وسواس أم اضطراب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أولا أحب أن أشكركم على موقعكم الرائع والذي يقدم الحلول للناس الذين لا يستطيعون أن يبوحوا بمشاكلهم وجها لوجه أنا ذكر 20 عاما......
مشكلتي وبكل بساطة أني شاهدت فيلما يحكي عن التحول الجنسي كنت في وقت فراغي وقد فرغت من المذاكرة وشاهدت فيلما لم أكن أعلم عن ماذا يدور وعرفت من أحداث الفيلم، خلال مشاهدتي للفيلم أصبت بنوبة هلع شديدة سببها أن بطل الفيلم يقول أنه كان منذ الصغر يحب زميلا له وكان يقبله وهنا فجأة تذكرت طفولتي واللعب الجنسي مع أحد الأصدقاء المقربين وأصبت بنوبة هلع شديدة وكمية من الخوف لم أختبرها من قبل....
لقد ربطت ذلك الخوف بالوسواس القهري لأن عائلتي من ناحية الأب لها تاريخ طويل مع الوسواس القهري.
أسئلة تدور في رأسي هل يمكن أن أكون حالة من تلك الحالات هل يمكن أن يصاب الفرد البالغ بتلك الميول خاصة وأن بطل الفيلم كانت شهوته طبيبعة على النساء هل يمكن أن تكون ميولي أنثوية وتفكير مستمر لا ينقطع تذكرت حياتي كلها لحظة بلحظة وعلاقاتي بكل أصدقائي هل أحببت أحدا من أصدقائي يوما ما خصوصا أني كنت ضعيف الشخصية بسبب البدانة وكنت تابعا لبعض الأصدقاء وأنحاز ورائهم في كل شيء.
ولكني الحمد لله لم أجد بل وجدت أني منذ الصف الأول الابتدائي وأنا منجذب إلى الفتيات أحببت مئات الفتيات وكنت شجاعا وأريد أن أنال إعجاب الفتيات ... أما المرحلة الإعدادية ومرحلة البلوغ الحمد لله ميولي وشهواتي كلها نحو النساء وكنت مثل أي ولد في مرحلة البلوغ يريد أن ينمو له لحية ويخشن في صوته ليبدو قويا أمام الناس أما مرحلة الثانوية فكان جسدي قد نما بشكل رجولي للغاية وبدأت أكون مثل لاعبي كمال الأجسام وكان حلمي منذ الطفولة أساسا أن أكون بطلا من أبطال كمال الأجسام.
منذ الطفولة أحب أن ألعب مع أصدقائي الأولاد ولم أنجذب ولو للحظة لأفعال البنات بل أجدها تافهة جدا لم أحب لباس الفتيات أبدا.. وكنت أحب الملابس التي تظهرني ذا بنية رياضية ضخمة مختلفا مع أخواتي البنات في كل شيء ولم نتفق في أي ميول على الإطلاق.
أمارس العادة السرية منذ مرحلة البلوغ تقريبا 7 سنوات... خيالاتي وأحلامي كلها طبيعية الحمد لله مثل الأولاد وأستحلم كثيرا على النساء طبيعي مثل أي شاب وأشياء كثيرة تبرز رجولتي ولكن لن أذكرها لعدم الإطالة... إذا أنا ولد طبيعي جدا بل لا تربطني أدنى صلة بالأنوثة أنا نسخة طبق الأصل من والدي في الشبه والسلوك...
في آخر سنة لي في الثانوية أصبحت هادئا ومؤدبا جدا ومنطويا للغاية وقليل الأصدقاء حتى عامي الثاني في الجامعة وأنا منطوي... المشكلة لماذا تهاجمني تلك الأفكار بأني سوف أتحول جنسيا لماذا أشك بنفسي هكذا لماذا كل هذا القلق...
ثم بدأت أن أقارن بين نفسي وبين شخصية الفيلم لقد كان يشعر بالمناطق الأنثوية بدأت أركز في المناطق الأنثوية هل أشعر بها مثله تركيز مستمر في تلك المناطق لكي أثبت لنفسي أني لا أشعر بها مثله وكيف لا أشعر بها وأنا أركز عليها فأصبح يأتيني ذلك الشعور في تلك المناطق بصورة قهرية عندما أرى مفاتن النساء وتكون مسبوقة بشهوة...
