لا أعلم
أنا فتاة تزوجت في عمر مبكر طبعا عن غير حب، وقبل 3سنين أغرمت بشاب وسيم ويبادلني الشعور وعشت أياما من الهيام لا توصف ولم أعش معه أي علاقة حرام لله الحمد وعاقبت نفسي وبعد سنة نسيته، وكان عندي صديقي العزيز أحكي له كل شيء وقلت له عن حبي لذلك الشاب وقضيت مع صديقي هذا زمنا تقربنا فيه من بعضنا وتقربت وأعجبت به وصارحته وقال بأنه يبادلني نفس الشعور ولكنه خشي أن يبوح لأنني متزوجة ولم أزل أحبه ولكن الله هداني وتبت إليه وندمت على ما فعلت .
ملاحظة، زوجي كان يغيب كثيراً وليس رومانسيا بالمرة ولكن السؤالين المطروحين هما:
هل هذا الذي مررت بالرغم أني مررت به في سن 18/19/20/21/22 هل هو حب أم جنون أم بعد عن الله وعدم خشيته، أم هو من تفريط زوجي في وإهماله وغيابه أو من فترة المراهقة؟ ادعو لي الله بالمغفرة.
12/10/2016
رد المستشار
صغيرتي.... هو ليس حبا!، وليس جنونا!، وليس بواقي مراهقة لم تأخذ حقها!، وليس معنا حرفيا للبعد عن الله سبحانه وتعالى!، وكذلك هو ليس نتيجة مباشرة لعدم رومانسية زوجك، وغيابه المستمر رغم أثره!، لكن هو في الحقيقة "غياب إدراكك عما تحتاجينه أنت "زوزو" كما سميت نفسك"؛ فأنت في حالة "احتياج شديد" لعلاقة فيها حب، واهتمام، ووجود يملؤك، وتشعرين به، احتياج للشعور بأن لك قيمة تستحق أن ترى.
فالحب الحقيقي لا يتمكن من البقاء في الظلام مجاورا لشعور الذنب، والخزي، والخوف، والندم، والشعور بعدم رضا الله تعالى؛ والحب الحقيقي لا ينتهي من رجل لرجل في فترة بسيطة؛ فالحب الحقيقي إما أن يقرر بقوته البقاء تحت النور مع الأمان والرضا ودفع ثمن بقائه مهما كان باهظا، أو يختفي من المشهد احتراما لبقائه حبا حتى وإن لم يعد ظاهرا على الساحة!؛
لذا فعلاقاتك هذه حقيقتها بحثا عن احتياجاتك بعيدا عن الأشخاص تماما، فالسؤال الواقعي هنا، هو كيف ستحققين ذلك في علاقتك مع زوجك؟، أو قد تقررين بوضوح وصدق مع نفسك بعيدا عن مساحة الظلام ألا ترتبطي بحياة مع رجل لا يعطيك احتياجاتك؛ لأنها أنت!؛
فالاختياران لك وحدك، ولكن قبل أن تختاري عليك أولا أن تخوضي تلك المساحات؛ أولها أن تقتربي من نفسك بصدق لتتعرفي على احتياجاتك وتسمينها بوضوح؛ فالبحث بأسماء مختلفة أوقعتك في علاقات غير حقيقية، تؤلمك أكثر مما تسعدك؛ فأنت تحتاجين للتعبير عن المشاعر الدافئة، وتحتاجين الاهتمام، وتحتاجين أن تشعري بأن وجودك وجود مختلف عن أي آخر في حياة شريك حياتك، الخ؛ فتعبرين عنها بشكل عملي أكثر مع زوجك وكفاك كلاما، وكلاما وصمتا!،
ثم تبدئين في "تجديد" نظرتك لزوجك بعيدا عن الجفاء، والغياب المستمر؛ فماذا يحمل من صفات تحبينها، وكيف تستمتعين بها؟، وماذا تعطينه أنت حتى تسعديه؟، وماذا يصل له منك يجعله غارقا في غيابه ولا يدري عنك شيئا؟؟؛ فستكتشفين أمورا كثيرة تساعدك في التعرف على طريق النجاة، وستقدمين له ما يحتاجه هو؛ ليعطيك ما تحتاجينه أنت، أو تقررين الانفصال لو أردت، أما وقوفك في نفس المكان بنفس الطريقة فلن يوصلك إلا لمزيد من المعاناة.. هيا ابدئي.