نوبات الهلع كلاكيت رابع مرة
السلام عليكم ورحمة الله
بدايةً أسأل الله عز شأنه وجل في علاه أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم ويغفر لنا ولكم
كما هو واضح من العنوان نوبات الهلع ورهاب الساحة، لا أعلم ما هو السر والقاسم المشترك والرابط بيني وبين هذا المرض لماذا يأبى أن يفارقني؟؟
بدايتي كانت عام 2003 وذلك بعد وفاة والدي بستة أشهر وحيث أنني لم أكن ملماً بشيء يسمى الأمراض النفسية ومعلوماتي لا تتعدى ما يعرض في أفلام الثمانينات لم أكن أعلم ما حل بي فقد هاجمتني نوبة هلع شديدة وأنا بين أصحابي في المول ونقلت على إثرها إلى المستشفى وأدخلت قسم العناية القلبية المشددة وبعد أكثر من أربع ساعات تخللها الكثير والكثير من الفحوصات أبلغني الطبيب على مضض بأني لا أشكو من شيء !
عدت إلى منزلي واسترحت قليلاً ومن بعدها بدأت رحلتي ومدتها ثلاثة أشهر من مستشفى إلى مستشفى ومن طبيب إلى آخر، حيث أن ما حدث معي في ذلك اليوم تكرر معي مراراً وتكراراً، وكانت شكوتي: شعور غامض غريب مستمر في جسمي ورأسي نبضات قلبي تسرع وأشعر بأن النهاية اقتربت والدنيا تدور بي وعرق غزير وارتجاف وشلل وشبه إغماء وارتباك وضبابية، شعور لا يوصف
هداني الله إلى طبيب قلب نصحني بزيارة طبيب "أعصاب" وفعلاً ذهبت إلى الطبيب وبمجرد شرحي لحالتي أخذ بسؤالي وبسرد بعض الأعراض وتفاجئت بأنه الطبيب الوحيد الذي استجاب وعلم بما أشعر به، غمرتني سعادة بالغة وفرحت بأني وجدت ضالتي، ولكنه فاجئني حين قال لي "يا ابني ما تعاني منه هو مرض نفسي يسمى نوبات الهلع" حيث أنني كنت مقتنعاً بأني مريضٌ بالقلب وبعد نقاش بسيط صرف لي دواء (سيبرام) و(زانكس) وإندرال
كنت خائفاً جداً من أخذ الدواء بسبب خلفيتي عن أطباء "الأعصاب" ولكن لما اشتدت حالتي وساءت لم أعد أغادر المنزل ودخلت في بداية اكتئاب قلت في نفسي فليحدث ما يحدث فلن أخسر شيء أكثر لقد فقدت حياتي وأخذت الدواء وازدادت حالتي سوءًا لمدة من الزمن حتى بدأت أتحسن تدريجياً وبعدها بثلاثة أشهر أصبحت أخرج كما كنت إلى حد ما وبدأت الدنيا تفتح أبوابها لي استكملت دراستي واستبدل الدكتور بارك الله فيه السيبرام 10 مجم بـ السيبرالكس 20 مجم واستمر ذلك الحال لمدة عام ونصف حتى تحسنت بشكل كبير وأبلغني الطبيب أنه يجب علي إيقاف الدواء وبذلك أنهيت الفصل الأول من رحلتي .
بعدها بعامين عاودتني نفس الأعراض بشكل خفيف في البداية لم ألقي لها بالاً حتى جاء يوم كنت في البر مع أصدقائي وجاءتني نوبة هلع شديدة على غفلة أسقطتني أرضاً شلت حركتي واختنقت وحسبت أنها القاضية وبأن ساعتي قد حانت، تم نقلي على وجه السرعة للمستشفى وبعد فحوصات كثيرة تبين أني معافى تماماً ولكن ضغطي مرتفع كثيراً.
وبعدها بشهر عاودتني نفس الحالة فقلت في نفسي أنا أعلم ما بي لا مجال للتجنب أكثر ذهبت إلى طبيب آخر حيث أنني انتقلت إلى مدينة أخرى فصرف لي "سيروكسات" لمدة شهر فساءت حالتي كثيراً فاستبدله بسيبرالكس واستمريت عليه سنة تقريباً ثم قام الطبيب بسحبه مني بعد نقاش طويل حيث أنني كنت أشعر بأني ما أزال بحاجة لمدة أطول ولكن الطبيب أبى إلا أن يوقف الدواء خوفاً من تعلقي به .
بعدها بثلاثة أعوام ونتيجة لضغوط من الأهل تزوجت بعد عسرة كانت الأمور على ما يرام ولكن بسبب حادثة حصلت لي خفت كثيراً بعدها ما لبثت أن وقعت للمرة الثالثة بنفس المرض حاولت المقاومة واستعنت بخبرتي التي اكتسبتها تحسنت قليلاً ولكن بشكل مؤقت، وبعد ستة أشهر بدأت أعراض المرض تزداد فعدت إلى الطبيب وصرف لي هذه المرة دواء "أنافرانيل 75" وكانت تجربة سيئة جداً مع هذا الدواء ولكني استمرت عليه ستة أشهر لعله يقضي تماماً على هذا المرض ثم استبدلته بالسيبرالكس ولله الحمد ارتحت بعدها واستمريت على العلاج لمدة عام أيضاً
لا أريد أن أطيل عليكم حيث أني قفزت على الكثير من التفاصيل .
