أحب من طرف واحد .. ما هو العلاج؟
الجمال والثقة بالنفس
السلام عليكم على المستشارين الأفاضل :)
مشكلتي باختصار هي أني فاقدة الثقة بنفسي من ناحية "الشكل" :)، أنا مش جميلة ومش قبيحة يعني عادية متوسطة الجمال وسعات بحس أني آمورة شوية :)
نبذة عني
انا بشرتي قمحية تميل للسمار ووالدتي كانت أمورة جدا، فطبعا منذ الصغر كانت في مقارنة بيني وبينها من تعليقات الناس والأقارب، وأنا صغيرة كنت سمرة عن لما كبرت، فبرده ده كان مأثر عليّ، وأنا طفلة في المدرسة ماكانش بيتم اختياري في حفلات المدرسة لأني لم أكن جميلة وملفتة أو بنت شخص ذي شأن عظيم في البلد زي دكتور مشهور أو بنت عائلات الأغنياء وهكذا، أنا من عائلة ميسورة الحال لكن مش من الأغنياء.
تربيت على الاحترام والأدب والالتزام إلى حد ما، اتربيت على مقولة أن البنت المحترمة اللي بتحافظ على نفسها هي اللي بيقدرها المجتمع وهي اللي بتتجوز لأن محدش هيتجوز واحدة كان مرتبطا بها :D (كلام أدركت خطأه بعدين). المهم كبرت ودخلت ثانوي وكبر الإحساس معايا رغم محاولاتي لمقاومته والرضا بما قسمه الله لي. والدتي توفيت وما زالت المقارنات موجودة ((لما حد يقول مثلا أنت فيك شوية شبه من مامتك ممكن حد تاني يرد لالا دي فلانة كانت جميلة)).
ودخلت الكلية، وطبعا البنات الحوة بتتخطف وتتخطب الأول وبيجي لها أكتر من واحد وفي الأغلب بتتجوز صغيرة لمستوى ترضاه وإنسان شكله كويس (مش قاعدة طبعا بس الأغلب).
اتخرجت واشتغلت ونجحت في شغلي الحمد لله وواثقة جدا من "قدراتي وطاقاتي" لكن مش واثقة من شكلي!! بحاول أنمي وأطور من شخصيتي وتفكيري وأقرأ وأتعلم حاجات كتير وأهتم بنفسي ونظافتي، ومن بعد تخرجي حتى الآن بيتقدملي ناس ولله الحمد على "فترات متباعدة" منهم المناسب ومنهم الغير مناسب وما كانش بيحصل نصيب، ومعظمهم إن لم يكن كلهم طبعا جواز صالونات لأني مش هجذب حد كده من بره بره، ووصل سني 29 سنة ولا زلت آنسة :)
حبيت من طرف واحد وكانت أول مرة في حياتي أجرب هذا الإحساس، واحد معايا في الشغل وبرده ماحصلش نصيب، ودي تعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير لأني اترفضت من واحد عارف وحاسس إن كان في اهتمام وإعجاب من ناحيتي (لم أصرح طبعا له بذلك لكن الحاجات دي بتتفهم من اهتمام وهكذا) هو يعاملني بلطف واحترام وأنا كذلك لكن لم يبادلني نفس الشعور، وبقول لنفسي يمكن لو كنت جميلة أكثر كان حبني + أني شخصية مرحة وطيبة ومحبوبة في شغلي!! الله أعلم!!!
قاومت إحساسي بالحب والضعف وقويت نفسي وعملت حدود أكتر معاه ومش بكلمة إلا في نطاق الشغل بطريقة لطيفة ومحترمة وخلاص علشان أخرج نفسي من الموضوع بهدوء وبحاول جاهدة جدا أني أتخطى هذه التجربة المؤلمة التي تعتبر من أقوى التجارب المؤثرة في حياتي حتى الآن.
ده نموذج من مواقف تعرضت لها للتوضيح أكثر:
1) ماشية مع اتنين أصحابي وأنا في "ثانوي" وفي أطفال صغيرين من اللي بيشحتوا فضلوا ماشيين ورانا شوية وقالوا "أوحش واحده فيهم اللي لابسة كذا" اللي هو أنا يعني، والتانيين فعلا كانوا أبيض وأجمل بس الكلمة ضايقتني.
2) موقف آخر وأنا في الشغل لقيت راجل كبير أوي في السن وبيهزر معايا ويقول لي "أنت فيك شبه من شيكابالا" :D طبعا أنا من كسفتي اتصدمت وابتسمت وفي اليوم ده أنا كنت مرهقة فعلا من الشغل ومن التراب والحر، كلمة أثرت فيّ جدا
3) مرة سمعت أخي يتكلم مع أحد أقاربي أنه يقنعني بعريس وقال نصاً "البنات مش لاقيه جواز وهي كمان مش حلوة أوي"، هو بيقول كده من خوفه علي وماكانش عارف أني بسمعه بس كلمة أثرت فيّ
4) مواقف كتير بقى من مراحل الطفولة حتى الكبر، ده غير لما يجيء لي عريس وأحس أني مش مرتاحة مثلا، الاقي ساعات كلام من نوع "يعني انتى مش جميلة أوي ولا شعرك فظيع عادي يعني وافقي وخلاص"، ورديت في مرة "ما هو علشان أنا عادية لازم آخذ حد مش عادي علشان نحسن النسل :)"، ودي مش طريقة تفكيري بس مجرد رد على قلة الذوق!
- كل المواقف دي وغيرها مع تأخر جوازي أثرت عليّ، بقيت بتخنق كتير وأقعد أعيط شوية مع نفسي وحاسة أني مش هتجوز إلا مطلق أو كبير في السن مع الاحترام ليهم وعدم الانتقاص من قدرهم لكن أنا فعلا حاسة إن في ناس حاطاني في دائرة الناس دي .. اللي هو أنت (كبرت+ مش حلوة)!
