وساوس العقيدة وذكريات التحرش والشذوذ! م1
ما رأيكم في تفقد استشارات الموقع
السلام عليكم؛ أنا لي وسواس كثيرة ولا أريد أن أتحدث أنا أتعامل معها بمبدأ التجاهل والإعراض.
سؤالي لكم:
ما رأيكم في تصفح استشارات الموقع لديكم رغم أن لدي رأيا ضد ذلك عندما أشاهد شخصا لديه وسواس في مجال معين أصير أنا كذلك أفكر فيها.
12/11/2015
رد المستشار
المتصفح الكريم "سمير" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا لسؤالك هذا كثير التكرار عليّ أثناء عملي مع مرضاي المصابين بالوسواس القهري أو غيره من الاضطرابات النفسية (خاصة مرضى قلق الصحة Health Anxiety أو قلق المرض Illness Anxiety Disorder وذوي الأعراض الجسدية أو مرضى العرض الجسدي Somatic Symptom Disorder )، ومرات يأتي السؤال من المريض/ة وأكثر المرات يأتي من الأهل والمصاحبين.
ومن المفاهيم التي تؤسس لتلك المخاوف فكرتان على الأقل ليستا دقيقتان من الناحية العلمية هما
1- المريض النفسي قابل جدا للإيهام والإيحاء..... وتمتد هذه الفكرة عند البعض إلى كون الأمراض النفسية نفسها نوع من الأوهام!
2- البعد عن مصدر القلق والمخاوف أو الوساوس الجديدة مكسب منطقي للمرضى.
كلتا هاتين الفكرتين لا صحة فيها!.... فالأمراض النفسية ليست أوهاما ولا المرضى النفسيين أكثر قابلية للإيحاء بشكل عام من غيرهم من بني البشر، صحيح أننا كلنا في حالة التوجس والقلق يمكن أن يصبح إيهامنا بوجود مصدر تهديد أسهل..... لكن هذا لا يبرر سلوك التحاشي إلا إذا كنا عقدنا العزم على عدم العلاج!
يأخذنا هذا للفكرة الثانية والمتعلقة بالبعد عن مصادر زيادة القلق أو الوساوس، كخيار يلجأ له المرضى لتقليل معاناتهم وهذا يقلل المعاناة على المدى القصير لكنه يتسبب في إدامة المشكلة على المدى الطويل، وهو بوضوح يتعارض من أوليات وبدهيات العلاج المعرفي السلوكي لأن التحاشي يعني عدم التعرض والعلاج المعرفي السلوكي ينبني غالبا على التعرض لمصادر زيادة القلق أو استثارة الوساوس مع عدم الاستجابة لا بالهرب ولا بالأفعال القهرية.
ما أقوله بالحرف مثلا لمن يسأل "وهل هو ناقص وساوس ليقرأ عن وساوس الناس فتصيبه؟" بل إن من مصلحته خاصة أثناء العلاج المعرفي السلوكي أن يتعرض لأكبر قدر ممكن من الوساوس فيعمل عليها مع معالجه من أجل إتقان طريقة التعامل مع الأفكار المقتحمة أو المتطفلة أيا كانت.
أتمنى أن تكون رأيت الأمر بطريقة أخرى يا "سمير" وأكرر الشكر لفتحك هذا الموضوع، وأهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع>>>>>>>>>>>>: قراءة الاستشارات: تعرض علاجي وتحاشيها مرضي م