حب من طرف واحد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولاً شكراً على هذا الموقع. مشكلتي هي حبي الذي من طرف واحد بدأ عندما كنت في السنة الأولى متوسط, بداية الأمر كنت أكرهه كرهاً جماً بعدها أصبحت أحبه, وعندها كنت لا أفقه في الحب شيئاً, لذلك تصرفاتي كانت تصرفات غبية وخرقاء, جعلته يكرهني عندما علم بحبي له, كان يبتسم لي كل يوم لكني كنت خجولة وأصده. بعدها نقل من مدرستي لمدرسة أخرى وأصبح يأتي أحيانا للقاء أصدقائه في مدرستي, لذا كان عندما يراني يبتسم لي, واحياناً عندما أراه أهرب, لا أعلم لم، لكن هذا سبب من سبب كرهه لي لا أعلم لكنه يتجنبني؛
المهم أني استمررت بحبه لـ 3 سنوات وكان في السنوات, يأتي لمدرستي, يبستم لي, وفي آخر سنة لي بالمتوسط تحدث معي وقال مرحباً، عندها أصبحت سعيدة جداً, وبكيت وعلمت تقريباً كل مدرستي بأمر حبي له. فقررت أن أذهب لثانويته, وعندما ذهبت وجدته نقل, هذا حظي ذهبت لها, لكن عندها استسلمت من حبي له بسبب أشياء جرحتني، وقررت نسيانه, ونسيته لمدة 5 أشهر أو 4 أشهر, ولم ألتقيه أبدا في تلك المدة, وعندما رأيته, قلبي لم ينبض مثل الأيام السابقة.
عندما كنت أحبه وفي الصيف لم أجد شيء أفعله, فكنت أرى صوره في الفيس بوك, وأبتسم وحدي, وبعدها رأيته, فنبض قلبي بطريقة مؤلمة حقاً عندها كنت امشي مع أمي وأختي, أصبحت يدايَ ترتعشان, وقدماي لا أستطيع المشي بهما, فوقعت, وقلبي كان ينبض حقاً, أدركت أني بدأت أحبه من جديد. هو لا يتكلم معي حتى عندما يراني وأحس أنه أصبح بعيد المنال مني, لأن العديد من الفتيات يحيطون به, وهنَّ أجمل مني, وأروع مني, ومتحررين لسن مثلي.
الآن أنا أحبه عن بعد, فعلت لأجله العديد من الأشياء وهو لا يعرفها. هذا حبي الأول حب من طرف واحد, ولا أستطيع نسيانه -أصلاً لا أريد نسيانه-. أتمنى معجزة ويتكلم معي, لا اريد شيئاً آخر فقط يتكلم معي, او يبتسم لي عندما يراني مثل السابق. دائما قلبي يؤلمني عندما أرى صوره في الفيس بوك, مع فتيات أخريات, وكلام معسول, وتلك الأشياء أتمنى أن يلاحظني على الأقل, لأني حقاً أحبه أكثر من نفسي, كل يوم احلم به, ست سنوات حب من طرف واحد, كرهت هذا الوضع, كما إني لا استطيع حب شخص آخر لقد حاولت ألف مرة, لم أستطع أبدا كأنه سرق قلبي.
أريد حلاً لمشكلتي, لأني حقاً تعبت منه ومني.
ولكم الشكر
22/7/2016
رد المستشار
أولاً: أشكرك على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، ولجوئك إلينا لنشاركك مشكلتك ونساعدك بإذن الله في إيجاد حلول لها، لماذا يقع الشخص في علاقة حب من طرف واحد؟
إذا كنتِ أنتِ من يحب فاقرئي هذه التفسيرات وفكري هل أي منها ينطبق عليكِ، أو لأقل لكِ لا تفكري، ولكن انظري أيًا منها سيمسّ قلبك مباشرة ويجعلك تهمسين أو تهتفين بداخلك "آه ده أنا".
1- يطلق علماء النفس والعاملون في المجال النفسي على هذه المشاعر من طرف واحد "تعلقًا عاطفيًا" أو "افتتانًا". وهذا الافتتان تصنعه احتياجاتنا، حيث تكون لدينا احتياجات غير مشبعة، ونجد أو نتصور أن الشخص الذي نوجه نحوه هذه المشاعر يمكن أن يلبي هذه الاحتياجات لدينا، فنتعلق به, مثلاً تجدين أن هذا الشخص يعتمد عليكِ في كثير من الأمور ويستشيرك، ما يشبع لديكِ الاحتياج إلى الشعور بالأهمية والقيمة، أو يكون هو الموضوع الذي توجهين نحوه عاطفتك ورغبتك في الاعتناء بشخص آخر, وربما يكون شخصًا عطوفًا وأنتِ لديك احتياج إلى الحنان.... إلخ.