ثاني شيء يؤلمني هو الأفكار والكلام الذي يأتي إلى عقلي بصورة قهرية لا أريد أن أقولها عندما أرى فتى وسيما فأشعر بضيق شديد في صدري..... شيء آخر وهو في بداية الأمر كنت أراجع الكلام الذي قلته في رأسي مرة أخرى لكي أتأكد أن هويتي سليمة وأفرق بين علامات التأنيث والتذكير في الكلام ثم قرأت في أحد المواقع أن مرضي اضطراب الهوية يكررون الكلام ولكن بصفة التأنيث في الفرد الذكر والعكس في الأنثى مما زادني خوفا ورعبا......
يا الله كيف انتهى بي المطاف إلى هذا الحال كيف بعد تلك الحياة الحافلة بكل تلك الرجولة أن أكون هكذا بدأت أقارن بين شكلي هل أنا أشبه أمي أم أشبه أبي أكثر كنت أريد أن أشبه أبي في كل شيء لا أريد أن أنتمي لعالم الأنوثة في شيء حتى لا أريد أن أشبه أمي في شيء....
أريد من يقول لي أنك لا يمكن أن تصاب باضطراب الهوية الجنسية أريد دليلا قاطعا لا يقبل الشك أني ولد 100% أريد من يقول لي أنه لابد أن تتكون هذه الميول الشاذة منذ الطفولة أو البلوغ وأنك بعيد كل البعد عنها أريد أن أفتح رأسي ويكون مطبوعا فيها أنك ذكر حتى أتأكد من أنا وأن هويتك غير قابلة للتغير أبدا....
أنا خائف أن أكون تصرفت بشكل أنثوي أو أعجبت بشخص ما وأنا لا أذكر أو لا أدري وهل إعجابي الطبيعي ببعض الأشخاص وحبي لبعض أصدقائي هو حبا طبيعيا عند كل الرجال لأصدقائهم المقربين... الشك الشك الشك يقتلني والقلق يؤرقني أصبحت أشك في قدراتي العقلية وانهارت ثقتي بنفسي...
استشرت طبيبا في أحد المواقع وقال لي أنه شق وسواسي لم أفهم ماذا يعني هذا وأنا أتناول عقار بروزاك 20 مرة واحدة في الصباح وتحسنت حالتي كثيرا بعد استخدام البروزاك ولكن مع وجود قلق وشك مع الأفعال والأفكار القهرية التي أخبرتكم بها... لكن أحتاج من يوجهني ويرشدني.
أنا مذهول مما أنا فيه من خوف وقلق وشك خاصة أن شهوتي الجنسية قلت بشكل كبير جدا وأصبحت لا أنجذب للفتيات من أول نظرة مثل السابق وكل ما أشعر به هو الخوف والأفكار القهرية عندما أرى شابا وسيما بحثت كثيرا عن شيء يدعى وسواس التحول الجنسي لم أجد مما زادني إحباطا وخوفا.
في بعض الأوقات لا أصدق أني واقع في تلك المشكلة أنا بعيد كل البعد عنها ماذا يحدث أتمنى أن من يجيبني يكون متخصصا في تلك الأمور وعلى دراية تامة بها والله أنا ساعات أضحك على نفسي كيف كنت أتمنى أن تنخفض شهوتي وأن أقلل من العادة السرية لكي لا أغضب الله يحدث لي هذا بعد أن كنت أقف وأتباهى بجسدي يحدث لي هذا.
ملحوظة: ما زالت شهوتي تعمل حتى الآن ولكنها تعمل بصعوبة أظن أن مشكلتي هي إمكانية أن يصاب الشخص بهذا المرض في مرحلة البلوغ لا أريد أن أسمع هذا لا أريد أن يكون هذا ممكنا لا أريد أن أحتار، أريد أن أكون في منطقة الأمان أعرف أن ما أقوله يحتوي على كثير من السخف ولكني موسوس قديم وأصابتني وساوس من قبل مثل وسواس أني سوف أصاب بمرض الإيدز من ممارسة العادة السرية.
آسف جدا جدا على الإطالة ولكن أنا في عذاب من 6 أشهر ولا أعلم متى سينتهي ذلك
شكرا لكم على مجهودكم الرائع....... تحياتي
16/6/2016
رد المستشار
الابن العزيز "عمر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، مبدئيا لا توجد في إفادتك أي إشارة إلى التحول الجنسي... ولا للتوجه المثلي.... لا صغيرا ولا كبيرا... وهذا الأمر محسوم... ليس التحول الجنسي في العقلاء مرضا ولا قرارا يدهم الإنسان فجأة... إلا في حالات ذهانية لا علاقة لك بها....
هناك في كل سطور إفادتك دلائل واضحة على اضطراب الوسواس القهري تاريخا أسريا وأعراضا واضحة كالشمس وتشخيصات أطباء واعتراف من حضرة جنابك..... كل ما هنالك أنك لا تدري هل فكرة التحول الجنسي أو أنك قد تتحول جنسيا هي اضطراب تحول جنسي أم وسواس قهري؟
ولما بحثت على الإنترنت ولم تجد وسواس التحول الجنسي... اعتبرت نفسك في مشكلة؟ يا أخي قبل سنة 2008 لم يكن هناك شيء على الإنترنت اسمه وسواس قهري الشذوذ الجنسي Homosexuality OCD حتى نشر أول بحث عن الحالة التي كانت موجودة في عيادات الأطباء والمعالجين ربما بكثافة أقل قبل عصر الإنترنت، ومعنى وسواس قهري الشذوذ الجنسي هو حالة اضطراب وسواس قهري محور أعراضه هو الخوف من الشذوذ الجنسي مثلما تتمحور حالة المريض بالخوف من الإصابة بالإيدز حول كل ما يتعلق بطرق التعرض والعدوى الممكنة وغير ذلك؛
وإنما عرف هذا الشكل المتميز بالخوف من المثلية أو الشذوذ الجنسي بسبب كثرة الحالات بصفة خاصة في الآونة الأخيرة وكذلك لكونه يمكن جدا أن يلتبس على الطبيب النفسي المتعجل إذا اشتكى له المريض مباشرة من أنه حزين لأنه مثلي أو أنه يثار بإشارات مثلية، لهذه الأسباب اشتهرت تسمية وسواسي قهري المثلية.... وربما لو بحثت على النت بعد سنة أو سنتين تجد اضطرابا يسميه أحدهم وسواس قهري التحول الجنسي! Transexualism OCD وهذا أيضًا يعني أن مريض وسواس معروف أو غير معروف من قبل يتمحور اضطرابه الوسواسي حول فكرة الخوف من التحول الجنسي!
تحسنت شيئا ما على البروزاك وتعرف أنك تحتاج من يرشدك ويوجهك إلى طريقة الخلاص من الأفعال القهرية والأمر يحتاج إلى جلسات مع معالج نفسي سلوكي متمرس.... فحالتك تحتاج إلى برنامج علاجي يشبه برنامج علاج الخائف أن يكون شاذا مع بعض التحوير ربما فمبدئيا:
1- احرص على أن تعيش الحياة بكل صورها التي تحب وتجد تفسك فيها دون أي نوع من التحاشي للمواقف أو الأفكار التي قد تذكرك بفكرة أو مفهوم التحول الجنسي.... عادي يا "عمر" يا ولدي مثلها مثل أي فكرة وسواسية وعائلتك كما أشرت (من ناحية الأب لها تاريخ طويل مع الوسواس القهري).... عليك إذن أن تمتلك خبرة قوية في كيفية تتفيه الفكرة الوسواسية.
2- توقف عن تأمل المواقف بالتدقيق أو التمادي في التدقيق والتحليل لردود أفعالكَ تجاه الآخرين الجذّابينِ أو غير الجذابين سواء فعلت ذلك من منظور الذكر أو الأنثى.
3- لا تسترسل في استرجاع المواقف السابقة والغامضة نوعا لتراجع ما إذا كنت تصرفت بشكل مشكوك فيه أي تصرفت وشعرت كما يشعر الذكور أو الإناث.
4- لا تسترسل في تَخيّل نفسك في المواقف الجنسيةِ الفاشلة أو المحرجة مع الجنس الآخر (واقعيا أو سيبريا على الإنترنت) أو المواقف الجنسيةِ الشاذة مع نفس جنسك للاستكشاف والتَدقيق والتفتيش في ذاتك كيف تَشْعرُ وتحس بهم...إلخ.
5- لا تجعل تركيزك وتفاعلك مع الآخرين أثناء المهمات العلاجية التي ستشمل الحياة طبيعيا كما بينا في "-1" موجها فقط لأجل استكشاف رد فعلكَ الجنسي والتَدقيق فيه هل كان رد فعل ذكوري أم لا؟
6- حاذر الوقوع في فخ التحيز الانتباهي لنوعين من الإشارات متعلقتين برد فعل الآخر أو الآخرين:
- الفخ الأول هو «رؤية الآخر لما يشير إلى أو يثبت شذوذي أو اضطراب هويتي»
- الفخ الثاني هو «رؤية الآخر ما يشير إلى أو يثبت فشلي كذكر».
نصيحتنا إذن هي البحث عن من يساعدك على إنجاز العلاج المعرفي السلوكي وتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>::علاج الشذوذ الجنسي ممكن إن أردت ! م