أحببت بطريقة خطأ والشخص الخطأ
مرحبًا، في البداية أنا فتاة أدرس في كلية الحقوق ملتزمة بالدين من عائلة محترمة وملتزمة جدًا، فتاة أعيش في أجواء مملة وروتين قاتل، كان محرمًا على الفتاة في عائلتنا أن ترتبط بشاب في علاقة حب فهذا غير مسموح إطلاقًا. وعدت والدتي أن لا أرتبط وأن أكون على مستوى الثقة التي منحتها لي.
حقيقة لم أرتبط ومارست حياتي بعيداً عن الحب وعندما كان يراودني أي شعور في الإعجاب بشاب في الجامعة أقوم بكتمه في داخلي ولا أقول لأي شخص عن مشاعري تجاهه وهكذا استمررت إلى أن وصلت للمرحلة الثانية في الجامعة. ولكن في يوم من الأيام وأنا أتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي الملعون والذي يدعى ask صادفت شابًا صاحب أفكار غريبة ومتحررًا ومنفتحًا وليس لديه أي قيود، جذبني نحوه بشكل مغرٍ، أصبحت لدي رغبة التقرب منه بأي شكل من الأشكال، لم أفكر في عاداتنا وتقالدينا، ولم أفكر أن هذا الأمر غلط ولكن كان هناك شعور أقوى.
تقربت من الشاب وتكلمت معه بموقع آخر وصارحته بحقيقة مشاعري فطلب أن أرسل له صورتي كنت خائفة جدًا. لذا أعطيته معلومات وهمية (اسم وهمي وسكن وهمي وصور وهميه لفتاة) أعلم أن هذا التصرف قبيح جداً لكن صدقوني بقدر ما كنت أحبه فقد فعلت ذلك لكي أستمر معه فقط لأنني لا أستطيع أن أبوح عن شخصيتي الحقيقة وصورتي لأن عائلتي ستذبحني إن علمت بما فعلته.
استمررت مع الشاب أسبوعين كان يقول لي أحبكِ بعد ذلك قال لي أنه أصبح ملحداً، الحقيقة لم أتركه لأنني أعشقه فعلا من كل قلبي على الرغم أننا لم نتقابل في الحقيقة بعد ذلك لم أستطع الاستمرار في الكذب فقد أخبرته بكل شيء. غضب جدًا وتركني حاولت كثيرًا أن أرجعه لأنني كرهت حياتي وأصبحت بلا هدف، أشعر أنه الهواء الذي أتنفسه، أشعر أن حياتي من دونه لا شيء، فتاة مهملة محطمة بلا أمل ولا أهداف.
قررت أن أتخلص من حياتي فحاولت أن أقطع يدي بالموس. أخبرته بأنني سأنتحر إن لم يسامحني وللأسف كان باردًا لم يهتم بما أشعر ولم يجب على أي رسالة أرسلها له. شعرت بالانهيار ضعف جسمي وقلت حيلتي ودخلت في مرحلة كآبة بعد مدة أرسل لي رسالة. كدت أن أطير من شدة سعادتي طلبت منه فرصة أخرى وأن يسامحني وافق هو ولكن عاد لي بلا إحساس وبلا قلب ولا يهتم بأي شيء وغير عاطفي.
رضيت بهذه الحالة لأنني أحتاجه أكثر من أي شيء. رغم أنه ملحد ويشتم الله _والعياذ بالله_ طوال الوقت. يشرب كثيرًا. لأنني للأسف كنت عاشقة عمياء. وبعد أسبوعين اكتشفت أن هناك فتاة أخرى في حياته، عاتبته وبكيت وصرخت كان باردًا جدًا وأنكر أن لديه حبيبة بكل برود وأغلق الهاتف. أصبت بصدمة سقطت أرضًا. دخلت في كآبة. تركني هو ولم يسأل عن حالي وأنكر أن لديه حبيبة. لم يهتم بمشاعري أنا أعشقه صدقوني بعد كل ما فعله بي لأنه أول حب في حياتي. تعبت أبكي طوال الوقت أشتاقه إليه جدًا جدًا رغم أنه حقير بمعنى أدق. يعلم أن حالي تسوء في غيابه ولكنه لم يرحمني. علمت أنه قد سافر خارج بلدي وبدأ حياة جديدة وفي طريقه لخطبة فتاة. هو سعيد جدًا وحياته طبيعية.
