الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجوكم أريد مساعدتكم لي. أعاني منذ مدة من الوسواس القهري في سب الله تبارك وتعالى. بعد قراءتي للكثير من الفتاوي علمت أن الحل الوحيد للتخلص منه هو تجاهله وعدم التركيز معه. والحمد لله قد نقص الوسواس بمرور الأيام وبدأت أسترجع تفاؤلي وتعلقي برب العالمين. لكن منذ بضعة أيام بدأت أعاني من أمر جعلني حزينة يائسة من نفسي. يأتيني سباب الله في نفسي وأشعر أنه كان عمداً وليس وسواساً. مثلاً البارحة كانت زميلتي تشكو لي من رئيسها في العمل وكنت في نفسي ممتنعة من مجادلتها خوفاً من أن أقع في الغيبة. عندما أكملت كلامها قلت لها ملاحظة. حينها صار حديث في نفسي بأنني قد وقعت في الغيبة. فعوضاً ما أقول الله غفور رحيم قلت كلام شتم بمعنى ألا مبالاة ولكنني لم أذكر اسم الله، حينها شعرت بخوف شديد إن كنت أقصد شتم لله عز وجل، مع أنني أعلم جيداً أن ما قلته لزميلتي ليس بغيبة ولكن خوفي من وقوعي في الذنب هو ما جعلني أظن أنها غيبة.
أصبحت أقع في مثل هذا الموقف عدة مرات وتتكرر مني نفس عبارات الشتم. وكل مرة أستغفر الله وأنطق الشهادة. وكل مرة أقول إن شاء الله لن أعيدها ولكن للأسف أعيد الكرة. فأنا لم أستطع التحكم في هذا الأمر لأبلغ التوبة النصوح. أصبحت أشعر أن صلاتي وكل ما أفعله ليس له فائدة فأنا كافرة والله لن يقبلها مني لأنني كل مرة أعده بأن لا أعيد الكرة ولا أفي بوعدي. أنا الآن في حالة من اليأس والاكتئاب وأريد الموت لأتخلص من الصراع الذي أنا فيه.
أرجو منكم مساعدتي بما يجب علي فعله. وأرجو دعاءكم لي ليغفر الله لي ما يصدر مني من سب وشتم لأرحم الراحمين.
جزاكم الله كل خير.
17/2/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختنا الغالية "نورس".
أعانك الله تعالى، لاحظي يا نورس، طالما تكرر الأمر نفسه، بنفس الشتائم، مع ضعف أو انعدام الإرادة، وتسبب لك بهذا العناء كله، فهو وسواس قهري لا علاقة لك به؛ مشكلة الوسواس أنه يلتبس على صاحبه، فيظنه من نفسه، وإنما هو وسوسة، ولو كان الوسواس يأتي فيقول لصاحبه: أنا وسواس. لما وقع في كل هذه المعاناة؛ فعلى الموسوس أن يكون ذكياً، وينتبه لخدع الوسواس وأقنعته.
ليس عليك سوى أن تعاملي هذه الحادثة ومثيلاتها بالإهمال، وعدم التفكير، ولا تحزني، فلك أجر الصبر والمجاهدة، بالعكس عليك أن تفرحي، لأنك مؤمنة تخافين الله، وتحزنين عندما يأتيك الوسواس، وغيرك يعصي ويسب بإرادته وهو يضحك ملء شدقيه.
وباعتبارك استطعت أن تتجاهلي الوسواس بمجرد الاطلاع على المكتوب في المواقع، فهذا يعني أنك ستأتين بنتيجة طيبة جداً فيما لو ذهبت إلى الطبيب وقرنت محاولاتك بعلاج دوائي ومعرفي سلوكي، لا تترددي خاصة وقد بدأ الوسواس يسبب لك الاكتئاب.
أخذ الله بيدك وعافاك وغفر لنا ولك.
واقرأ أيضًا:
الوساوس الكفرية
وساوس السب الكفري