حياة زوجية لا تطاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدي الفاضل؛ في البداية أشكرك على وقتك لقراءة مشكلتي، والتي أتمنى أن أجد لها الحلول لديكم، قبل أن أتخذ قراري بالطلاق. أنا متزوج من عام 2006م، ولدي 5 أبناء أكبرهم فتاة عمرها 9 سنوات، وعمري 34 سنة، وزوجتي عمرها 30سنة. لا أدري كيف أصف مشكلتي، ولا من أين أبدأ، وما هي المعلومات التي يجب أن أوفرها لحضرتكم حتى تكون الصورة واضحة لديكم، لكن سأستعين بالله وأبدأ.
أنا أعاني من زوجتي لدرجة أني بدأت أوصف ذلك أنه ابتلاء من الله عز وجل، وتحولت حياتي إلى جحيم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، تزوجت زواجاً تقليدياً، واستمرت فترة الخطوبة قرابة ستة شهور، وكنا في بلدين خليجين، مجموع اجتماعي معها هو 3 أسابيع فقط، وكانت فترة الخطوبة كلها في التلفون، للأسف كنت أشعر من وقتها أنه لا يوجد انسجام بيننا، وأن صفاتها أو دعني أقول أخلاقها لن تكون ملائمة لي، لكن كنت أقول في نفسي أن هذا بسبب عدم معرفتنا ببعض، ولأنها معرفة سطحية، وأن زوجتي صاحبة دين وأهلها كذلك، في إحدى المرات في الخطوبة أخبرتني عمتي والتي تكون جدت زوجتي والتي تقيم معها في نفس البلد، أخبرتني من باب الدردشة أن زوجتي عنيدة وعصبية وشايفه حالها، قلقت يومها لكن تناسيت الموضوع ولا أدري ما السبب.
على العموم، كانت فترة الخطوبة ليست ورديةً أبداً، بل على العكس، كانت زوجتي تزعل على أي سبب تافه، وكنت طوال فترة الخطوبة أحاول استرضائها فقط، وبالطبع بسبب تربيتها في بيت متدين،وبسبب طبيعة المجتمع السعودي، لم تبادلني كلام الحب ولم تشعرني بقبولها لي واهتمامها بي إلا ما ندر، على الرغم أني لم أقصر أبداً في هذا المجال معها، فرسائل الغرام وكلام الغرام وإظهار الاهتمام الكبير بها لم يتوقف أبداً طوال فترة الخطوبة، وكنت مضرب المثل في هذا الأمر بين إخوتها -ترتيب زوجتي الرابعة، ولديها 7 أخوات و3 إخوة-، حتى بعد الزواج كنت مضرب المثل في عائلتي بحبي لزوجتي واهتمامي بها، لكنها للأسف وطوال الثلاث أو ربما الأربع سنوات الأولى، كان حب واهتمام من طرف واحد فقط.
وبالفعل بدأت أكتشف في السنة الأولى لزواجي أنها بالفعل عنيدة، عصبية، تزعل من أي موضوع، أقضي أيام وأحيانا أسابيع فقط لاسترضائها، هذا بالإضافة إلى الجفاف العاطفي والجنسي، من المضحك المبكي في هذه الفترة والتي كلما أتذكره أستغرب من نفسي، أنها كانت تقنعني أنني على خطأ،وأنني يجب أن أغير أخلاقي، وكنت أتصرف على هذا الأساس، مع العلم أن جميع من هم حولي يشهدوا بأخلاقي.
جلست معها في حوارات كثيرة طوال السنين العشرة، أتفاهم معها،وأوضح لها أني غير قادر على احتمال هذه الأمور، كانت في البدايات تستجيب وتعترف أنها كذلك، وأنها تخطئ في حقي، وتعدني أنها لن تغضب وترفع صوتها علي، لكن لم يدم أي وعد لها سوى بضعة أيام وأحيانا سويعات. كنت أغدق عليها الهدايا، وأتودد لها بذلك، لكن هل تصدق أنها في كثير من الأحيان وبعد إحضار هدية لها تتشاجر معي بعد ساعات قليلة بدل أن يكون تعاملها معي بتودد ومحبة.
