فقد الثقة في الجميع
أنا سيده في 29 من عمري، متزوجة منذ 8 سنوات، ولي 3 من الأبناء، زوجي ملتحي والمعروف عنه أنه ملتزم، بعد جوازنا 6 سنين اكتشفت عن طريق الصدفة أنه يشاهد أفلام إباحية وواجهته وأنكر وزعل، وأنا كذبت نفسي وقلت يمكن في لبس في الموضوع، وفاتت سنة وبعد كده تأكدت أنه فعلا يشاهد هذا النوع من الأفلام من مدة طويلة وواجهته ولم ينكر هذه المرة، وسألته عن السبب قالي دي حاجة من رواسب زمان وبلجأ لها لما بكون مضايق، وسألته هل أنا مقصرة معاك في حاجة قال لي لا وحلف إني أنا مليش علاقة بالموضوع.
مشكلة زوجي أنه قليل الكلام، وهو الولد الوحيد وعنده أختين، هو كويس معايا بس أنا من ساعة ما أكتشفت الموضوع ده وأنا ثقتي فيه انهارت، بمعنى أصح أنا كنت بثق فيه ثقة عمياء وكلي ادمر وحاسة إن الموضوع ده مأثر في نفسيا جامد، لدرجة إني لما بسيبه قاعد لوحده في الغرفة وأنا بذاكر للولاد ببقى مرتبكة ومش على بعضي وتفكيري كله أنه ممكن يكون بيشاهد هذا النوع من الأفلام، مع العلم أنه وعدني أن الموضوع ده مش هيتكرر، بس أنا مش مصدقة عشان هو تقريبإ طول 8 سنين وهو بيشاهد الأفلام دي.
بدأت المشاكل بيننا تكبر أنا حاسة أن المشكلة دلوقتي في مش عارفة أعيش حياتي الموضوع ده مكدر علي عيشتي وبيجيلي نوبات من الاكتئاب ببقى فيها مخنوقة وعصبية على زوجي وأولادي، مش عارفة أستمتع بحياتي مابقتش حاسة معاه بالأمان خالص، حاسة أن الإنسان ده أكيد مخبي علي حاجات كتير وفعلا بلاقي كذب في كلامه.
أرجو أن حضرتك تساعدني وتقولي أتصرف إزي أنا مريضة ومحتاجة أتعالج خايفة حياتي تدمر ويوصل بي الحال أني أنفصل عن زوجي وولادنا تتظلم،
أتصرف إزاي نفسي أشيله من دماغي عشان أربي أولادي ومش عارفة.
21/11/2016
رد المستشار
رغم ما يفعله زوجك من خطأ كبير، ويغضب الله، إلا أن وجود بعض الأخطاء في فهمك هو حقيقة ما جعلك تعانيه بكل هذا العمق!؛
لذا أنا لن أكرر ما كتب هنا في موقعنا مرارا وتكرارا لنفس تلك المشكلة- من زوجات كثيرات- التي تملأ صفحات الموقع!، فاجعليها قراءاتك بعد أن تنتهي من إدراك ما سأقول لك أنت!!؛ فلديك مفاهيم تربك جبلا إن كانت راسخة على خطئها هكذا بداخلك!؛ وسأتحدث فقط عما ظهر لي من سطورك؛
- ما هو التدين؟؟.. هل هو الملائكية؛ فالملائكة فقط هم من لا يخطئون، ولا يضعفون، ولا يفشلون، أما نحن البشر؛ فكما قال الله تعالى في كتابه العظيم "خلق الإنسان ضعيفا"؛ فأين ذهبت تلك الآية من عندك؟؟ أم أنك تعلمين أكثر من الله تعالى مثلا؟، أو أنه تعالى يقصد كل الناس إلا أنت، وزوجك، وأولادك؟؟؛ فالبشر يا بنتي يجتهدون، ويتنافسون، ويأملون في طاعتهم لله تعالى قدر استطاعتهم، وإلا ما كان الله غفورا، وتوابا، ورحيما؟؟؛ فلماذا ستكون تلك صفاته، وأسمائه مع بشر لا يخطئون؟؟، وهل نتمكن من اختيار مساحة ونوع الخطأ؟؟؛ فيخطىء المتدين أخطاء غير ما يخطئها غير المتدين؟؟؛فلقد نسي آدم عليه السلام وعده المباشر بينه، وبين الله!