قلق -اكتئاب - اضطراب الإدارك والواقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السادة الكرام القائمين على الموقع أكتب لكم مشكلتي راجيا من الله تعالى الخلاص من هذه المعاناة على أيديكم. منذ سبع سنوات تقريبا حدثت لي عدة مشاكل جعلتني في حالة يأس كبيرة، حيث أنني كنت أخطط للسفر خارج البلاد من زمن طويل ولم أوفق. كنت أضع أمل كبير على السفر والعمل والخروج من مكان أكره الحياة فيه تماما، ولا يوجد لدي أي تكيف فيه.
اشتريت فيزا لأول مرة ولكن للأسف لم أسافر بسبب مشكلة في ذراعي أخرجتني من الكشف الطبي، حدثت لي حالة حزن ويأس شديد وضيق. وفي ظل أصدقاء السوء تناولت جرعة كبيرة من مخدر الحشيش، علما أنني لا أدخن.
كادت أن تنهي حياتي حدثت لي حالة خوف وفزع شديد وظل قلبي يضرب ضربات سريعة جدا ونشفان في الفم تماما، وخوف شديد جدا. ذهبت للمستشفى وأعطاني حقنة ثم فقت بعدها بحوالي نصف ساعة، وذهبت إلى البيت يومها واستيقظت في اليوم الثاني وظللت حوالي أسبوع لم يحدث شيئا.
حدثت مشكلة في البيت وفي ظل المشادة الكلامية مع الأسرة حدث لي حالة من الانهيار، فتوقعت أنني سوف أموت وأنها النهاية هرب الدم مني واصفر وجهي، وبكى والدي من شكلي. تمددت يومها ونمت ولكن في حالة انهيار تام وألم استيقظت في اليوم التالي وظهرت أعراض غير طبيعية علي كأن الدنيا لم تعد كما في السابق أو أن شيء ما قد حدث كنت أحسبه مرض عادي أو تعب بالأعصاب مرت ثلاثة أشهر وجاء عقد عمل آخر وسافرت لإحدى دول الخليج سافرت وأنا في حالة شبه طبيعية حيث اختفت الأعراض بصفة مؤقتة.
وهناك لم يتعدى الشهر وبدأت تهاجمني أشياء ومخاوف ومشاعر غريبة جدا ونوبات فزع وهلع شديدة، والحياة تغيرت تماما ظللت أقاوم أربعة شهور وحدي هناك ثم اضطررت للرجوع، وبدأت المعاناة الحقيقية. كنت أخاف من أشياء غريبة جدا أخاف من السماء والمطر والهواء والأكل وأتوقع أنه مسموم والدواء وكل شيء، وأنام بصعوبة جدا ذهبت بعد حوالي 6 شهور إلى طبيب نفسي وأعطاني عقار سيروكسات تحسنت حالتي، ولكن بعد سنة زاد وزني جدا فاضررت لتركه وأخذت بعدها أنواع كثيرة من الأدوية افيكسور سيتابرونيكس زولام فالدوكسان وأنواع كثيرة لا أتذكرها أنا الآن آخذ سيبراليكس ربع حبة يوم بعد يوم.
ومنذ فترة قرأت في استشارة أنه من الممكن أخذ عشبة القديس جون مع سيبراليكس، فأخذت جرعة بسيطة منها ولكن أتعبتني كثيرا جدا وحدث لي أشياء غريبة وتركت العشبة وظللت على جرعة السيبراليكس، والحقيقه أني كرهت هذه الأدوية لأعراضها إلا السيبراليكس أعراضه خفيفة نوعا.
أنا الآن اعتدت على مقاومة هذا المرض وكبح اليأس وتقريبا أتغلب عليه دائما، ولكن أعاني من قلق شديد طوال اليوم وخوف من الموت والمرض وضيق في صدري وألم في الظهر وبعض الوساوس، كان مثلا سيصيبني شيء في قلبي أو نوبة أو جلطة أو شلل، أو سأقع على الأرض أو سيغمى علي، ودوخة وخدر في الرأس وزغللة في العين.
أخاف من ذاتي وكأن جسمي عدوي وستنبعث منه كل الأمراض وتؤذيني وتعذبني، علما أنني في السابق لم أكن أخاف من المرض أو الموت وأجريت عملية في السابق ومرضت كثيرا في السابق ولم أكن أكترث للمرض، وعندي تسليم بالموت وأننا سوف نموت جميعا لكن هذه الصدمة التي حدثت لي جعلتني أخاف من الموت.
أما الآن عندما يأتيني أي ألم أخاف وأضيق به ذرعا ونفسيتي تتشنج وأتمنى أن يذهب بسرعة كبيرة حتى لو كان دور انفلونزا عادي، ويزيد القلق أكثر عندما أخرج من البيت ويزداد خدر الرأس والدوخة وعدم الاتزان. أنا أقاومه في البيت أو في الخارج لكنه يزيد رغما عني، وهناك حالة أخرى غريبة هي أنني أحس أنني لست حقيقيا أو أن العالم ليس حقيقي أو أن الناس ليسو كما كانو في السابق، وكأني مفكك نفسيا وغير قادر على تجميع نفسي ودائما أشعر بالانهيار وأحاول أن أتماسك.
