وسواس النظافة والطهارة سبب في تعاستي الشديدة ج1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد؛
عندما اكتشفت صفحة مجانين بالصدفة وأنا أبحث على الإنترنت عن من يساعدني في علاج معاناتي. أحسست حينها أني قد وجدت كنزا، لأني أعاني وبشدة من الوسواس، ولا يمكنني الذهاب إلى الطبيب، ولا يمكنني مصارحة أهلي ولا زوجي، بالأمر لأنهم لن يتفهموا الأمر. حاولت قراءة الاستشارات الشبيهة ولكني بصراحة محتاجة أن يكون الكلام موجها لي أنا حتى أستطيع تنفيذه. أعتذر عن الإطالة ولكني بحق أحتاج المساعدة.
بدأت أعاني من وسواس النظافة والطهارة منذ عامين تقريبا بعد زواجي بمدة بسيطة. لم يكن لدي هذا النوع من الوسواس قبل الزواج، لكن كنت أوسوس في الوضوء والصلاة فقط، حاليا أوسوس في النظافة، والطهارة، والوضوء. وسواس الوضوء والصلاة لا يزعجني كثيرا الآن لكن، وسواس النظافة والطهارة اشتدت حدته، وأصبح يزعجني كثيرا حتى أني أشعر بالتعاسة ولا أعرف أن أستمتع بحياتي في وجوده خاصة أنه أصابني في بداية زواجي، وأنا عروسة ومستمر معي حتى الآن بعد إنجابي لمولودتي الأولى. أكثر عرض يزعجني هو الاشمئزاز الزائد من الغائط أو البول.
وبدأ هذا العرض عندما أخبرني زوجي أنه لا يكفي استخدام رشاش الماء في الطهارة من الغائط، وأنه يجب استخدام اليد لتنظيف فتحة الشرج من الخارج، لأنه سمع الشيخ يقول "أننا يجب أن نوسوك الخاتم" المقصود بالخاتم هو فتحة الشرج، ونوسوك من السواك وكان هذا هو بداية معاناتي وسبب معاناتي، التي استمرت حتى الآن طبعا أنا لم أكن أعرف هذه المعلومة من قبل لم أكن أستخدم يدي لكني كنت أتطهر جيدا باستخدام كمية مياه كبيرة هذا هو العرض الرئيسي وأكثر عرض يزعجني.
وهناك عرض آخر يترتب على العرض الأول، وأيضا أعاني منه بشدة وهو غسل يدي بعد الاستجمار، أصبحت أطيل الوقت في غسل يدي بعد الاستجمار خاصة من الغائط، يعني لا أكتفي بغسيلها مرة واحدة وأصبحت أشك أصلا هل غسلت يدي أم لا، ولا أطمئن إلا إذا غسلتها عدد معين من المرات، يعني مثلا أظل أدعك يدي بالصابون مائة مرة أو أقل، المهم عدد معين بعدها بدأ يتطور الأمر أن أشك في العدد هل أنا عديت الرقم المحدد أم لا، وأظل أبدأ العد من جديد مرارا وتكرارا لدرجة الجنون.
طبعا حاولت أن أساعد نفسي أكتر، من مرة فلا يعقل أن أستغرق كل هذا الوقت في الحمام، خاصة بعد أن أصبح لدي طفلة، فوصلت لحل أني بعد الغائط أستعمل نوع معين من الصابون لأكون متأكدة إذا شممت يدي أني غسلتها. طبعا هذا ليس حل لأنه في حالة عدم وجود هذا النوع من الصابون برجع أشك تاني.
ومن الأعراض المتعلقة أيضا بهذا المجال هو عندما أغير الحفاض لابنتي الرضيعة لازم أغسل يدي بالصابون بعدها، وبظل مقتنعة أن يدي نجسة إذا لم أغسلها حتى لو لم تلمس يدي بشرتها، يعني أحيانا كنت أستخدم المناديل المبللة المخصصة للأطفال لتنظيفها من الغائط، فكنت أصر على غسل يدي بعدها حتى كنت أصر على عدم لمس أي شيء حتى أغسل يدي، ولا أكمل لابنتي غلق ملابسها حتى أغسل يدي، على الرغم من برودة الجو حينها، على الرغم من أن أختي تستخدم المناديل المبللة لتنظيف ابنها ولا تغسل يدها بعدها وأمي كذلك.
