على شفير الهاوية
أشعر بالضياع ربما هذا اختصار لما أشعر به، في البداية أنا فتاة في عمر 28 سنة، لطالما اعتقدت نفسي شخصية ذات مبادئ وقيم، لطالما احترمت نفسي، وأحببتها رغم كل عيوبها. اليوم أشعر أنني أحقر امرأة على وجه الأرض ضربت كل قيمي عرض الحائط فقط من أجل قصة حب، أعلم أنها لن تتكلل بالزواج، وكما بدأت سرًا ستنتهي سرًا.
تعود جذور القصة إلى أربع سنوات مضت حين وقعت فى حب رجل، اعتبرته يومًا أفضل رجل على وجه الأرض صارحني بحبه، ولكن طوال حديثنا معًا لم يكن يتحدث سوى عن حبيبته التي هجرته، كان يغازلها أمام عيني، بل يعترف لي أن حبها لم يغادر قلبه يومًا، كنت أقول لنفسي سينسى مع الأيام كنت أبكي ألمًا كل ليلة، كنت أموت كل ليلة، لكنني لم أجرؤ على الابتعاد، كان لدي أمل أنه سيحبني يومًا ما، وسأجد مكانًا في قلبه، لكنه بعد فترة هجرني تمامًا، وقطع كل علاقته بي من قريب أو بعيد.
عشت أسوأ أيام حياتي وأنا أحاول الوقوف مجددًا، فقدت الثقة في الجميع، واعتزلت نفسي فترة طويلة من الزمن قبل أن أقرر من جديد أنه لا شيء يستحق هذا الألم الذى أعيشه، فبدأت بكتابة أحلامي من جديد، وصياغة حياتي من جديد، بدأت أستعيد ثقتي فى كل شيء حولي، بدءًا بنفسي مرورًا بالأشخاص المحيطين بي، عدت إلى الجامعة؛ لإكمال دراستي، وحاولت أن أتأقلم مع كل الظروف التى أحاطتني في ذلك الوقت، كنت أخرج من مشكلة لأقع في أخرى، ومع ذلك كانت هناك رؤية شاملة أرى بها منظور حياتي، بدأت بالتقرب إلى الله، التزام في الصلاة، والتعامل، والحجاب، بل بدأت بحفظ المصحف الشريف بنية إتمامه خلال بضع سنوات، ثم بنيت أحلامًا على المستوى المهني، وعملت على تحقيقها فعلا كنت جادة جدًا في جعل حياتي أفضل مما هي عليه، ولا أجعل شخصًا واحدًا يدمر كل شيء جميل أردته يومًا.
أخيرًا وقفت على قدمي من جديد، واستمتعت بالحياة وبكل شيء فيها إلى أن حلّ شهر يناير من هذا العام، فاختلف كل شيء، عاد هذا الشخص ليظهر مجددًا، في البداية أخبرني أنه نادم على كل شيء، على معاملته السيئة لي، على كل ما فعله معي، وأنه لا يطلب شيئًا سوى الغفران، قدم لي ألف عذر لما قام به، وأخبرني أنه تزوج، وأنه تعيس جدًا في حياته، شعرت من خلال كلماته، وكأنما يريد أن ينهي حياته فيبحث عن الصفح أولا قبل الإقدام على تلك الخطوة، للأمانة شعرت بالشفقة على حاله، وألمني ما وصل إليه؛ لهذا لم أستطع إلا أن أسامحه، وأعده أنني سأفعل كل ما أستطيعه؛ لمساعدته في تلك اللحظة، لم أدرك أنني أحفر قبري بيدي وأرمي أربع سنوات من العمل الشاق في مكب النفايات.
لا أعرف كيف حصل الأمر، ولكنني وقعت في حبه مجددًا، أخبرني أنه يبادلني نفس الشعور، وأنه سيحاول الانفصال عن زوجته؛ لنكون معًا ثم تطورت الأمور بيننا كثيرًا، كنا كلما تخطينا حدًا محذورًا توقفنا فترة ثم نتخطى حدًا آخر، تحدثنا كلامًا جنسيًا رأيته عاريًا تمامًا أمامي والعكس صحيح، اليوم هو يريد ممارسة الجنس معي ممارسة تامة، وأنا أيضا أشتهي ذلك كثيرًا، وأتمناه كثيرًا.