للأسف عاودتني نفس الأعراض منذ عام تقريباً ولأنني أصبحت أملك خبرة حوالي 14 عاما بنوبات الهلع ورهاب الساحة ورهاب الأماكن المغلقة (كما تم تشخيصه من قبل 3 أطباء) أحاول مجابهة المرض والتخفيف من الأعراض أستخدم أحياناً تقنيات الاسترخاء والتنفس ولكن أراوغ كثيراً وأواجه قليلاً، أعلم أنه مرض نفسي وأعلم تماماً أني لن أموت إلا إذا انتهى أجلي وأن الأقدار بيد الله عز وجل ولكنني في المحصلة أصبحت رجلاً آليا مبرمجاً بشكل غريب ولست تلقائياً أبداً كل خطوة لدي بحساب حفظت خريطة المدينة التي أسكن بها حالياً عن ظهر قلب حيث أني اعرف كل الطرق التي لا يوجد بها زحام أحياناً أقطع مسافة مضاعفة جداً حتى لا أدخل أي زحام، لا أتوجه إلا لبقالة محددة وسوبرماركت معين وحلاقي الذي أسماني بـ"خمسة دقيقة" حيث أنني كلما أذهب إليه أخبره بـأنه يملك فقط خمس دقائق لإنهاء المهمة.
لا أجرؤ على تغيير عملي أو مدينتي، طموحي أصبح محدوداً لا هدف لي لم أسافر منذ مدة طويلة، أذهب لنفس الأماكن لقضاء حوائجي. لا أدخل المول أو السوق إلا بشق الأنفس وفي ظروف مدروسة، لا أصلي في المسجد إلا يوم الجمعة "غفر الله لي ولكم " وبشق الأنفس وبالصف الأخير. لا أخرج مع أصدقائي أو عائلتي إلا في أماكن محددة وحسب مواصفاتي حيث يسهل على "الهروب" إذا شعرت بضيق وبقرب النوبة، إذا ذهبت لمكان جديد لابد أن أبحث عن أقرب المخارج وأسرعها، إذا أجبرت على حضور مناسبة ما لابد أن تكون حجة مغادرتي بسرعة في جيبي أخرجها متى شعرت بالضيق. فالخوف من الخوف أصبح هاجسي.
سؤالي بكل بساطة متى يحين الموعد التالي لزيارة الطبيب؟ إذا قررت الذهاب للطبيب هل أطلب منه صرف حبوب السيبرالكس وكيف أقلل من الأعراض الجانبية للأدوية خاصة في بداية العلاج حيث أن الأعراض في بداية العلاج أشد علي من المرض
انصحوني بارك الله فيكم وادعوا لي بالشفاء
27/1/2017
رد المستشار
الأخ العزيز "ساحل العاج" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، وعلى لجوئك لخدمة استشارات مجانين.
رحلتك مع نوبات الهلع ورهاب الساحة هي الرحلة المعتادة في بلاد العرب، والتي دفعتنا يوماً للتساؤل عن حقوق المريض العربي ... إلا أن كونك أردنياً تعيش في الإمارات يجعل من حقنا التساؤل عن السبب في استمرارك في تلك الدوامة التي يفترض أن البلاد العربية الأكثر تقدما في مجال الخدمة الطبية قد تجاوزتها... ولا توحي حالتك بذلك مع الأسف.
أن يقتصر علاج مريض اضطراب الهلع على عقاقير الم.ا.س أو الم.ا.س.ا واعقار الإندرال ممارسة لم تعد تحدث في أي بلد يحترم الإنسان، إذ لابد من العلاج المعرفي السلوكي والذي ينجح جداً مع مرضى اضطراب الهلع ويعطيهم فائدة تدوم مع المريض بعد انتهاء العلاج وهو ما لا تنجح فيه العقاقير كلها.
إن لم يكن متاحاً في الإمارات ففي الأردن متخصصون أكفاء يا "ساحل العاج" ولعلك تحصل على العلاج اللازم في إجازة من إجازاتك.... وهذا هو الرد على سؤالك، وأما العقاقير فإن استخدمت فإنها تستخدم كعامل مساعد لكن الأهم هو العلاج السلوكي... أهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين فتابعنا بالتطورات.
واقرأ على مجانين:
أنواع نوبات الهلع
نوبة الهلع.. لا محل لها من الإعراب!!
الهلع دليل المساعدة الذاتي
نفسي عصابي رهاب ساحة Agoraphobia
نفسي عصابي: اضطراب هلع Panic Disorder
نفسي عصابي: نوبة هلع Panic Attack