وسواس الخوف من الموت

رد المستشار

يعتبر اضطراب الهلع أحد اضطرابات القلق الشائعة ويمكن علاجه بالعلاج الدوائي الذي يتوافر منه العديد من العقاقير، وكذلك بالعلاج السلوكي والمعرفي، وأساس العلاج السلوكي في هذه الحالة هو ما يسمى بالعلاج التعرضي أي محاولة مواجهة الفكرة بدلا من الفرار منها، ويتم ذلك بالتعرض لمواقف متدرجة مما يهابها المريض أو الاقتراب من الفكرة التي يخشاها تدريجيا من خلال مواقف متدرجة يتعرض إليها أو يعرض نفسه لها إما في الواقع أو عن طريق التخيل،

وهناك دعاء مأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرص دائما على أن يحفظه مريض الفزع أو الهلع ويردده كثيرا لأنه في ذاته علاج لهذا المرض وهو الدعاء الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم:"اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي"، فهذا الدعاء الجميل يعلمنا أن الموت ليس شرا كله بل قد يكون خيرا في بعض الأحيان، ويعلمنا أن نسلم الأمر في هذا الصدد لله عز وجل في اختيار الحياة أو الموت حسب ما يراه خيرا لنا، وهذا من الأساليب الرائعة للتعرض لأنه يعرضك للفكرة وأنت في حمى الثقة بالله والرضا باختياره لك.

وبالجملة فنحن ننصح المريضة بعدم اليأس والاستمرار في التداوي بالأدوية الموصوفة مع المداومة على العلاج المعرفي السلوكي التعرضي كما قدمنا، وألا نلجأ لعراف ولا من يدعي العلم بالغيب، ونحيلها في ذلك إلى مقالنا المنشور بالموقع عن علاقة الأعراض النفسية بالسحر والشيطان ويمكن قراءته كاملا، شفاكم الله وعافاكم.

المستشار: د. محمد عبد الحكيم سليم