المشكلة الآن أنني أشعر بالانفصام عن ذاتي، هذه الفتاة لا أعرفها، وليست أنا، كل قيمة كنت أدافع عنها انتهكتها، لم أعد أستطيع أن أنظر إلى نفسي في المرآة، غادرنا رمضان منذ بضعة أيام كنت أنتظر رمضان بفارغ الصبر؛ لأطهر قلبي، لكن حصل العكس، أقسم أنني كثيرًا أصلي، وأتضرع إلى الله أن يحميني من نفسي لكن دون جدوى، يزداد الأمر سوءًا يومًا بعد يوم، أرجوك أنا أفقد احترامي لنفسي قبل كل شيء أعرف أنني إن سلمته نفسي سأشعر بالخزي مدى الحياة، ولن أقوى يومًا على مسامحة نفسي،
أرجوك أخبرني، كيف أجبر نفسي على الابتعاد؟ كيف أفلت بجلدي من القيام بأمر سيدمرني حرفيًا؟
أرجوك ساعدني.
19/07/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع، وتمنياتي لكِ بالنجاح.
الإجابة على رسالتك موجودة فيها.
يقول لك بأنه سينفصل عن زوجته متى ما عادت المياه إلى مجاريها. بالطبع لن ينفصل عن زوجته، كما فشل في الانفصال عن حبيبته السابقة عاطفياً.
هجرك في الماضي، وسيهجرك في المستقبل.
العلاقات بين الرجل والمرأة بعد مرحلة البلوغ هي واحدة من نوعين:
٠ النوع الأول: هي علاقة مستقرة حميمية على المدى البعيد تتخللها فترات من الإثارة وفترات من الفتور. الاستقرار فيها هو مصدر السعادة في نهاية الأمر، ويجتهد الرجل والمرأة على حد سواء؛ لتقصير مدة فترات الفتور والانتباه إليها. مع مرور الوقت تقصر مدة فترات الفتور، وتقل درجتها.
٠ النوع الثاني: هي علاقة ساخنة تتطور بسرعة، وتنتهي بسرعة. يصاحب هذا النوع اندفاع غريزي جنسي شديد يدعي الفرد بأنه لا يستطيع مقاومته، ويتم إضافة خيال ووعود باستقرار العلاقة، ومحاولة تزينها بإطار رومانسي وهمي. هذا النوع من العلاقات بين الرجل والمرأة يتميز بتكراره، ويصبح نمطاً للحياة وسلوكاً يتميز به الرجل والمرأة على حد سواء، والنهاية دوماً غير سعيدة لا ترضي الرجل وكارثة للمرأة.
الاندفاع الغريزي الجنسي الذي تشعرين به نحو هذا الرجل مصدره كيميائي الآن، ومن الصعب قياس نتائج علاقة جسدية بينك وبين هذا الرجل، وإن كانت، ستكون جيدة أو سيئة أو متوازنة. حديثك عن وعوده بالانفصال عن زوجته هي محاولة منك لتبرير قيام مثل هذه العلاقة الآن وهو تبرير ضعيف على أقل تقدير.
وصلت إلى مرحلة في الحياة يتحلى فيها الإنسان بالمسؤولية. هجرك في الماضي وقد يهجرك في المستقبل ويقول إنه سينفصل عن زوجته في المستقبل، وسابقاً استغلك كمعالج نفسي للحديث عن حبيبته السابقة. هذا الإنسان لا يبحث إلا عن علاقة من النوع الثاني وحتى لو وفى بعهده في المستقبل فسيبحث عن امرأة أخرى.
حاولي مقاومة الكيمياء الجنسية في داخلك، وابحثي عن حب من النوع الأول.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
متلازمة غرام ليلة واحدة One Night Stand Syndrome
المرأة والرجل على الميزان
نفسعاطفي: علاقات لا منضبطة Undisciplined Relations