2- قد يكون سبب هذا التعلق أنكِ تجدين في هذا الشخص صفات لأناس أحببتِهم في فترة مبكرة من حياتك، فيتحرك بداخلك شيء يدفعك إلى الافتتان والتعلق به, ولكن احذري لأن هذا التشابه -رغم أنه قد يكون حقيقيًا- لكنه أيضًا قد يكون ظاهريًا فقط, مثلاً ربما تكونين قد وجدتِ تشابهًا بينه وبين أبيكِ الذي تحبينه وتعتزين بشخصيته أو أحد أقاربك أو مدرس... إلخ.
3- أحيانًا يرجع سبب التعلق بشخص ما إلى أنه يملك صفة تعلِّين من قيمتها، كالتدين أو الحنان أو الطموح أو الثراء المادي.... إلخ.
4- قد تكون مشاعرك حبًا للحب، أي لحالة الحب والمشاعر المصاحبة لها من ترقب وشوق واهتمام وغيرة.
5- ربما تشعرين أن هذه الحالة تجعل لحياتك معنى، فأحيانًا نستعزب عذاب الحب من طرف واحد ولا نرغب في الخروج من هذه الحالة، لأنها تشعرنا بذواتنا وبأن لنا قضية نحيا من أجلها ونتعذب في سبيلها.
سؤال آخر ربما يساعدك أكثر على فهم مشاعرك: ما هي سمات الحب الحقيقي، وكيف نفرق بين الافتتان أو التعلق العاطفي والحب الحقيقي؟
1- في الحب الحقيقي يكون لدى كل طرف ما يحتاجه من الآخر وما يقدمه إليه, الحب الحقيقي أخذ وعطاء، يقول الأستاذ عبد الوهاب مطاوع -رحمه الله- في كتابه "افتح قلبك": "الحب كائن حي يحتاج كالأزهار النادرة إلى رعاية مستمرة وخدمة متواصلة لكيلا تذبل أوراقه"، فكيف يحدث هذا لو كان الحب من طرف واحد؟
2- الحب الحقيقي يمنحكِ الأمان أن تكوني أنتِ بقوتك وضعفك، يوفر لكِ الشعور بالرضا عن نفسك وبأن لكِ قيمة في حياة شخص آخر، الحب الحقيقي يوفر لكِ الاحتواء. أما الحب من طرف واحد أو الناتج عن تخيلاتنا أو أحلام اليقظة فإنه ينبع من الاستكشاف والترقب والقلق.
3- من أجل ذلك فإن الحب الحقيقي لا يكون إلا بعد حدوث المعرفة الجيدة بين الطرفين والمصارحة بينهما في كل الأمور، حتى يتسنى لكل طرف أن يتأكد أن الطرف الآخر يحتويه ويقبله ويُشعره بالأمان، ومن أن كلاً منهما قادر على تلبية احتياجات الطرف الآخر.
4- كما أنه يجب أن ينجح في اختبارات الحياة ويصمد أمام المشاكل المختلفة.
5- الحب الناجح هو الذي يتفق فيه العقل والقلب أو على الأقل هو الذي يوافق عليه العقل ولا ينكره.
هل تحبين من طرف واحد؟
إن المحب من طرف واحد يدفع ثمن هذه العلاقة من صحته النفسية، من سعادته، من ثقته بنفسه، من عمره، ومن تضييع فرص لعلاقات يمكن أن تكون حبًا حقيقيًا, وإذا كنتِ مرتبطة بعلاقة خطوبة بمن تحبينه ولا يحبك فعليكِ ألا تتنازلي عن حقوقك أو احتياجاتك من أجل إرضائه أو نيل حبه، فلن يحبك بهذه الطريقة، ومن يحبك يجب أن يحبكِ كما أنتِ وأن يكون على استعداد للعطاء وهو راضٍ وسعيد بذلك, وأرى ألا ترتبطي بمن لا يبادلكِ الحب، لأنكِ ستعانين طوال الوقت من البرود العاطفي والإحساس بالرفض.