أنظر لنفسي دائما في المرآة وأحاول استرجاع شخصي القديم، ولكن في أغلب الأوقات دون جدوى يمكن أن أحس بذاتي أوقات قليلة وأفرح جدا ولكن في حالات نادرة. هذه الأعراض جعلتني دائما في البيت أخاف من السفر بعيد عن المنزل لكي لا يحدث لي شيئا. أنا أقاومه وأخرج وأمشي وحدي، وأسافر وحدي ولكن في محتوى ضيق ومحدود وأعاود خلال وقت بسيط للبيت وكأنني كنت في غربة.
أنا أمارس الرياضة رياضة الجري وتمارين أخرى، وأحيانا عندما تزيد نبضات القلب يزيد القلق والخوف ورأسي تخدل وأشعر بدوار ولكن أستمر، الكلام الكثير يرهقني ويخدل رأسي ويسبب لي الدوخة لا أتحمل الضغط العصبي، وإذا وضعت في موقف عمل مثلا أقاوم ثم أقاوم لكي لا يظهر علي شيء ولكن بعد فترة يأتيني خدل في الرأس شديد وكلما كانت المقاومة أكثر وضغت على نفسي أكثر زاد الخدل والضيق واحتمال الهلع والحل هو النوم لمدة ساعة أو اثنين أو الاسترخاء. لم يلحظ الناس علي أي شيء.
أنا أعمل في مجال الحاسبات ولدي ورشة صغيرة في المنزل جهزتها لكي لا أستسلم لهذا المرض، والناس تعرفني بحكم عملي وتأتي إلي لصيانة أجهزتهم فبهذا أنزل إليهم حتى ولو كنت مغصوب.
أنا الآن متقوقع في نفس المكان الذي كنت فيه ولا أزال أكره حياتي فيه ولا أجد أي ارتياح لا أدري لماذا.
أنا الآن 32 عام ومريض بهذا المرض من سن 24.
أهلي يريدونني أن أتزوج ولكني خائف من هذه الخطوة لأن هذه الأعراض ترهقني كثيرا وتخنقني وتجعلني لا أريد أن أتحمل مسؤلية شيء. كنت في السابق أتحمل المسئولية بسهولة وكنت معتمد اعتمادا كليا على نفسي.
آسف على الإطالة ولكن أردت أن أشرح حقيقة مشكلتي لتتفهموا حالتي...
شكرا لحضراتكم جزيل الشكر.
30/10/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
التشخيص الطبنفسي لحالتك هو اكتئاب مزمن. مصطلح الاكتئاب المزمن يختلف استعماله من مراجع لأخرى كما يلي:
1- اكتئاب جسيم لم يستجيب للعلاج. اللغز في الغالبية العظمى من المرضى هو عدم استعمال جرعة كافية للعقاقير ولمدة زمنية مقبولة. كذلك هناك أعراض اكتئابية تحتاج إلى علاج كلامي ولم تستجيب كلياً إلى العقاقير.
2- أعراض اكتئابية طفيفة مزمنة نادراً ما تؤثر على آداء المريض المهني والاجتماعي.
3- تحول في شخصية المريض من جراء الاكتئاب واكتسابه صفات شخصية هشة. تنخفض عتبة المريض للشعور بالقلق ويبدأ باللجوء إلى سلوك تجنبي وبالتالي الانفصال تدريجياً عن الواقع. هذا ما تشير إليه في رسالتك عن اختلال الآنية واختلال الوقع.
الصراحة هي أن جرعة الحشيش التي استعملتها لا علاقة لها بالأعراض الطبنفسية التي تعاني منها. ما تعاني منه كان اكتئاب جسيم لم يتم علاجه لمدة زمنية كافية وبجرع عقاقير كافية. تشعبت الأعراض ومع ظروف عملك وتعرضك لظروف بيئية متعددة ازدادت الحواجز المانعة للتخلص من هذا الاكتئاب وأصبح مزمنا ومقاوماً للعلاج.
التوصيات:
1- ما تتعاطيه من جرعة العقار لا فائدة منها وعليك بالتشاور مع طبيبك والالتزام الصارم بنصيحته.
2- لا تتوقع استجابة سريعة لأي خلطة عقاقير وبجرع مقبولة قبل مرور 12 أسبوعا. أما مدة العلاج فلا تقل عن عامين على أقل تقدير.
3- أنت بحاجة ماسة لعلاج كلامي طويل الأمد ويجب أن يصاحب ذلك عملية تأهيل اجتماعي ومهني.
4- لا تتزوج وأنت بهذا الحال.
5- تذكر دوماً بان الاكتئاب مهما طال امده قد يختفي بين ليلة وضحاها فلا تيأس ابداً.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
الدواء لا يؤدى إلى تحسن الاكتئاب!!
تفكير نكدي وعلاج منقوص!
الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟ م