توتر وقلق بسبب الأفكار
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أما بعد؛
فإني أتقدم بالشكر للإخوان المساهمين في هذا الموقع من مشرفين وأساتذة مختصين وجزاهم الله عنا خير جزاء؛ في البداية سأحاول أن أعرض الحدث الذي تسبب في الحالة التي أعانيها الآن بعد ذلك أعرض بالتفصيل تطور المرض وأعراضه.
قبل حوالي خمس سنوات تقريبا (يعني في سن السادسة عشرة أما الآن فأنا في سن الحادية والعشرين) كنت أدخِّن والذي دفعني إلى ذلك هم بعض الأصدقاء الذين كنت أرافقهم في ذلك الوقت، المهم أني قمت بعد ذلك بمحاولة تناول مخدرات أخرى وبالذات الحشيش، ففي يوم من الأيام كنت جالسا مع أحد المراهقين والذي كان يدخن ويتناول الحشيش أحيانا.
المهم أني كنت جالسا معه فأخذ من جيبه قطعة صغيرة من الحشيش وقمنا بتدخينها، لكن الذي حصل بعد حوالي خمس دقائق هو أنني شعرت بنوع من الدوار وانتابني الخوف من أن يكون هذا الدوار علامة على أنني سأصاب بالجنون من جراء تناولي لهذا المخدر فارتفعت نسبة الخوف لدي بشكل غير طبيعي فأحسست بنوع من الدوار المرفوق بالخوف من الجنون يعني أن تلك الفكرة هي التي سببت لي ذلك الخوف، توجهت إلى منزل خالتي فبدأت أتجول في بيتها وأنا خائف ظننت أنني سأموت لا محالة أو أجن من جراء ذلك الخوف، المهم أنني تجاوزت تلك المرحلة فتوقف ذلك الخوف.
لكن الذي حصل بعد ذلك هو أنه في الأيام المتتالية ارتبطت تلك الفكرة مع نوبة الخوف التي تعرضت لها، فكنت عندما أشعر بنوع من الدوار وإن كان بسيطا تأتي فكرة أنني سأصاب بالجنون وأن تلك هي أعراضه فتنتابني نوبة من الخوف والتي تتمثل أعراضها في تسارع ضربات القلب والخوف وجفاف الفم من الماء والشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم، وأي حدث مهما كان بسيطا في جسدي يكون مرفقا بتلك الفكرة أنني سأصاب بالجنون مما يعني أن تلك الفكرة (أي فكرة أني سأصاب بالجنون) ارتبطت بكل أحداث حياتي.
وبعد حادث تناول ذلك المخدر في الغالب ما أشعر بعدم التكيف مع الأماكن الجديدة. كما أنه تأتيني بعض الأفكار تلحُّ علي للقيام بفعل معين فمثلا كنت عندما أجلس في فراشي قبل النوم تأتي فكرة وتقول لي أن أخرج من البيت لكني أجد تلك الفكرة تافهة ومع ذلك تقاومني لكني لا أستجيب لها وتلك المقاومة التي أقوم بها تولد لدي نوعا من التوثر والخوف الشديدين من جراء مقاومتها لي وتلك الأفكار تتكرر مع الأيام وبعد ذلك تفقد قوتها إلا في حالة إذا كانت فكرة جديدة فإنها تكون قوية في إلحاحها وبعد ذلك تضعف مع الأيام.
وبعد مدة يسيرة من خلال مطالعتي اكتشفت أني مصاب بالوسواس القهري. وذلك من خلال العرض الرئيسي ألا وهو إلحاح الأفكار علي. في بدايتي عندما تعرضت لحادث تناول المخدر لم تظهر الأفكار الملحَّة مباشرة لكنها ظهرت بعد ذلك بزمن بحوالي سنتين حسب ما أذكر.
قمت بتشخيص لنفسي على أساس أنني مصاب بالوسواس القهري وعشت كذلك إلى أن تخرجت من الثانوية وألتحقت بالجامعة، في أحد الأيام بينما كنت أراجع مادة علم النفس كأحد المواد القررة لدي في التخصص قرأت حول أعراض بعض الأمراض فوجدت أن أعراض الفوبيا تتطابق مع حالة الخوف التي أعيشها لحظة التوتر والخوف فقلت مع نفسي إني مصاب بالفوبيا وليس الوسواس القهري، لكني استغربت من شيء واحد وهو لماذا لدي أعراض الوسواس القهري مع أني مصاب بالفوبيا؟ فاطلعت على أحد مراجع علم النفس المرضي فوجدت أن الفوبيا قد تكون مرفقة بمرض الوسواس القهري.