بصراحة لا أعرف حكم الدين في هذا الموضوع ولا أعرف هل أنا على الصواب أم أمي وأختي، أما باقي المصيبة الكبرى إذا تسرب شيء من داخل الحفاض واتسخت ملابس ابنتي طبعا أظل أشك في ملابسي، ولا أستريح إلا إذا بدلت ملابسي حتى لو لم أرى فيها شيئا.
ومن الأعراض أيضا بعد الجماع يصيبني الاشمئزاز الشديد من غطاء السرير، أيضا يصيبني الاشمئزاز من يد زوجي والسبب أن زوجي يصر على إدخال إصبعه في فتحة الشرج، طبعا هو لا يدخل إصبعه كاملا ولكني أيضا أنزعج لأنه مكان نجاسة، وطلبت منه أن يمتنع عن هذا الأمر لأني قرأت أنه مكروه، ولكنه رفض بزعم أنه لا يتجاوز حد معين، وطالما أن هذا الأمر لا يجره إلى الشيء المحرم وهو الإدخال من الدبر، فلا مانع طالما أنه فقط بغرض الإثارة.
طبعا بعدها أظل أطلب منه أن يغسل يده قبل أن يمسك بأي شيء، وطبعا لو لم يفعل أتوتر، يعني مثلا إذا أمسك مقبض باب الحمام دون أن يغسل يده أفكر حينها أن مقبض الباب أصبح نجسا، إذا أحضر ملابسه لكي يغتسل دون أن يغسل يده قبل أن يمسك الملابس أفكر حينها أن الملابس أصبحت نجسة، وكذلك إذا أمسك الهاتف المحمول.
وهكذا أصبحت الآن حبيسة لهذه المخاوف، والأفكار فأصبحت منعزلة، وانطوائية هذا ليس كل شيء، ولكن أخشى أن أطيل فتنزعجوا مني.
سأوعاود استكمال معاناتي في رسالة أخرى.
عذرا على الإطالة وشكرا لمجهوداتكم
30/10/2016
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة "تيوليب" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة استشارات مجانين.
حالتك حالة اضطراب وسواس قهري نماذجية، من نوع الوسوسة والاشمئزاز من إفرازات الجسد البشري ومخلفاته، وأوضح ما هي لديك فيما يتعلق بالغائط والبول كما وضحت وإفرازات الجماع كما أخمن.
معرفيا أحب أن أؤكد لك أن كلام ذلك الشيخ الذي يأخذ زوجك كلامه ليس ملزما (وشخصيا لا أدري ما سنده بل أظن لفظة نوسوك غير صحيحة لعله قال نُسَوِّك ولا يروق لي التشبيه وأجري على الله) وليس قول كهذا صالحا بالأساس ليكون قاعدة تطبق على كل المسلمين (وإن صلحت -على سبيل الافتراض- للناس كلها فإنها لا تصلح للموسوس أو القابل للوسوسة وعليه ألا يأخذ بها حتى يبرأ من وسواسه على الأقل)..... إذن فقد كنت تستنجين بصورة صحيحة ولم تكوني بحاجة لهذه النصيحة الضارة جدا في حالتك....
ثم أتساءل هل حين قلت الاستجمار كنت تقصدين الاستنجاء يا أخت "تيوليب" ؟.... فالاستجمار هو استخدام الحجر أو بديله من منديل ونحو ذلك من كل جاف قالع للنجاسة، دون استخدام الماء وهو يزيل عين النجاسة ويبقي أثرها ورغم وجود ذلك الأثر فإن الوضوء بعده صحيح والصلاة صحيحة، وأما الاستنجاء فهو إزالة عين النجاسة وأثرها من على الجسد، وأغلب الظن أنك أخطأت باستخدام كلمة الاستجمار في وصفك الاستنجاء بالماء.... لكن المهم لك هنا هو أليس واضحا يا "تيوليب" أن الاستنجاء بالماء أوقع وأشمل تنظيفا.... وقد كنت تفعلين كما وصفت (لم أكن أستخدم يدي لكني كنت أتطهر جيدا باستخدام كمية مياه كبيرة) بما يعني عدم احتياجك أصلا لاستخدام اليد في تنظيف الخاتم الشرجي.
