استشارة نفسية
السلام عليكم؛ وشكراً لكم على جهودكم الجبارة لهذا الموقع الجميل، الذي يهتم بمساعدة الآخرين. أنا رجل عمري 45 سنة، قضيت حياتي بتذبب الوضع المالي بين نجاح وإخفاق، والتنقل من عمل لآخر، المهم تزوجت ورزقت بأربعة أولاد، وهاجرت أنا وعائلتي إلى سوريا ثم أمريكا، وكنت مقبلاً على الحياة الجديدة بحماس وكسبت الأموال، ولكن لسوء الحظ أو لخطأ مني اتجهت إلى لعب القمار في كازينوهات أمريكا، وصرت ألعب وألعب إلى آخر فلس، ولم أحقق الربح، وهذا أمر أكيد أعرفه حيث لا ربح من القمار.
المهم أدت هذه الحالة إلى تدهور وضعي المالي والنفسي، وصرت أفكر أني منحوس، حيث أني لم أربح إلا نادرا، المهم ما حدث لي أن صاحب المنزل الذي كنت أسكن فيه طردني منه، بسسب تأخر الإيجار لمدة شهر واحد، مما اضطرني وأطفالي لسكن الفنادق لمدة 25 يوم، وبعدها انتقلت إلى شقة صغيرة دون المستوى، فصرت أصاب بنوبات ذعر وخفقان، وبعدها صرت أبكي كثيراً وأحس أن الدنيا انتهت وأني لو أموت أفضل لي.
وفي أحد الأيام قبل ما يقارب الشهر، استيقظت وإذ بالدنيا غير الدنيا، والعالم غير العالم، لم أعد أضحك ولم أعد متفائلاً، وأصحو من النوم، وأبقى في فراشي، لا أريد الاستيقاظ، صرت ضعيفاً لا أستطيع مواجهة أي مشكلة، رغم أنَّ هناك أموراً كثيرة يجب أن أقوم بها، فأصبح يومي بين نوم وجلوس لساعات، بنفس المكان والسرحان، وتمني الموت تارة، وتمني الحياة تارة أخرى.
ذهبت إلى الطبيب، وقال أن لدي اكتئاباً، وأعطاني بروزاك وأدوية أخرى للقلق، وبعد أسبوعين علاج صرت أكتئب بالنهار، ولا آكل، وأنشرح قليلاً بالليل حين أعود إلى حالتي، فأبدأ بالأكل وأقلق، حينما يأتي موعد النوم من جراء إني ماذا سأفعل صباحاً، وهكذا مع أني أريد العمل ومحتاجه بشدة، ولكن تبلد المشاعر والإحساس بالخمول والفشل يكتفونني، وتسود الدنيا في عيني، وأعود لحالتي. كما أني أحس داخل دوامة مظلمة سوداء قاتمة السواد، لا أستطيع الخروج منها، ولا أعرف كيف الخروج منها،
وفقكم الله أرجو أن تجيبوني بأسرع وقت،
لأني محتاج للمساعدة ودمتم.
15/8/2016
رد المستشار
السلام عليكم و رحمة الله؛
من الواضح أن السائل قد عاني من بعض أعراض المقامرة المرضية وهو لون من اضطرابات نطاق الوسواس القهري والذي يمارس فيه المريض المقامرة بشكل متكرر مع شعور بالتوتر الشديد إن لم يمارسها وذلك مع علمه بأنها لا يمكن أن تؤدي به إلى خير كما يؤكد السائل شعوره بذلك.
ومن الشائع أن تنتهي هذه النوبات بحالة من الاكتئاب بعد أن يخسر المريض كثيرا من أمواله في المقامرة، ومن المهم أن نتأكد من أن المريض لا يعاني من أية اضطرابات أخرى من نطاق -أو طيف- الوسواس وأنه لم يلجأ لتعاطي أي من المواد المخدرة لتخفيف وطأة الاكتئاب عليه؛
ثم تكون الخطوة التالية هي استكمال العالج الدوائي والسلوكي للاكتئاب حيث يلعب العلاج الفكري والمعرفي والسلوكي دورا هاما جدا في علاج مثل هذه الحالات وذلك بمساعدة المريض على التخلص من الاأفكار السلبية والاكتئابية ووضع برنامج وظيفي ليوم المريض مع تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ ودمجه في برنامج لإعادة التأهيل والعلاج بالعمل للخروج به من دائرة الاكتئاب، والله الموفق.