في السنوات الأولى كنت أتحملها وأكظم غيظي، وأكتم نكرانها لفعل الخطأ، والذي هو أكثر ما أكره فيها، لكن للصبر حدود كما يقولون، لم أعد أستطع التحمل، بدأت أواجه الصراخ بالصراخ، والعصبية بالعصبية، تكلمت معها كثيراً، هجرتها كثيراً جداً في الفراش، وفي الغرفة، ولكنها لا تبالي أبداً. لا تبالي أن لا أقترب منها لأسابيع وحتى لو استمرت لشهور، لا تبالي أبداً بإرضائي، ضربتها أحياناً، وهو من أسوأ الأمور التي فعلتها، شكوتها لأهلها مراراً، وعدوني في كل مرة على أن يتابعوا أمرها، بعضهم -هذا ما علمته مؤخراً من صديق لعائلتهم- مقتنع أن هذه صفاتها، وأنها على خطأ، وبعضهم مقتنع أنني أنا الذي تغيرت في الفترة الأخيرة، وأصبحت عصبي.
أصبحت تنكر وبشدة إنها تخطئ وإنها عصبية، بل مما زاد من غضبي وحنقي أكثر أنها مصرة أكثر من قبل أني أنا من افتعل المشاكل، وأنني أنا العصبي، يستحيل أن تعترف أنها عصبية، لدرجة أنها تصرخ في وجهي،وفي لحظتها تقول أنني أنا من أصرخ، الحياة معها أصبحت لا تطاق.
أما حياتنا العاطفية الجنسية فحدث ولا حرج، كما ذكرت سابقاً هي جافة عاطفياً، أكثر من مرة تقول عن نفسها ذلك، تقول لي أنها تحبني ولكن لا تعبر ولا تقول، طبعاً هذا لا يكفي، فأنا مثل أي رجل يحتاج لامرأة تغدق عليه الحنان والحب والمودة. لا تهتم أبداً بحياتنا الجنسية، فقط أنا الذي أطلب، وإذا لم أطلبها في الفراش فقد تتركني ربما لأسابيع من غير أن تشعر أني لا أطلبها، وطبعاً مع خمسة من الأولاد أصغرهم بعمر العام فمن الطبيعي أن ننشغل بهم وننسى الجنس، لكنها تنساه نهائياً ولا تهيء له الجو، فإذا لم أهتم أنا بأن ينام الأطفال باكراً ليتسنى لنا وقت للجنس أو أهتم أنا بأن يتركنا الأطفال لمدة نصف ساعة لوحدنا، فإنها لا تعبئ بهذا الأمر نهائياً.
أما الأولاد: فلدينا أربعة بنات وولد وهو المدلل جداً لديها، لدرجة أني لا أسترجي أن أرفع نظري في عينيه إذا أردت أن أعاقبه على خطأ ارتكبه، وقس ما ذكرته لك سابقاً عن رفعها لصوتها ونرفزتها عليَّ إذا تحدثت مع ولد من الأولاد بطريقة لا تعجبها، وبالطبع تحدثت معها مراراً وتكراراً في الموضوع، وآخذ منها وعود بلا أي فائدة.
طبعا فكرت كثيراً بالطلاق، لكن أول ما أفكر فيه هم الأولاد، أما في الفترة الأخيرة فأصبحت أفكر في الطلاق بشكل جدي، فالحياة معها أصبحت من شبه المستحيلات، وهو الأمر الذي دعاني أن أكتب لكم، لعلي أجد الطريق على يديكم قبل أن أخوض تجربة طلاق بعد قرابة 11 سنة، زواج و5 أطفال.
زوجتي الآن تدعي أنني أنا سبب المشاكل، وأنني أنا العصبي، والعنيد جداً وإنها الحمل الوديع البريء الذي لم يفعل أي شيء، وعندما نتحدث عن خلافاتنا، تحدثني على هذا الأساس، ما يجعلني أثور وأغضب، هي لا تعترف أبداً أني إذا غضبت أو تعصبت فإنما يكون ذلك بسبب عصبيتها الدائمة، من الطريف في الموضوع: دائماً تقول لي يجب أن أتحمل عصبيتها، وأسكت لأن زوجة سيدنا عمر بن الخطاب كان تصرخ في وجهه -القصة المشهورة-، لا أدري أي فهم لديها.