فمسألة احتياجنا لليد لمعاونة الماء في إزالة أثر النجاسة هي حالة قد يتعرض لها الإنسان نادرا في الحضر في حال ضعف تيار الماء المستخدم في الاستنجاء أو شح كمية الماء المتاحة... هذه هي الحالة المنطقية الوحيدة هنا، وبعضهم قد يلجأ لاستخدام منديل قبل الماء الشحيح أو الضعيف أي للاستجمار قبل الاستنجاء نظرا لحالة عارضة أما أن تصبح هذه عادة فإن خطر الوسواس متربص بصاحبها.... لأن فيها تعمقا أي مغالاة في التشديد على النفس أو تنطعا وكل هذا مذموم في الدين الصحيح.
النقطة الأخرى المهمة التي أرجو أن تفيدك القراءة عنها هنا على مجانين هي مفهوم الانتشار السحري للنجاسة وإليك عدد من الارتباطات المهمة التي تشرح المفهوم.
دوامة انتشار النجاسة : فخ التفكير السحري
النجاسة المتطايرة قانون الانتشار السحري
وسواس النجاسة وقانون الانتشار السحري
وسواس انتقال النجاسة ..قاعدة الانتشار السحري! م
وسواس النظافة وقاعدة الانتشار السحري
وسواس الطهارة وسوسة النجاسة والانتشار الخيالي
نأتي بعد ذلك إلى المهمات السلوكية التي أنصح مرضاي أن يبدؤوها مباشرة بعد البدء في تناول عقار الم.ا.س.ا إن استطاعوا أو خلال أقرب وقت ممكن بعد البدء فيه، فماذا تتوقعين أن تكون؟ سأعطيك هنا بعضا من بنود قائمة الأفعال التي لو فعلتها يشتد وسواسك وعليك أن تضيفي عليها ثم رتبيها من الأخف وطأة فالأشد وهكذا لتكوني أعددت قائمة أو مدرج المخاوف حسب وحدات الضيق الذاتي (و.ض.ذ) الخاصة بك... وسأتبع كل بند بخلفية معرفية وشرعية قصيرة –بعد استشارة أ. رفيف الصباغ- فمثلا:
1- الامتناع تماما عن غسل يديك أثناء تغييرك الحفاضات لابنتك.
(فالمناديل المبللة المتاحة الآن والتي تستخدمها الأمهات في تنظيف الطفل في سريره وتغيير حفاضته هي لحسن الحظ مصممة بحيث لا تنتقل مادة البراز عبرها إلى يدي مقدم الرعاية.... وإن حدث فسيكون من اليسير المعفو عنه والذي لن يكون مرئيا، ولا مشموما (حتى ولو لم المناديل غالبا معطرة).
2- الكف عن مطالبة زوجك بغسل يديه بعد الجماع، والتعامل بشكل طبيعي مع ما يلمسه قدر استطاعتك...
(كل المذاهب عدا الشافعية تقول إن الرطب الطاهر لا يتنجس بملاقاة النجس الجاف (وليس العكس) أي أن الأمر يسير فأكثر المذاهب على أن الطاهر الرطب لا يتنجس بملاقاة النجس الجاف والجاف على الجاف طاهر بلا خلاف... أي أن يده بافتراض أنها تنجست فمجرد جفافها يجعلها لا تنقل النجاسة لأي شيء... وعليك كموسوسة أن تأخذي بالأيسر من أي مذهب واخلطي في سبيل ذلك بين المذاهب ولا حرج)
3- غسل يديك بعد الاستنجاء أو تغيير حفاضة ابنتك باستخدام أي نوع من الصابون بلا رائحة.
(استخدام صابون ذي رائحة لغسل يديك هو سلوك تأميني أو احتياط تأميني Safety Behavior بحيث ترجعين للرائحة لتسكتي وسواسك بأنك لم تغسلي استنادا إلى الرائحة، وربما يوقعك هذا في فخ التفحص والتحقق بالشم ليديك مرات ومرات وهذا يسمى فعلا قهريا)
4- الامتناع تماما عن تغيير ملابسك إذا تسرب شيء من داخل الحفاض واتسخت ملابس ابنتك.
5- غسل يديك بعد الاستنجاء مستعينة بيدك أو بعد تغيير حفاضة ابنتك، بالماء فقط في حال عدم وجود أثر ظاهر للنجاسة على يديك.