أنا فقط من أعاني لأنني أعشقه، ماذا أفعل؟ أنا أكره حياتي فقد بنيت آمالا وأهدافًا وأحلامًا وجميعها تحطمت الآن ولم يوجد ذرة أمل عندي. أريد أن أتخلص من حياتي أنا يائسة ضعيفة منهارة كئيبة لا أستطيع التحرك من فراشي. لا أستطيع أن أشرح معاناتي لعائلتي ولا أستطيع أن أواصل من جديد وأنهض. فقد تكسر قلبي.
أود الانتحار ولكني خائفة على أمي. تشعرون بما أشعر أنا لا شيء الآن أنا منهارة تمامًا.
ساعدوني
29/8/2015
رد المستشار
لقد تركت نفسك تغرقين وتغرقين في احتياجك للحب بلا طوق نجاة منذ زمن طويل يا ابنتي، فما حدث لك مع ذلك الشاب ليس قصة حب قرر أحد طرفيها التخلي عن الآخر فتسببت في تدميره، ولكن كان مشوار حياتك منذ البداية خطأ، وحين نستمر في الخطأ دون وعي ولا تعبير عن المشاعر نتوهم ونغرق في أي "قشة" تجعلنا نستعيد رائحة الحياة والوجود حتى وإن كانت مزيفة؛ فلقد كنت فتاة طبيعية تحتاجين أن تحبي وأن تشعري بحب رجل لك، ولكن كنت فتاة بلا وجود، بلا حياة.
تعيشين دنيا مرسومة لك لا تعبير فيها عن مشاعر إيجابية ولا حتى سلبية، لا تنفيس عن الاحتياجات الطبيعية، لا حب بأنواعه الصحية المتنوعة؛ وحين وصلت لحد الموت بداخلك رغم أنك تأكلين وتشربين وتدرسين وتسمعين وتطعين؛ كان قد استبد بك الموت وتعافرين لتستنشقي رائحة الحياة لتدب بداخلك من جديد بعد طول موات؛ فكان لقاؤك به ليس لقاءً به هو كشخص؛ فأنت بعيدًا عن احتياجك للحب ترين أنه حقير قاسٍ كافر، ولكن ما ربطك به لهذا الحد الذي جعلك تفكرين بأن تموتي فعليًا؛
كان احتياجك العميق الضخم جدًا لتكوني "موجودة"، لتكوني "محبوبة"، لتكوني مستحقة "للحياة بصدق"؛ فألبسته كل احتياجاتك ووضعتها عليه لتريه كما تحبين أن تريه بعين احتياجاتك فكان هو "الحب"، "الحياة"، "الوجود والمعنى" رغم أنك تعرفين جيدًا أنه ذلك الحقير القاسي الخائن؛ فأين موقعه من المحب؟ فمَنْ يحب يغفر، ومَنْ يحب يتألم لألم محبوبه، ومن يحب لا يستبدل محبوبه بآخر بتلك السرعة؛ فهو ليس هو.
إنما هو يمثل بداخلك كما قلت: الحب، الحياة، شعورك بأنك موجودة، وكل هذا حقك وملكك، وكل هذا تستحقينه، ولكن تستحقينه بشرف وكرامة، تستحقينه وأنت تحبين نفسك، تستحقينه وأنت موجودة بالفعل في العلاقة، تستحقينه وأنت واعية لا يجرك الاحتياج للتعلق بمن يؤذيك بلا رحمة، حين تصدقين أنك تستحقين الحياة والحب والوجود، وحين تخلعين عنه ما ألبسته إياه بيديك ليزداد جمالا في عينيك عن حقيقته ستتمكنين من الوقوف من جديد على قدميك الثابتتين على الأرض؛
وستتمكتين من رؤية حقيقة حجمه الصغير الباهت الذي أتعبك بلا طائل حقيقي، وبعد أن جعلته بيديك كالعملاق أصبحت لا تتمكنين بسبب حجمه رؤية نفسك ولا حياتك ولا غيره، وستتمكنين من الحب الحقيقي الشريف الذي يجعلك تحبين نفسك والحياة أكثر، ويجعلك تتمكنين من التعامل مع تحديات الحياة بشكل أكثر صحية، وتمحين معه كلمة انتحار وموت من قاموس حياتك؛ فلا يوجد أحد ولا ظرف ولا موقف يجعلك تحتفظين بتلك المفردة الحمقاء في قاموسك أبدا.
هيا انهضي واحني على نفسك التي تسببتِ في جرحها وألمها كثيرًا؛ لتبدئي معها صفحتك الجديدة الأكثر نضجًا ورؤية وإشراقا.
ويتبع>>>>>>>>> : الطائر المذبوح: العاشقة م