ما أسباب القسوة والظلم وكيف يتعايش الناس مع ظلمهم وقسوتهم؟!
أنا منذ صغري -حيث المشاكل الدائمة بين والدي ووالدتي والتي لم تنتهي إلى الآن فكل منهما منفصل عن الآخر وفي الظاهر متزوجين- أتساءل كثيرا لماذا يضربني أبي ولماذ تصرخ أمي في وجهي ولماذا يؤذيني أبي بالضرب الكثير وأنا ما زلت طفلا حتى نمت في عقلي فكرة أن العالم كله يتآمر علي وأن كل المخلوقات هذه تحدث تمثيلية من أجل تعذيبي.
أبي قاسي جدا ويضرب بشدة ولم يقبلني أبدا يوما بل ضرب ليل نهار وأمي عصبية وتصرخ دائما ولم تشعرني بالحنان ومع كل هذه الظروف ورؤية أحوال الناس حيث أكبر في السن شيئا فشيئا أجد الظلم في كل الناس بنفس أسلوب أبي وأمي ولكن بصورة مختلفة إلى أن أحببت فتاة منتقبة تدرس بجامعة الأزهر وظننت أنها متدينة وكلمتها ومن أول مرة أفهمتها أنني أريد الزواج منها ولكنها كانت تقول حتى تنتهي السنة الدراسية وقلت سأنتظرك وكانت تحنو علي كثيرا وتتكلم بكلام لم أسمعه فأنا إلى حد ما حضرت الدروس بالمساجد وأخاف الله ولا أنشغل بما ينشغل به العشاق من الأفلام والأغاني و.... و... و..، ثم فوجئت بأنها تتكلم مع آخر وآخر وفهمت أنها تسمع الأفلام الجنسية وسبب اهتمامها بي هو لتعويض حب ذهب وشهوة تريد تفريغها معي فهي إذا ما أرادت أي شاب تحبك شباكها عليه وتتكلم معه وتمثل عليه ثم تتركه.
وذكرت موضوع البنت هذه لأنها أثرت في كثيرا ولكن هذا ليس مهما فأنا أهتم بالتأصيل العلمي والنفسي للمسألة وأتساءل كيف يتعايش الناس مع الغش والخداع والظلم وأريد فهم حقيقة الأمر كيف يتعامل الناس مع هذا الوضع
وهل العيب في أنا والعيب في شخصيتي
وأنا حساس جدا مثلا أم عبيط أم ساذج؟؟؟
5/12/2015
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالتوفيق.
هناك موعظة تاريخية تشير إلى أن هناك سبعة عواطف أو مشاعر وهي الابتهاج أو الفرح، الغضب، الحب، القلق، الحزن، الخوف، والكراهية.
يحاول الإنسان أن لا يستسلم لهذه العواطف ويمضي في طريقه باحثاً عن الاستقرار والسعادة في الحياة. لكيلا يستسلم عليه بممارسة ما نسميه الصبر والتأني وهذه وظيفة عليه الالتزام بها طول العمر.
كتبت رسالتك بعد علاقة عاطفية استسلمت فيها لمشاعر لم تكن مقنعة من خلال قرأت السطور. بعد اكتشافك لزيف الآنسة استسلمت للحزن والغضب والخوف من المستقبل وكراهية المجتمع بأسره. ما حدث كان مجرد تجربة كشفت لك بأن المظاهر لا تكفي للحكم على الإنسان وكذلك لا يكفي أن تقول بأنك سمعت وفهمت أنها تشاهد الأفلام الجنسية... الخ فهذه المقولة غير مقنعة وما يسمعه الإنسان غير ما يشاهده. في نهاية الأمر عليك أن تتركها فأنت غير مقتنع بها أصلاً وربما تسرعت في إلقاء الحكم الحالي عليها في النهاية كما تسرعت في حكمك عليها في البداية استناداً إلى مظهرها.
الشق الأول من رسالتك يتعلق بالعنف المنزلي وأشباح الماضي لا تفارق الإنسان بسهولة ولا تختفي حين يرقد إلى النوم ويصحو في الصباح الباكر. لا شك أن أشد الأشباح مناعة للرحيل هو عنف الوالدين بالأطفال وله تأثيره على عواطف الإنسان وثقته بالآخرين والمجتمع بأسره. من جراء ذلك قد يميل الضحية إلى تعميم وجود العنف والغش والخداع في المجتمع وقد يمارس السلوك نفسه أو يعتزل الناس ويتصور بأنه إنساناً ضعيفاً لا يقوى على مواجهة تحديات الحياة.
لا يمارس الظلم والغش والخداع إلا الأقلية ولكننا رغم ذلك نقول علينا أن نصدق الآخرين ونعطيهم الثقة أولا وخلال ذلك نتحقق منهم وفي مقولتهم أيضاً.
نصيحتي لك أن تبتعد عن التعميم. لست ساذجاً ولا تعرف الخداع ولا تتغير. شبح الماضي سيرحل والحب موجود في كل مكان وستعثر عليه وسيعثر عليك هو أيضاً.
وفقك الله.