قلق من العنوسة
السلام عليكم ورحمته وبركاته؛ حقيقة، أول مرة أرسل مشكلتي بعد اطلاعي على موقعكم الرائع وأسلوب الدكاترة الراقي في الرد على المشكلات.
أنا بنت ملتزمة والحمد لله أبلغ من العمر 34 سنة غير متزوجة وهذه هي مشكلتي فصديقاتي وقريباتي كلهن تزوجن وأصبح لديهن أطفال إلا إياي. رغم أنني والحمد لله ملتزمة ويشهد الجميع بأخلاقي وشكلي مقبول، ولكن لا أعرف لماذا أي خاطب يراني هو أو أهله يرفضونني ولا يعودون؟!
بدأ هذا الموضوع يشكل عقدة نفسية بالنسبة لي ويقلل ثقتي بنفسي ولا أنكر أني قد انتابتني حالة اكتئاب، ليس فقط بسبب هذا الموضوع وإنما حتى إنني لم أجد وظيفة مناسبة لي حتى الآن وبدأت أعراض هذا المرض تظهر على جسدي بدون أن أشعر؛ لأنني كتومة جدًا.
وأنا أخاف المستقبل وعاطفية جدًا، أفكر كثيرًا كيف سأبقى وحدي عندما أكبر؟ كيف سأتحمل الوحدة؟ من سيحتويني؟
أنا مؤمنة والحمد لله بقدره وحكمته، ولكنني إنسانة أفكر كثيرًا وأحتاج للعاطفة سواء من الزوج أو إعطائها لطفل يكون طفلي، حتى إنني بدأت أسأل لماذا الله سبحانه وتعالى لم يجعل القبول لي في وجوه الخطاب؟!
رغم أنه خلقني بوجه مقبول وخلق حسن معروف لدى الجميع،
أنا منهارة جدًا ويائسة.
أخاف من العنوسة وأن ابقى وحيدة وخاصة وأنا أرى كل صديقاتي ومعارفنا قد تزوجن وأصبح لديهن أولاد ....... وأنا محلك سر
حاولت أن أشغل نفسي كثير بدورات تدريب ولكني لا زلت افكر كثيرا بهذا الموضوع، وأسأل لماذا كل الخطاب يرفضونني ؟؟
ملاحظة :
جميع الظروف التي مررت بها سببت لي أمراض عضوية لا زلت حتى الآن أعاني منها
2/10/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حياك الله يا "ليلى" وقضى حوائجك في الدنيا والآخرة. احذري التوغل في التفكير فكثرته لا تفيد وقد تؤدي إلى الفتن مثل تساؤلك عن رزقك وأمر الله فتذكري قوله تعالى "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" آية23 من سورة الأنبياء. اسألي نفسك لقد حباك الله بعقل وصحة وجمال وعلم، ماذا فعلت لتشكري هذه النعم؟ انشغلي بالشكر فمع الشكر تزيد النعم، فقد قال عز من قائل في سورة إبراهيم آية 7 "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" وإن لمن العذاب الحيرة والألم اللذين تشعرينهما في انتظار رزقك.
للإنسان حاجات طبيعية ركبها فيه رب العالمين، ومنها حاجتك للزوج والولد ولكن لا يجوز أن نكفر بأنعم الله علينا لأن جميع حاجتنا لم تشبع، فالحمد لله على ما أعطى والحمد لله على ما منع، انفضي عنك وساوس الشيطان. حاجات الإنسان متوازنة ففي مقابل حاجتك للحصول على الحب والود لديك نفس الحاجة لبذل هذا الحب وإن كانت فرص الحصول على الحب متأخرة حتى الآن انشغلي بإشباع الحاجة الآخرى وهي بذل الحب لمن حولك من الصغار والكبار والأيتام وغيرهم ممن يحتاجون الحب. فكري بالعمل التطوعي مع المحتاجين، أو بمشروع تربية حيوانات أليفة، أو زراعة الورد، تعلمي أشياء جديدة، استثمري طاقتك ووقتك واستمتعي بحياتك حتى يحين رزقك.
جددي يقينك بأن الكريم لم يبخل في الرزق على أحد من عبيده، استثمري ما حباك به لتستعيدي ثقتك بنفسك وتسعدي بحياتك، ولا يعني هذا أن تتوقفي عن طلب المزيد من الكريم ولكن لتكوني سعيدة أثناء انتظار النعم ولا تحرمي أجر الصبر. رزقك لا يجلبه جمالك أو سعيك بل مشيئة الله، لا يفتنك سوق النخاسة المنتشر بإعلاء قيمة الجسد والجمال فليست من أسباب الرزق. عليك بالدعاء وكثرة الاستغفار وقيام الليل وما استطعت من الصدقات.
أسأل الله أن يرزقك باب رزق حلال طيب وزوج صادق صالح وجميع شباب المسلمين.
واقرئي على مجانين:
نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة
قبل انتظار الحبيب: أحبي نفسك أولا
في انتظار الحب Waiting for Love
وحدة وفراغ وانتظار الزواج
فجر وانتظار شريك الحياة مشاركة1
ويتبع >>>>>>>: قلق من العنوسة م