معاناة وسواس الصيام
السلام عليكم، أنا فتاة عمري 18 سنة، رحلة الوسواس عندي ابتدت من عمر10 سنين، وسواس خروج الريح والطهارة والعقيدة....الخ
لكن كلها بفضل الله أولاً قدرت أتغلب على نصها، وثانياً صار عندي موبايل خاص، فصرت أقرأ وأتثقف وأساعد نفسي، لأن أهلي غير مستوعبين أنه الوسوسة يمكن تنتقل من وسوسة الشيطان إلى وسوسة مرضيَّة.
لكن الوسواس الحالي والي مهلكني ومتعبني، هو وسواس الصيام، صار الصيام جداً ثقيل عليَّ، لدرجة تتعب نفسيتي وأشيل هم إذا صار رمضان على الأبواب، لأني أتعب فيه تعب شديد، ولدرجة صيام قضاء السنة التي فاتت، ما قدرت أكمله من كثر ما كان الصيام ثقيل عليَّ.
أولاً لما أنوي إني أصوم على طول، أشيل هم وأفكار إني بقطع الصيام، قبل ما يؤذن الفجر، يجي وساوس إني أبطل فأخاف إني أكون مترددة في النية، والتردد في النية يبطلها، فأقعد أكرر النيَّة لحد ما يؤذن إذا أذن تبدأ المعاناة الحقيقة، أولاً ما أرطب فمي بالريق أخاف من أن يأتي شيء عليه مفطر، وإذا كنت متروشة وشعري مبلول، أخاف أن تجي شعرة مبلولة وتدخل فمي.. لدرجة إني أتخيل حقاً أنه في شعرة على فمي، أروح عند المراية، مالاقي شيء، أحس في فمي طعم دم، لما أروح أتفل ألقى اللعاب أبيض صافي، لما ينزل مخاط من خشمي أحسه رجع لفمي، فأقعد على أعصابي، لما تلمس البطانية أو المخدة فمي على طول أروح أتفل أخاف فيها مفطر والقائمة تطول.
والمشكلة لما أسأل المشايخ يقولون لا تشيلين هم لو بلعت شيء بدون قصد ماراح تفطرين، كيف أبلع شي بدون قصد وأنا طول الصيام تفكير في داخل فمي واللعاب الذي أبلعه!
من أول ما أصوم لحد المغرب وأنا مركزة مرة في ما أبلعه عشان ما أبلع شيء مفطر ما يجي المغرب إلا مهدودة حيل. تعبت من هذه المشكلة، فصرت أقول يارب استودعتك صيامي، ويارب استودعتك، وكلتك إذا أي شيء مفطر دخل فمي خليني أروح أتفله ارتحت بعد هذا الحل.
لكن صرت أصوم بسهولة، صح في وسوسة قليلاً، بس أهون بكثير من قبل، بعدين قالي شيخ إن هذا الشي لا يصير، وهذا الدعاء مو مشروع فرجعت لنفس الحالة.
تعبت بجد أريد حلاً.
3/9/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فتون"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعنا، أعانك الله على ما أنت فيه وأعظم أجرك.
وسواس الصيام يا بنيتي يتم التعامل معه كغيره من الوساوس، -التعرض للمثير مع عدم الاستجابة-:
قبل أن يؤذن الفجر، مجرد أن يخطر في بالك أنك صائمة غدًا من رمضان فهذه نية، بعد هذا لا يضرك أية فكرة أخرى؛ لسبب بسيط، هو أنك تريدين الصيام فعلًا بدليل خوفك المفرط على فساد الصوم. فتوقفي عن إعادة النية وتكرارها، لأنها موجودة فعلًا، ولا فائدة من تكرارها.
بعد الأذان: اغسلي وجهك بالماء، ولا تجففيه، ودعيه إلى أن يجف وحده، كرري هذا خمس مرات في اليوم، وسجلي مرات النجاح على ورقة. تحملي القلق والرعب قيلًا، بعدها سترتاحين كثيرًا..
ضعي المخدة، أو منشفة اليدين، أو ورقة على فمك، ولا تتفلي، كذلك كرريه خمس مرات أثناء الصيام. وسجلي عدد المرات التي استطعت المقاومة فيها.
قلدي مذهب الحنفية في عدم الإفطار ببلع البلغم والمخاط النازل من الأنف، وابلعيه قصدًا، أيضًا سجلي عدد المرات التي تغلبتِ فيها على نفسك في هذا الأمر. وكما تعلمين، الأفضل والأولى بالنسبة للموسوس أن يأخذ برخص المذاهب إلى أن يزول وسواسه.
ثم وبصراحة: لا شيء أنفع من الدعاء في مثل حالتك، وبمثل دعائك بالذات، فالله هو الذي يعين على الطاعة، ولسنا نحن بقوتنا من نصوم ونصلي، وإنما بمعونة من الله تعالى.
ولا أرى في دعائك أي شيء أبدًا: دعاؤك هذا باختصار معناه: أن يعينك الله على الصيام. وفي الحديث الصحيح: ((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)).
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا رضي الله عنه وقال له: ((أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)).
ويدعو المسلمون جميعهم: اللهم أعنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان؛ اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه.
الدعاء مفتوح للعبد، وليس محصورًا في عبارات محدودة واردة، وكله مستجاب، ولم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون الدعاء بمعصية، فهو حرام لا يستجاب، قال عليه الصلاة والسلام: ((لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)).
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي دعا في صلاته بغير الصيغة النبوية، طالما أنه في معنى ما ورد في السنة: فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَجُلٍ: ((مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ)).
والدندنة: القراءة المبهمة غير المفهومة. ذكر هذا الرجل أنه يسأل الله الجنة في صلاته ويستعيذ به من النار، ولا يحسن ما يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ما يدعو به معاذ رضي الله عنه، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على دعائه، فلا مشكلة في اللفظ طالما أن الكلام يدور حول معنًى واحد. قال ابن رجب رحمه الله: (وهذا يشعر بأنه يجوز الدعاء بمصالح الآخرة بأي لفظٍ كان). وهذا في الصلاة، فما بالك في خارج الصلاة؟
استمري بالدعاء كما كنت، وبأي شيء أحببت مخاطبة ربك فخاطبيه، وغير العرب لا يلتزمون الدعاء بالعربية دائمًا ولا بالمأثور في غير الصلاة، والله يسمع دعاءهم، ونجواهم، ويعلم سرهم وعلانيتهم ويستجيب لهم ويكرمهم.
حاولي تطبيق ما نصحتك به، وبعون الله ستنتهين من معاناتك، وأرجو أن تجدي أية وسيلة للذهاب إلى طبيبة أو طبيب نفساني، فلابد من ذلك في حالة ابتداء الوسواس منذ الطفولة، واستمراره إلى الآن.
وفقك الله وأراح بالك.
ويتبع>>>>>>>>>: وسواس الصيام : كيفية التعرض ومنع الاستجابة م