كره النفس
أنا شخص أكره نفسي كثيرا وأكره كل شيء وأكره الجميع وأقول دائما أنا لا أحب أحد ولا أريد أن يحبني أحد.
أريد التخلص من الكره لنفسي والأشخاص من حولي ومن الأشياء.
8/11/2016
رد المستشار
لو كان كرهك لنفسك أمرا عاديا، أو مقبولا، أو يمكن التكيف معه لما تألمت من ذلك، ولا أرسلت لنا!؛ فكرهك لنفسك ليس منك، بل من آخرين -أبوك/أمك غالبا أو من نشأت بينهم-أوصلوا لك بالتلميح، أو بالتصريح أنك لا تستحق الحب كما أنت!؛
آخرون انتقدوا فيك الكثير بشكل متكرر، آخرون ألصقوا بك العجز، والفشل في تحقيق أهدافهم لا أهدافك! آخرون فرقوا بينك وبين آخرين مثلك، آخرون شوهوا نفسك فصدقتهم للأسف وصرت لا ترى نفسك إلا من خلال هذا التشويه، وكلما رأيتها مشوهة هكذا كرهتها، وكرهتهم!،
أنا هنا فقط حاولت أن أسرد بعض الأسباب التي تجعل إنسان ولد محبا لنفسه والآخرين، ويقبل نفسه، ويقبل الآخرين، ويستطيع أن يقول "لا"، ولديه إبداع، وحرية حقيقية من الداخل بجانب مسؤوليته الكاملة عن اختياراته، ويسمح لنفسه أن يخطىء، ويفشل، ويضعف فقط ان كل ذلك يحدث للإنسان مهما كان ناجحا متميزا، وكذلك لديه احتياجات لابد أن يأخذها ليستقر نفسيا،
هذا الإنسان ليس أنت وحدك، ولكنه أنا، وأنت، وأبوك، وأمك، ورئيسك، وابنك.... كل إنسان ولد هكذا، فمنا من أخذ احتياجاته من الحب الغير مشروط، والاهتمام النفسي، والقبول، والرعاية، الخ؛ فتأكد داخله حب نفسه المولود به أصلا؛ فأحب الحياة، وقبل كل ما فيها، ومنا من حرم من أخذ تلك الاحتياجات ؛ فتعلم أن حب ذاته وهم، وأن الحب بين الناس وهم، وأن الرضا من الناس، وحبهم أمر لا يمكن حدوثه إلا بدفع ثمنه بالتنازل عما أريد، وعما أكون؛ احصل عليه؛ فتشوه وكره نفسه. ومن يكره نفسه لن يحب أي آخر!؛
فلتقم بتلك الخطوة الأولى للتخلص من ذلك يا ولدي؛ وتفتش بصدق من داخلك عما حدث وأوصلك لهذا، ثم تناقش بحياد ما حدث ولماذا حدث؟، وما هي الحقيقة من ورائه؛ فقد نجد أم تقسو على ولدها، وتجرحه؛ انها خائفة، أو ترى رجلا أساء لها في صورة ابنها دون أن تدري، أو تتصور أنه هكذا سيستقيم... إلخ؛ لتبدأ من هذا رحلة العودة لحقيقتك؛ فكرهك لنفسك رغم حضوره بقوه داخلك إلا أنه ليس منك، ولا حقيقتك!!،
هو "كرة لعينة" ألقت إليك كثيرا جدا حتى التقفتها؛ فتخيلت من وقتها أنها تخصك، وتنتمي لك؛ فنحن نولد محبين لذواتنا والناس، فلتتخلص مما ألصق بك "زيفا"!، وإن أردت الحديث معنا بمزيد من التفاصيل لتوضيح أكثر في كيفية المساعدة، لعل وراء ما تشعر به أمرا آخرا لا نعلمه من تلك السطور البسيطة؛ فنحن هنا من أجلك.
واقرأ أيضًا:
كره الذات: علاج معرفي
كره الذات وسيناريوهات الانتحار النتلقائية !