السلام عليكم ورحمة الله
أولا: أرجو أن يبقى هذا الأمر سرا وألا يظهر لأحد...
أنا حاليا طالب في الثانوية العامة بفرع (العلمي)، وأنا طالب والحمد لله مجتهد، وأبي وأمي ليسا منفصلين (للعلم)، وقد ربياني أحسن تربية، وأنا والحمد لله ملتزم دينيا وأخلاقيا، حتى أنني والحمد لله قبل أسبوعين حفظت سورة الأنفال كاملة.
ولكن منذ أربع سنين تقريبا لاحظت على نفسي مشكلة الشذوذ الجنسي وأنني أميل نحو الرجال، ولا أجد لي أي شهوة تجاه الجنس الآخر أبدا، ولم أستطع إلى الآن إخبار أي من والدي، وقد بحثت كثيرا على الإنترنت، ولم أجد حلا لي، ولكن الجميع كان ينصحني بالذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن والدي لا يعلم، فكيف أذهب!
وللعلم، فمنذ أن شبكنا الإنترنت في منزلنا وأنا أتصفح المواقع الإباحية للشواذ وأمارس العادة السرية، ولكنني سرعان ما أخشى الله وأغتسل وأعود لحياتي
والحمد لله لم أمارس أي علاقة نهائيا، ولكنني أشتهي الرجال بشدة، وأود أن أمارس والجميلون من حولي كثر، وأظن أنه لو حاول الشيطان أن يسلك طريقي لفعل؛ أي أنه لو طلب مني أحدهم أن يفعل معي الفاحشة لقبلت
وها أنا قد وجدت صفحتكم على الإنترنت، وتمنيت من الله أن تكونوا أنتم الحل لمشكلتي...
أرجوكم، فأنا أشعر بأني شخص غير عادي، مختلف عن المجتمع، وأنا حقيقة لا أدري ماذا أفعل...
أرجوكم ساعدوني بأي وسيلة... فأنتم أملي الوحيد...
ولكن، أين الرد سيكون؟ على الموقع أم على البريد الإلكتروني؟... أرجو أن تخبروني بذلك برسالة على البريد إذا سمحتم؟ :)
وأرجوكم لا تطلبوا مني أن تتصلوا بي هاتفيا، فأنا لا أستطيع التحدث معكم، فأنا طوال الوقت في المنزل للدراسة، وسيكشف أمري إن تحدثت
دمتم في رعاية الرحمن،
وسلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات
19/4/2016
رد المستشار
الابن الفاضل "ساري" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك.
من الشائع جدا في مثل سنك هذا -أو لنقل سنوات عمرك هذه- أن يمر الإنسان بشيء من التشوش في التوجه الجنسي. وأنت لم توضح لنا إطلاقا كيف اكتشفت أنك مثل؟ فأنت تقول: (لاحظت على نفسي مشكلة الشذوذ الجنسي وأنني أميل نحو الرجال، ولا أجد لي أي شهوة تجاه الجنس الآخر أبدا)...
كثيرا ما تفسر أو كثيرا ما أصبحت تفسر الاستثارة الجنسية الأولى أو المبكرة منذ سنوات بـأنها علامة على الشذوذ المثلي... واجعلني أخمن كما تعلمت من مرضى بالآلاف... ملتزمون يعتقدون أنهم مرضى بالشذوذ الجنسي والسبب أفكار مثل: مادامت تثيرني صور الجنس المماثل فأنا شاذ، أو بما أن كذا أثارني فأنا شاذ.... ملتزمون غالبا بلا خبرات سابقة (ولا حتى متخيلة مع إناث)... ولكن شيئا ما بينهم وبين زميل أو أكثر ويعني الشذوذ .... ومن الكارثي في هذا الموضوع تأثير الدعاية الواسعة لقبول الشذوذ وعدم محاولة علاجه لأنه "انحراف طبيعي"!... معظم المرضى يقعون في فخ الاختبار الغيري وبعضهم يعلق النتائج كلها على تجربة غيرية واحدة فاشلة.... وبسبب كل هذه الأهمية لنفي الشذوذ من خلال إثبات الغيرية كثيرا ما يكون الفشل الغيري هو النتيجة ليتأكد الشذوذ... وهذا ما تبني عليه قولك (لا أجد لي أي شهوة تجاه الجنس الآخر أبدا) كما أخمن وسأبين لك كيف.