نعم أنا أعترف أني بعد هذه السنين العجاف الصعبة أصبحت صعب المراس، وعصبي، كثير الشتم لها، لكن أبداً لم يكن ذلك طبعي أو خُلقي.
بعض المعلومات الأخرى:
طبيعتي منذ أن كنت في المدرسة تجنبي وأكره المشاكل والصدامات، ولا أذكر أبداً أني ضربت أحداً أو دخلت في شجار إلا ما ندر، كما أني عاطفي، وكنت أبحث في زواجي عن العاطفة، والتي أظن أني أفتقدها في منزلي، حيث أنَّ والدي عصبي الطبع والمزاج، دائم الشجار مع أمي التي تصغره بـ 15 سنة، كان شديد جداً في تربيتنا، لكنه أحسنها، ويشهد على ذلك جميع معارفنا، وبسبب تربية أبي العصبية، أكره جداً عصبية زوجتي،ورفع صوتها الدائم علي، وهي تعلم ذلك جيدا.
أنا جامعي حائز على الماجستير متفوق في جميع مراحل دراستي كرمتني الجامعة في البكالوريوس وفي الماجستير بسبب تفوقي، أما زوجتي فلم تكن مهتمة نهائياً في التعليم الجامعي، وأقنعتها بصعوبة بضرورة الدراسة، فدرست شريعة عن طريق الدراسة عن بعد، وأنا أعلم جيداً دراستها وأدائها، ولو كان الأمر بيدي لما أعطيتها أي شهادة، طبعا هذا لا أذكره أمامها، وإنما ذكرته لكم حتى تكون الصورة واضحة لكم.
وضع أهل زوجتي في منزلهم والذي أظن أنَّ له الأثر في شخصيتها: والدتها حادة الطباع،كثيرة الصراخ، متحكمة في المنزل، وفي والد زوجتي الذي طبعه الهدوء الشديد،وعدم تدخله في أي شيء، ذكرت لي زوجتي في أكثر من مناسبة، أنهم البنات كانوا يخجلون وبشدة الحديث مع والدهم، وأنهم فقط بعد زواجهم وبفترة أصبحوا يتحدثوا معه بأريحية نوعا ما، وأن والدتهم كانت دائماً تجلس مع والدهم وبمفردهم وتطلب منهم الجلوس في غرفهم. لذلك ترى إخوات وإخوة زوجتي إما شخصية هادئة جداً كعمي، أو شخصية عصبية وعنيدة كعمتي، وهذا واضح جداً في العائلة.
أهلي لا يعرفون شيء نهائياً عن وضعي مع عائلتي، بل على العكس هم يظنون أننا من أسعد العائلات، في العائلة.
أعتذر عن الإطالة، مع العلم أني لم أذكر تفاصيل كثيرة حتى لا تطول الرسالة، وإذا رغبتم في تفاصيل أخرى فأنا مستعد لإرسالها.
9/8/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
استشارتك تتعلَّق بقرار مصيري تفكر به ولا تعرف عواقبه، رسالتك مفصَّلة ولكنها من جانب واحد، واستشارة الناس بعد إبداء وجهة نظرك ستؤدي إلى طلب واحد وهو سماع وجهة نظرها أيضاً.
حين يفكر الإنسان بالطلاق يسأل ويحاول أن يجيب على أسئلة تدور في ذهنه منها:
1. مشاعره تجاه زوجه؟ لا يكفي أن تكون المشاعر سلبية ومشحونة بالكراهية، فالطلاق لا علاقة له بالمشاعر في غالبية القضايا وإنما يحصل حين يصل الإنسان إلى استنتاج واحد هو أن بيت الزوجية لا يمكن إصلاحه، وآخر بقعة في الأرض يمكن أن يشعر فيها الفرد بالطمأنينة، هذا غير موجود في رسالتك.
2. ما هي نسخة حياتك الشخصية بعد الطلاق؟ لم تتطرق إلى هذا الموضوع ولم تفصل طبيعة علاقتك مع شبكتك الاجتماعية، ومن سيتولى حضانة الأطفال الخمسة بعد ذلك وكيف؟
3. كيف ستتم تلبية احتياجاتك الجنسية بعد الطلاق؟ فتور المشاعر الجنسية من قبل زوجك "ومنك أيضاً" بارز في استشارتك، ولكن لا توجد إشارة إلى امرأة أخرى في حياتك ومخطط للزواج ثانية.