- أنا مش شايفة نفسي وحشة أوي أوي بس برده مش شايفة نفسي حلوة، ساعات أشوف نفسي كويسة "شغالة يعني" وساعات ىشوف نفسي مش حلوة، يمكن هي مشكلة تافهة بالنسبة للبعض، بس دي مشكلة جواي مسببة لي ضغوط نفسية وبتفقدني الثقة بنفسي ساعات في شغلي وتعاملاتي مع الناس وردود أفعالي في بعض المواقف،
سؤالي لحضراتكم:
1- أنا شايفة إن بقى أول حاجة وأهم حاجة حاليا في التقييم المبدئي للمجتمع والناس هو الشكل ثم الشكل يعني مهما رُحت وجيت واشتغلت واتطورت وقرأت ودرست و.. و... و ، برده هتقيم من خلال شكلي على الأقل في الأول، أما عن الجواز فحدث ولا حرج عن هذا التقييم سواء من خلال الرؤية الشرعية أو حتى من بره بره، نقول مثلا الشكل مهم بنسبة 70% وتأتي بجانبه حاجات ثانية زي الأخلاق والنسب والدين...إلخ بنسبة 30 %، باختصار بقيت لا أتفاجأ لما أسمع وأشوف عن شخص متدين يخطب واحده عادية جدا وساعات بشعرها ويقول "أنا هابقى أغيرها بعد الجواز" ولو ماتغيرتش يفضل هي اللي بيحبها - هل ده فعلا صح ولا طريقي تفكيري غلط؟
2- ممكن كمان تساعدوني بترشيح خطوات عملية، كتب أو دورات عن تعزيز الثقة بالنفس وتقبل الشكل الخارجي؟
جزاكم الله خيرا
27/5/2016
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عزيزتي "ميمي" نعيش فعلا وقت إعلاء قيمة الصورة وجمال الجسد أو طغيان المادة. لن أنصحك بأي دورات لتطوير نفسك ولكن سأرشدك لتغيير نمط تفكيرك حول مشكلتيك تقييمك السالب لنفسك وتركيزك على عدم زواجك.
تقييمك السالب لنفسك هي مشكلتك الأولى. رغم بعض الثقة في شكلك حين تصفين نفسك بأنك أمورة وهذا جيد تحتاجين لطرف خارجي يؤكد لك هذه الثقة، وحين يوجد هذا الطرف لن يقنعك مهما حاول فقناعتك يجب أن تنبع من داخلك وهذه القناعة والثقة ستنعكس على الآخرين، جزء من تقييم الآخرين لنا يعتمد على تقييمنا لأنفسنا. سيختلف الناس بالتأكيد في تقدير قيمة جمالك اعتمادا على المبدأ الأساسي أن الجمال متنوع وأنه في عين الناظر وليس في الواقع الخارجي، وعلى مبدأ اختلاف الأذواق ولولا اختلاف الأذواق لفسدت الأسواق بما فيها سوق الجمال، فلا تقييم للشكل والجمال محايد، سيأتي يوم يراك فيه شخص مناسب أمورة كما ترين نفسك.
الثقة بالنفس من ركائز الجمال الأساسية والخفية ولذا تحتاجين لتفعيلها لديك، أنت مدركة لنقاط القوة في شخصيتك ولكنك تركزين على الخبرات السالبة في حياتك فيما يتعلق بشكلك مما يزيد من تأثيرها عليك. ترين أن أهمية الجمال سبعين بالمائة وأنا أرى أن الثقة بالنفس ملفتة للانتباه أكثر من ذلك وبعدما تفرض الشخصية ذاتها يبدأ الآخرون في البحث عن الجمال. ونقطة أخرى في الموضوع أن الجمال الآن لم يعد طبيعيا بل أصبح صناعة وتجارة يمكنك طلب المساعدة لتزيدي من إبراز جمالك بتعلم الطرق الجديدة بالإضافة للاهتمام بهندامك.
المشكلة الثانية هي ربطك سعادتك بزواجك الذي يعتمد على جمالك ولو كان الزواج يعتمد على الجمال لانقرضت السمات غير المرغوبة. الحقيقة أن السعادة تقوم على مبادئ تختلف عن مبادئ الجمال وليست مقصورة على الزواج، السعادة من الرزق والزواج جزء منه أيضا. افصلي بين سعادتك بحياتك وبين شكلك وزواجك ورتبي أهدافك في الحياة واسعي في طلبها، هل سيكون الجمال هدفك أم السعادة، وابحثي في سبل تحقيق السعادة.
قفي في شارع لمدة ساعة وراقبي الناس لن تجدي تشابها بينهم لكنهم يسعون، من رزقك هذا المقدار من الجمال هو وحده القادر على أن يرزقك القبول والحب والزواج والسعادة وغيرها ليس بالأسباب ولكن بمشئيته وحده سبحانه التي لا تعتمد على الأسباب، فتقربي لصاحب المشيئة والأمر بالدعاء والصدقات والاستغفار، وحتى تتحقق أهدافك استمتعي بكل يوم في حياتك.
واقرئي أيضًا:
الجمال.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم مشاركة
رفضوني بسبب الجمال: أريد حلاً! مشاركة1
أحب.. ولا أملك الجمال
الجمال والقبح
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟ مشاركة
أرى نفسي لست جميلة، الشعور بالنقص : الدونية
عبير: أريد أن أكون جميلة
كيف تصبحين جميلة؟ مشاركة2
ويتبع >>>>>>>>: أحب من طرف واحد .. ما هو العلاج؟ م