ألم نفسي بسب قصر قامتي
أنا شاب مقبل على العشرين بعد أربعة شهور من الآن. طولي 160 سم، مللت من كل شيء بسبب قصر قامتي، وأنا لست أبالغ في ذلك، أو أعاني من ضعف شخصية وثقة بالنفس، لكن أنا أعامل كطفل بسبب طولي. طبيعي عندما أجلس بجانب أي طفل الجميع يرى طفلين جالسين، طبيعي وعندما يكون ابن خالي الصغير 14 عام وأطول مني، كذلك فى الشارع لا أحد يدرك أني كبير، وأعامل كأني طفل، حتى نظرة الفتيات فى الكلية لي رغم أنه لديَّ عدَّة صديقات. صحيح علاقتا ممتازة لكن لسيت نظرة شباب إلى بعض، لكن نظرة فتاة لأخيها الصغير، رغم أني ربما أقوى شخصيَّة، وأكثر ضحكاً في المجموعة، لكن أستطيع فهم تلك النظرات لأنها تكون عفوية، وطبيعية وغير مقصودة، حتى وإن لم يربطنا إلا الصداقة.
حتى في الشارع لا أذكر أني أطول من أي فتاة في سني، كيف لا ينظرون لي كأني أخوهم الصغير، وأقل فتاة أطول مني على الأقل 5 سم، مللت من كلمة قصير، قصير، وصغير. أنا لا أعرف حتى كيف سيكون الموقف عندما أرتبط أو أحاول الارتباط مستقبلاً. وأنا لا أرضى أن تكون زوجتي أطول مني. المشكلة إنَّ طولي ليس بالمتوسط، ولا يكمن إهمال الوضع، لأن مع كل تعامل مع الناس أرى ذلك، ويتجدد ذلك الشعور، كما علمياً -الذكر يتوقف عن النمو بعد العشرين- يعني أنَّ الأمر انتهى، وأنا لا أستطيع تقبل الوضع ولا أستطيع تغيره فأكتئب.
وتستمر حلقة اليأس حتى ممن أحب، أحس بتلك النظرة عندما أراها، وحتى بسبب الطول لا أستطيع الدفاع عن نفسي جسدياً، وحتى اختياري للارتباط سيكون مشروط بسبب الطول، لأنها لن تقبل بقزم، وأنا كذلك لا أقبل أن تكون أطول مني فيصبح اختيار الطول أولاً حتى قبل الحب والشخصية كأنه شرط.، وكذلك تستمر حتى أنجب أطفال قصار يعانون ما أعانيه،
أحياناً كنت أتمنى لو يلدني أبي رحمة الله عليه، حتى لا أرى تلك المعاناة.
أرجوكم أريد التخلص من كل هذا.
4/8/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
الحقيقة هي أن طول قامتك دون معدل طول القامة في العالم العربي والشرقي، ولن يتغير هذا، ولكن هذا لا يعني بأنك إنسان غير صحي..! هناك أكثر من دراسة علمية تشير إلى إن طول القامة يتناسب عكسياً مع طول العمر.
يواجه الإنسان القصير القامة بعض التعليقات السخيفة حول قصر قامته، ولكن ما هو المعروف بأن هذه التعليقات لا تصدر إلا من الإنسان الذي يعاني من مشكلة حول طول قامته، وارتباك شخصيته، بعبارة أخرى ليس المشكلة فيك وإنما في من يعلق عليك.
متى ما علق أحد على طول قامتك فعليك أن تصارحه بهدوء بأنك لا تحب سماع هذه التعليقات، وعند ذاك سيتوقف من هو حسن الخلق ولا يستمر في التعليق سوى سيء الخُلق.
طول قامة الإنسان تخضع لعوامل وراثية وبيئية، ولا تستطيع السيطرة عليها، فبدلاً من أن تصارع هذه الحقيقة عليك أن تقبل بها وتدرك أنها جزء من هوية شخصية تعتز بها، وتمضي في حياتك. لن يمنعك قصر قامتك من العثور عن الحب الآن وفي المستقبل، وقصر القامة قد يثير انتباه الناس في البداية، ولكن بعد ذلك ما ينتبهون إليه هو ثقة الإنسان بنفسه، وشخصيته، وسلوكه. وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
قِصَر القامة: عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction
اضطرابات صورة الجسد Body Image Disorders
التعليق: أنا طالبة جامعية, قاربت على التخرج, أعاني من نفس الأمر, فلا زال ينظر لي على أني أقصى شيء في السنة الأولى وأحياناً أسأل من أشخاص عشوائيين في أي صف أنتِ؟
وهو ما جعلني أشعر بأن لا أحد يعاملني بجدية, ودائما ما ينظر لي باستخفاف (ليس بالضرورة مقصود لكنه مزعج) حتى من قبل أصدقائي
وهذا ما جعلني أنا أيضاً أشعر بذلك تجاه نفسي واستطاع أن يتخللني ويصبح جزء مني, وهو أمر صعب, ليس من السهل تقبله ولا زلت أنا في هذه المرحلة وهي صعبة أؤكد لك ذلك..