وغالبا ما كانت تأتيني الأعراض الفوبيائية عندما أكون خارج البيت، فبحثت عن علاج الفوبيا على اليوتيوب فوجدت أنه من بين طرق العلاج غمر المريض في الشيء الذي يخافه وفي أحد الأيام كنت في المسجد وعندما أتت تلك الأعراض الفوبيائية بقيت في مكاني ولم أتحرك وقلت مع نفسي سأبقى جالسا لأعرف ما الذي سيحدث وبعد ذلك شعرت بارتفاع نسبة الخوف وانخفاضه إلى المستوى العادي فتخلصت من الفوبيا، لكن بعد أشهر عادت أعراض الفوبيا بسبب مشهد مخيف شاهدته على اليوتوب فعادت أعراض الفوبيا ولكن هذه المرة بقوة وعالجت نفسي بنفس الطريقة الأولى وكانت ناجحة فتخلصت من الخوف المرضي بنجاح فلم تعد تلك الأعراض مثل خفقان القلب بقوة والشعور بالدوار وارتفاع درجة الحرارة والرعب الشديد فاختفت كلية.
ولدي إشكالية النظام بمعنى أني أعشق النظام بشكل غير طبيعي في كل شيء. أما بالنسبة للأفكار التسلطية التي تأتي وكنت أقاومها فقد قلت الآن بشكل كبير جدا لا أعرف لماذا؟ أما عن وضعيتي الآن فهي مستقرة نوعا ما لكن الإشكال هو أنني عندما أشعر بالدوار أو شيء غير طبيعي في جسمي فإن فكرة أني سأصاب بالجنون تأتي مباشرة وتزيد من توتري النفسي وقلقي لكنها لم تعد مرفقة بأعراض الفوبيا.
الأفعال القهرية ليست لدي أو أفعال التحقق وكل ما لدي هو أفكار تسلطية أحيانا وتوتر ناتج عن الخوف من الجنون في حالات معينة. وهناك شيء مهم أريد الإخبار عنه وهو خوفي من مصافحة الذين يدخنون ويتناولون المخدرات خوفا من أن ينتقل إلي شيء من يده فيصيبني بالجنون أو شيء من هذا القبيل وكرهت المخدرات والتدخين وكل ما يتعلق بها حتى المجانين عندما أراهم في الشارع أخاف من رؤيتهم المهم كل ما له علاقة بالجنون أكرهه ولا أحب الاقتراب منه.
ثم شيء آخر وهو أني أخاف مما يقدم إلي من طعام خارج البيت خوفا من أن يوضع لي مخدر في الأكل ليفقدني عقلي.
أما تاريخ المرض في العائلة فقد كان أبي (رحمه الله) مصابا بهذا المرض بحسب ما أذكر من خلال تصرفاته فقد كان يخاف دائما من أن يوضع له سم في الأكل ليموت وتولد معه ذلك بعد أن تعرض لصدمة نفسية.
أما فيما يخص علاقاتي مع العائلة والمجتمع فإنها علاقة عادية وجميلة، أنا إنسان اجتماعي بطبعي وأتمتع بحس فكاهي.
لم أستشر طبيبا نفسيا من قبل لضعف إمكانياتي المادية.
وسؤالي كيف أتخلص من هذا المرض؟
هل يمكنني التعايش مع المرض وأنه لا يمكن أن يتسبب في أشياء أخرى؟
وشكرا جزيلا
وجزاكم الله خيرا.
14/10/2015
رد المستشار
شكرا على استشارتك الموقع.
استشارتك في غاية الأهمية لجميع القراء وتطرح ما يلي:
1- هل أنت تعاني من أعراض طبنفسية؟
2- هل أنت مصاب باضطراب نفسي؟
يمكن حصر جميع الأعراض الطبنفسية في تسع بطاقات كما هي موضحة في التخطيط أدناه:
استشارتك تصف القلق والرهاب وحساسية التعامل مع الآخرين بكل وضوح وربما قد يضيف البعض تفكير زوراني. الأعراض الأخرى غير واضحة أو غير موجودة.
السؤال الذي يتبع الأول هو شدة هذه الأعراض. تصف علاقاتك مع الآخرين بالجيدة وتميل إلى المرح والتعامل السليم وهذا بدوره يؤكد بأن شدة هذه الأعراض طفيفة.
السؤال الثاني هو عن الاضطراب النفسي. الأعراض أعلاه شائعة جداً ولكن جمعها معاً للوصول إلى تشخيص اضطراب نفسي يتطلب تأثيرها على معنوية الفرد وتعطيله وظيفيا واجتماعيا. هذا لم يحدث معك ولذلك لن يشخص أحد بسهولة وجود اضطراب نفسي.
رغم ذلك فإن عتبتك للإصابة باضطراب نفسي أو أعراض نفسية منخفضة لأسباب وراثية. تعاطيت الحشيش وهذا بدوره كشف استعدادك للإصابة بأعراض طبنفسية أو حتى اضطراب نفسي. الضغوط الاجتماعية في المستقبل والأزمات قد تفعل فعلها أيضاً.
كيف تتخلص منها؟
٠ الحديث مع طبيب نفسي قد يكفي.
٠ لا أظن أنك ستخرج من عيادة الطبيب النفسي حاملاً وصفة عقاقير.
٠ ست جلسات علاج معرفي سلوكي قد تكون كافية.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>: توتر وقلق : أعراض ليس اضطراب نفسي م