أضج بالموت بينما أنا على قيد الحياة
السلام عليكم، لا أعرف كيف أصف كمية البؤس داخلي لكن سأختصر أولاً عندما كنت في عمر 8 سنين تعرضت للتحرش من أخي الأكبر لمدة 5 سنين كنت أنظر للموضوع بطريقة طفولية وكان يمارس ولد الجار ذلك معي لكن بطريقة غير مباشرة كبرت وأصبحت أشمئز من الرجال وأكرههم جميعاً.
حاولت الانتحار كثيراً، شرب الحبوب، كلوركس، تشريط نفسي بالمشرط والسكين وكلها فاشلة، أصبحتُ شاذة وليس بيدي حيلة تجاوزت كل شيء وحدي إلى أن تخرجت من الجامعة وأجبرتني أمي على الزواج تزوجت لأجلها ورضخت للأمر الواقع ولك أن تتخيل كمية الألم والمعاناة التي سيطرت علي كنت غير سعيدة وأتمنى الخلاص، وكل ما أمارس الجنس مع زوجي كنت أتقيأ وأشعر أنه يغتصبني وكل نهاية جماع كنت أبكي في الحمام وحدي.
عدَّت الأيام وأصبحت أدخن سراً وبعد ذلك أصبح جدال بيني وبين زوجي وضربني وعدت لبيت أهلي وأنا موجوعة من كل شيء لكن زوجي بحث في أشيائي الخاصة كي يبحث عن عذر لضربه لي عند أهلي، بحث كثيراً ووجد فلاش ميموري فيه صور لي قديمة وأنا كنت في الثانوية أستعرض أمام الكاميرا وكانت كلها خاصة في.
أخبر أخي وقلب الطاولة كلها عليّ أخي اللي كان يغتصبني ضربني قذفوا بقطتي للشارع كسروا جميع أشيائي الآن أنا حاولت الانتحار للمرة الخامسة! انتهيت وأتمنى من الله أن يرحمني ويأخذني إليه، شذوذي ليس بيدي هم لا يعلمون ذلك! قوتي أصبحت تنهار أعتقد أني سأموت.
21/10/2016
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع.
لا أظن ولا يظن أي مستشار في الطب النفسي بأنك قد شفيت من آثار التحرش الجنسي القذر الذي تعرضت له في الطفولة ولا يمكن استبعاد إصابتك باضطراب كرب ما بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder بسبب الذكريات الصدمية.
لا توجد عوامل في الماضي ساعدت على تجاوز آثار الصدمة النفسية أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة. ارتكب الأهل القرار الاحمق وخاصة بإجبارك على الزواج رغم أنفك وإطار هذا الزواج القهري لا يختلف أبدا عن التحرش الجنسي الذي تعرضت له في الطفولة. كلاهما إرهاب وابتزاز عاطفي يدفع الإنسان الى عدم التوازن العاطفي والوجداني. بعبارة أخرى تم إحياء الذكريات الصدمية مع الزواج.
تزوجت من رجل لا يقترب سلوكه إلى الحد الأدنى من السلوك الإنساني وأجاز لنفسه ضرب امرأة. تم إضافة إرهاب جسدي إلى الإرهاب الجنسي وتضاعف عدم التوازن العاطفي وليس هناك مفرا منه وبالتالي تحاولين الهروب من الواقع عن طريق أذى النفس والانتحار.
إذا ذهبت إلى طبيب نفسي فسيتم تشخيصك باضطراب الشخصية الحدية مع اضطراب كرب ما بعد الصدمة واكتئاب.
ماذا يجب أن تفعليه؟
- لا أعلم ما هي المعايير الثقافية للأهل وربما سيتسمعون إليك إن اعترفت بحقيقة ما حدث أثناء الطفولة. هذا هو الحل الأمثل ولكن في بعض المجتمعات سيكون الرد عكسيا وسيسقطون اللوم عليك أولا وسينكر الأخ ما حدث.
- علاقتك مع زوجك متأزمة للغاية ومن الصعب استنتاج رد فعله لو تمت مصارحته بظروفك. قد يطلقك أو يضربك مرة أخرى أو قد يتعاطف معك. لا أنكر بأن الحب لا وجود له في علاقتك الزوجية.
- توقفي عن إلحاق الأذى بجسدك والتفكير بالانتحار فأنت لا تستحقين العقاب وإنما من تحرش بك والزوج الذي يتجرأ على ضرب زوجته.
- تحدثي مع طبيب نفسي أولا ولا مفر من علاج كلامي يساعدك على تجاوز الصدمة وذكرياتها بالإضافة إلى صدمة الزواج.
وفقك الله.