لكن ما يجعلني أستمر هو حقيقة واحدة توصلت لها من خلال بعض المواقف:
أن الناس فعلاً ستعاملك بجدية وستجد من يحبك إذا أنت عكست لهم ذلك, فالأمر متوقف عليك, ستكره هذه الحقيقة, ولكنها حقيقة في النهاية.. وهنالك فكرة عامة أجدها منتشرة وموجودة عند الناس, وهي أن قصر القامة لا يعني أن الشخص طفل وساذج..
حتى ولو بالضرورة نحن لا نسمعها منهم لكنها موجودة.. هم يريدونك أن تكون ذلك ويعاملونك على أنك كذلك, ولكن يعلمون في قرارة أنفسهم أن كلاهما لا يرتبطان بالضرورة, وستصبح بالنسبة لهم شخص مهم جدا في حال أريتهم أنت ذلك,
هم يعلمون تماما أنك تشعر بالدونية بسبب طولك لذلك تسمع تعليقاتهم السخيفة, فـ90% من الناس يعانون من مشاكل نقص, هي بالنسبة لهم مثل قصر القامة بالنسبة لك, لكنها غير ظاهرة بالضرورة, يلقون تعليقهم السخيف عليك, ويراقبون ردة فعلك حتى بدون وعي منهم, لكن عندما تكون ردة فعلك أو شخصيتك هي إثبات عكس ذلك, فسينظر لك هذا الشخص بفوقية, حتى لو كان صديق أو صديقة.. وستصله الرسالة...
وأنا مع احترامي للمستشار لكنني لا أنصحك بإبداء انزعاجك لهذه التعليقات, لأن ذلك سيعكس صورة أنك غير واثق بنفسك, وبالطبع لا يعني ذلك أن تنكر انزعاجك بينك وبين نفسك, فهذا سيعيق العملية الأساسية, وهي تقبل نفسك كما أنت, لكن في طريقك لذلك فقط تقبل الأمر وتقبل الملاحظة, ورد عليه بشيء يجعله يبدو سخيفاً..
الهدف أن تعلمه أنك تعلم بقصر قامتك, فهو لم يأتي بشيء جديد, وفي نفس الوقت اجعله ينتبه لنفسه ويتذكر أنه ليس مثاليَّاً, ولا أدعو هنا لجرح مشاعره لكن فقط تعليق بسيط إذا أردت.... بالطبع لغة جسدك ونبرة صوتك وكل ذلك سيؤثر بالرسالة التي تريد إيصالها له, يعني باختصار إعكس لهم أنك تعلم ذلك, وليس لديك فيه مشكلة...
ومن الجهة الأخرى اعترف لنفسك بأنها تسبب لك مشكلة واسعة في تقبلها, تعليقي كان لأجل أن أختصر عليك الطريق والوقت الذي كان سيذهب منك في إيجاد تلك الحقيقة, أما اقتراحاتي التي قدمتها لك كان مجرد اقتراحات, وربما تجد طرق أخرى تناسبك, لكن الأساس عملية تقبل الذات, وأخيراً أنا متأكدة بأنك تتساءل دائماً مثلي: لماذا أنا وليس غيري؟ وما أقوله لك ولنفسي أيضا في هذه الحالة أن كل شخص له تحدياته التي قدمت له في الحياة, والتي ربما هو اختارها بنفسه, ليصل في النهاية لنتيجة ودرس معين, والدرس الذي ستتعلمه يستحق السعي تجاهه.. حتى ولو كان مجهولاً..
ملاحظة صغيرة: ربما تقول أني فتاة ولا أعاني مثل شاب في هذه المشكلة,, وأنا لا أنكر ذلك حتى أكون واقعية.. لكن لا يعني ذلك شيء بالنسبة لك وأنت هنا تضع العوائق والمبررات أمام نفسك, وهو أمر يحدث لكن عليك التخلص منه...
بالتوفيق..