الاستنتاج الذي يجب أن يقبله الإنسان حين يفكر بالطلاق هو حياته ستتغير كلياً بعد ذلك، إنَّ كان الإنسان على يقين بأن حياته ستكون أفضل بعد الطلاق فعليه أن يقدم عليه، إن كان الإنسان يراهن فقط على احتمال حياة أفضل بعد الطلاق فيجب أن لا يقدم عليه، رسالتك كما هي تشير على الرهان بدل اليقين ولذلك أقول لك: نصيحة الموقع لا تطلق.
قرار الطلاق يتميز بعامل واحد وهو الخوف من عواقبه ويمكن حصرها كما هو موضح في المخطط، الحقيقة أنك لم تتطرق إلى هذه العوامل بعد لخوفك منها ولذلك عليك بأن تضع هذا القرار جانباً لعدم وجود اللياقة النفسية التي تحتاجها للإقدام عليه.
العودة إلى استشارتك؛
هناك جوانب في رسالتك نستحق تقييم موضوعي وهي كالآتي:
زوجتك عمرها 30 عاماً الآن، انتقلت إلى بيت الزوجية من بيت محافظ وعمرها عشرون عاماً ولا يمكن القول بأن خبرتها في الحياة عالية، لديكم خمسة أطفال وحملت بكل واحد منهم ما يقارب 9 أشهروحضانة كل طفل لا تقل عن 12 شهراً وتجمع الاثنين، وتصل إلى نتيجة واحدة وهي أن أعوام حياتها الزوجية كانت في حمل وفترة بعد الحمل، تضاعف تأثير هذه العوامل عليها فلذلك عليك أن تسأل:
1- هل لديها وقت لتطوير نفسها؟
2- هل لديها الوقت للعناية بنفسها وأنوثتها؟
3- هل لديها مساحة في حياتها العاطفية لك؟
الجواب على جميع هذه الأسئلة هو كلا فلذلك تراها في منطقة عاطفية تشعر فيها بالغضب والقلق، ولا تجد سواك لكي تسقط هذه المشاعر السلبية عليه.
علاقتها بالابن وتفضيله على الآخرين ليست غير معروفة في جميع المجتمعات غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً ويطلق عليها مصطلح "الفرعون الصغير" وقد تطرق إليها الموقع في صفحته على الفيس بوك قبل عدة أشهر.
لا يمكن القول بأن ظروفها العائلية قبل الزواج هي سبب سلوكها ولكن الذي حدث بأنها لم تحصل على الفرصة لتغيير، وتطوير شخصيتها، ولم تعرف سوى الحمل ومشقات الأمومة منذ يوم تزوجتك، الحياة الجنسية بالنسبة لها مرتبطة بالحمل ومشقته، ولا عجب أن تكون مصابة بالفتور الجنسي، وتذكر بأنها في عنفوان شبابها، الصراحة هي أنها ضحية لا غير.
هل هذا وقت الطلاق؟
كلا، والأسباب هي:
1. لا تزال لديك مشاعر نحوها فهي أم أطفالك الخمسة.
2. كيف تطلق امرأة لم تعرف من الحياة الزوجية سوى الحمل والإنجاب وتربية الطفال، بعبارة أخرى لم تعطها الفرصة لأن تكون زوجتك، فكيف بعشيقتك في بيت الزوجية.
3. أنت لست مستعداً للطلاق الآن، ولا حتى في المستقبل القريب.
الوقت ليس وقت طلاق وإنما الحديث معها حول احتياجاتها كأنثى وشريكة حياتك، والبحث عن وقت تخرج خلاله معها، وتستمع إليها، وتتقرب إليها، وتعاملها كحبيبة لك فقد كنت تحبها كما هو واضح، ولم تكن تتظاهر بذلك كما تشير في استشارتك. لا يزال هذا الحب موجودا فاعثر عليه. وفقك الله
التعليق: رغم قدم الاستشارة قياسا من حالة مشابهة لدي تعليق لأن الوضع قد يستمر
ومن نص الاستشارة أظن الزوجة لديها سلوكيات فصام ما قبل نوبة الانكشاف ولا مدة لها وأظن الزوجة بحاجة لمساعدة الطبيب النفسي وفي حالة الرفض دليل فصام