، وطلب إبراهيم عليه السلام أن يريه الله قدرته ليطمئن قلبه؟، وقتل سيدنا موسى رجلا!؛ فهل زوجك، وأنت الأفضل؟، وهل معنى ذلك أن نخطىء، ونستمتع بالخطأ؛ لأننا بشر؟!... لا يا ابنتي... فما تحتاجينه هو تصديق بشريتنا، وأننا نخطىء، ونضعف، ونفشل، ونحتاج لقبول تلك الحقيقة عن أنفسنا، وغيرنا لنتمكن من إصلاح أخطائنا فعلا؛ فالاستسلام لها، أو الشجار معها، أو رفضها لن يحركنا بعيدا عنها، ولكن قبول أننا نخطىء هو ما يجعلنا نتحرك!؛ فعياداتنا مليئة بأشخاص غرقوا في الإحساس بالذنب أوقف تقدمهم؛ لأنهم رفضوا قبول أنهم قد يخطئون، ووقعوا في أمراض نفسية فقط بسبب ذلك،
ولعل أشهر مرض يتغذى على ذلك وينتشر بين المتدينين أكثر ما ينتشر ما يعرف بمرض الوسواس القهري صاحب الضحايا!!، وكذلك غيرهم من بشر هم في غاية الجمال الداخلي وقعوا في تعطل، وفقدان ثقة بالنفس، وعدم القدرة على التحصيل سواء الدراسي أو العمل لأنهم يصرون على الكمال!!؛ فأنت تحتاجين لجرعة نضوج نفسي تجعلك تفهمين الحياة، والبشر، ونفسك بعمق أكبر مما أنت عليه.
- صدقيه يا ابنتي أن لديه مشكلات تخصه قبل ظهورك في حياته، واجعلي. نفسك أنت المقياس، وانظري لأمور تجدينها في نفسك، وستتعرفين عليها ببساطة لأنها كانت قبل قرار زواجك؛ فلعلها الكمالية مثلا!
-تحتاجين مراجعة حقيقة وجودك أنت كما أنت مستقلة بكيانك رغم كونك زوجة، وأم؛ فهل وجودك، وحياتك كلها علاقتك بزوجك؟؟... أترك لك ذلك دون تفاصيل تخرجنا عن سياق ما تسألين عنه على الرغم من أهميته.
-الوقوع في مشاهدة تلك الأفلام وخصوصا لو كان إدمانا أمر مؤلم جدا على الشخص المتدين؛ فلا تتصوري أنه لا يتألم لذلك؛ فهو يتألم، ويشعر بالإحساس بالذنب، ومسؤوليته "الذاتية" هي علاجها، ولو على يد متخصص، ولكن قلت مسؤولية ذاتية؛ لأنها حقيقة مشكلته مع نفسه، وحقيقة الأمانة بينه، وبين ربه دون أدنى مساس لمساحتك كزوجة، أو حبيبة له؛ فهو لديه مشكلات تظهر في شكل أفلام إباحية، وليست خيانة لشخصك، ولا علاقته بك، وهذا ما يدركه المتخصص النفسي كما درس، ويعلمه الله سبحانه كذلك؛ فقد يكون دورك هو حثه على علاج ذلك.
-أنت "تقصين" الشخص كله فيكون فقط في مساحة ضعفه، وخطئه، وفشله، برغم أنه أكبر بكثير من خطئه، وهذا يحتاج أيضا لنضوج يجعلك تتمكنين من إدراك أن الشخص هذا الذي يخطىء هذا الخطأ هو نفسه ما يفعل كذا، وكذا في منتهى الذكاء، أو الكرم، أو غيره!؛ فلماذا ينهار كيان زوجك كله بداخلك؟؟؛ فهو لا زال لديه ما لديه من جمال داخلي عرفته قبل اكتشافك لنقطة ضعفه، فأين ذهبت؟؟
وأخيرا لا تتصوري بالطبع أني لا أرى خطأه، ومدى فداحة ذلك، ولكنه مسؤول عن نفسه، وهو ليس ملكا إلا لله وحده، وقبولك لكل ما تحدثت عنه معك قد يكون من أسباب تعافيه.... دمت بخير.
واقرئي أيضًا:
ماذا أفعل زوجي مدمن أفلام إباحية
زوجي والجنس على النت
زوجي ومحارم البدو والشيميلات !
زوجي ومشاهدة أفلام المستخنثين الشيميلات