(كثيرا ما لا نحتاج لأكثر من الماء لغسيل أيدينا بعد الاستنجاء)
6- غسل يديك بعد الاستنجاء مستعينة بيدك أو بعد تغيير حفاضة ابنتك، بالماء فقط رغم وجود أثر طفيف ظاهر للنجاسة على يديك.
(ليست كل نجاسة تحتاج للصابون لتزول والصابون لم يكن مخترعا أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، ما أقصده هو أن تعمدي إلى تقليل رعبك المبالغ فيه من النجاسة فهي ترد على كل بني آدم ويرد عليها ولذلك خفف المولى عز وجل علينا وشرع لنا الاستجمار، وخذي رأيا عند المالكية يقول بأن طهارة البدن والثياب والمكان ليست شرط صحة للصلاة وذلك عند الصحيح (أي غير الموسوس) ومع التذكر والقدرة (أي يتذكر أن نجاسة أصابته أو ثوبه أو مكان صلاته ويستطيع إزالتها ولا يفعل) وأما بالنسبة للموسوس فإن تحري التخلص من النجاسات أصلا سنة فقط وليس مما يجب عليه!!)
7- ........................................ إلخ.
ورغم قولك (ولا يمكنني الذهاب إلى الطبيب, ولا يمكنني مصارحة أهلي ولا زوجي, بالأمر لأنهم لن يتفهموا الأمر) لا أنصحك حقيقة يا "تيوليب" بأن تستمري في كتمان أمر احتياجك لطبيب ومعالج نفساني لأني أعرف أن علاج مثل حالتك بالطرق الذاتية نادرا ما يكون علاجا ناجعا... رغم أننا نشرنا برنامج علاج ذاتي مترجم عالج نفسك بنفسك هنا على مجانين.
وأما علاج الحالات المشابهة على يد معالج المتمرس فليس صعبا لكنه يحتاج إصرارا وتدرجا في التعرض والتعامل مع البراز وهو ما قد تعجزين عن البدء فيه دون مساعدة عقارية، وبما أنك في بداية الزواج ويمكن أن تصبحي حاملا في أي وقت فإن أفضل الخيارات من عقاقير الم.ا.س.ا ستكون عقار الفلوفوكسامين Fluvoxamine 50 – 100 مجم بعد العشاء، على أن تبدئي بجرعة 50 مجم ولا تزيديها قبل مرور ثلاثة شهور على الانتظام في تناول تلك الجرعة وفقط إن لم تجديها كافية في مساعدتك على القيام بالمهمات والتجارب السلوكية.... وسبب تفضيلي لهذا العقار هو كونه الأقوى والآمن جدا في حال حدوث الحمل....
استخدام هذا العقار قد يعطيك قدرا متوسطا أو كبيرا من الراحة وربما تشعرين بأنك أقوى على عدم الاستجابة للوسوسة، لكن ذلك التحسن غالبا يبقى مشروطا بالاستمرار على العقار ما لم تنجزي مهام العلاج المعرفي السلوكي بنجاح... ودون اللجوء إلى أي من سلوكيات التأمين ولفترة تعرض مستمرة وكافية.
في نفس الوقت أقول أني ربما لو عالجتك وجها لوجه أختار عقارا آخر غير الفلوفوكسامين... وربما أجد أو يجد غيري أنه لا يصلح لك بعد المقابلة الطبية وسماع تاريخك الطبي... وأنا لم أقصد بذكره أني أتحمل مسؤولية استخدامك له دون إشراف طبي... وإنما أردت أن أرسخ لديك ولدى كل الموسوسين أن دور الطبيب النفساني في علاج الوسواس القهري أكبر بكثير من مجرد كتابة أسماء عقاقير فقط أو إعطاء بعض النصائح المكتوبة وبعض صفحات الإنترنت...
راجعي نفسك يا "تيوليب"... وصارحي إما أحدا من أهلك أو زوجك حسب تقييمك... لكن عليك طلب العلاج وبسرعة قبل أن يؤثر مرضك الذي قد يفاقمه الاكتئاب بعد فترة من المكافحة الشخصية للوسواس على ابنتك أمامك عام آخر ربما قبل أن ندخل في مرحلة ضرار البنت لأن أمها موسوسة.... واقرئي أخيرا ودون غضب مني لقسوتي تأثير الأم الموسوسة على الأطفال.
وتابعينا بالأخبار وللجزء الثاني من حكايتك نبقى في انتظار.
ويتبع >>>>>>>>>>>: وسواس النظافة والقرف ! م