسي السابق ولكن ليس هناك ضرر من ذهابك مع زوجتك لمعالج نفسي لتتلقى علاج الأزواج.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>: زوجتك هي الحل م1