ومن المهم أن يفهم المريض الذي يجري محاولة لإثبات غيريته أو حتى لتغيير ميوله المثلية المعتادة إلى ميول غيرية، مهم أن يفهم ما يمكن أن يكون متوقعا ضمن علاج معرفي سلوكي ذاتي أو بمساعدة مختص أثناء المهمات العلاجية السلوكية من ظهور مؤقت لسطوة أكبر للأحاسيس والمشاعر الجنسية المثلية، مقابل همود أو تثبيط مؤقت للأحاسيس والمشاعر الجنسية الغيرية...
مثلا حين يطلب الاستمناء أو الاسترجاز مع الاستعانة بمثير غيري كثيرا ما يشتكي المريض من ضعف أو غياب أو عدم وجود الإثارة، بينما يستطيع بهاجس مثلي واحد أن ينجز المهمة!، مهم جدا إهمال ذلك وعدم إعطائه أي معنى أكثر من: هذا بسبب وجود خبرات سابقة فقط (أو أقوى) في هذا الاتجاه، أو لأن بإمكان الوسواس أن يُلبس علي أحاسيسي! بما فيها مواضع إثارتي مستغلا تحول بؤرة انتباهي وتركيزي إلى مشاعري الداخلية خاصة الجنسية بينما أنا في غاية الخوف والقلق أو الرفض والغضب،...
اقرأ على مجانين:
اكتشفت أني شاذ : ليس بالضرورة
التعري والملامسات والفراغ العاطفي ! م
شذوذ أم فراغ عاطفي؟ بل فراغ معرفي!
نفسجنسي: خلل الميول الجنسية Sexual Disorientation
البيئة التي نشأت وتعيش فيها هي بيئة واضحة الالتزام ومعرفتي بطبائع الشخصية الأردنية الجادة الحازمة تجعلني أتخيلك لا تعامل البنات بشكل طبيعي أصلا وميلك المفرط للسرية كذلك يعقد الأمور ...
النقطة الأهم وألأجدر بالمناقشة ولعلي أفرد لها مقالا في القريب على مجانين تتعلق بالدور المأساوي الذي تقوم به مواقع الشذوذ الإباحية والتي لا تؤدي فقط إلى وقوعك في براثن أكثر تدميرا من مخاوفك المثلية من خلال تعريضك للممارسات المثلية وتزيينها لك بشتى السبل، ليس هذا فقط وإنما "توفق الرؤوس في الحرام" كما أصبحنا نسخر في مصر وهو فخ التجريب الذي يقع فيه البعض تحت تأثير اكتئابهم أو سرعة استجابتهم لنزواتهم... وشهادة للتاريخ أقول أن ليست نتائج ذلك دائما سيئة بالنسبة للمبتدئين في الوقوع في الفخ فكثيرون يحجمون بعد ذلك عن المحاولة.
إذن أول ما عليك هو التوقف عن المواقع الإباحية بشكل عام ...
الكف تماما عن الاستمناء أو ممارسة الاستمناء على مثيرات غيرية بشكل أسبوعي على الأقل.
عدم الإفراط في غض البصر... عامل نفسك كراشد صغير ما يزال يتعلم ويخطئ ويحسن ويذنب... فيتوب وخير الخطائين التواوبون كما قال سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أنصحك كذلك بمحاولة الاستعانة بخبرة مستشار مجانين من اليمن أ.د نبيل نعمان فله خبرة في ذلك... وتابعنا في كل الأحوال على مجانين... فأنت ببساطة تمتلئ معطيات تبشر بسهولة الخلاص.