حائر
السلام عليكم هذه المرة الأولى لي في استشارتكم، أنا اسمي عمرو طالب في المتوسط شهد لي من هم أكبر. مني بأن عقلي أكبر من أقرأني وعلمت هذا من حديثي مع زملائي أنا شخص محدود العلاقات الاجتماعية غلبت عليه الانطواء ربما من التربية والحرص الزائد عليَّ ...
المشكلة ..شعرت منذ فترة ليست قصيرة بأنه ليس لدي أصدقاء ولكنني لست مكروهاً بل بالعكس فأنا يحبني المعظم ولكن لا أشعر أن أحد كان صديقي حقاً شغل هذا الموضوع تفكيري وقرأت كتب التنمية البشرية وحاولت التغلب على الانطواء وتعرفت على أناس جدد وأحببت أن أصاحب من ظاهرهم لكن بعد التعرف عليهم أشعر بأنهم ليسوا مثلي ولكن قررت أخيراً أن أصاحب أحداً حتى ولو لم يكن مثلي (كانت صورة الصديق في مخيلتي أنه كما علمونا )لكنني لم أستطع تحقيقها فتقربت من اثنين لكن لم يجمعني محل أقامة متقاربة أو هوايات لكن لم أجد أفضل منهم ....
المشكلة ظلت علاقتي بهم راكدة لا تقارب أكثر فكنت أحاول التقرب من غيرهم فاستحسن أحدهم فأحاول التقرب منه لكني لاحظت أني لا أستحسن إلا الوسيمين فقط فهل هذا طبيعي لكن عقلي فسر حب في الترب منهم دون غيرهم أني شاذ آه نسيت أن أخبركم لقد راودتني فترة ظننت أني شاذ لكنني تجاهلتها لكن الخيوط تقارب وزاد الأمر سوء أن من حولي بمن فيهم الزملاء يرون أني أكثرهم خلقاً لم أعد أدري أهي نعمة أم نقمة ..؟؟
فهم في مكانهم وحديثهم يستخدمون بعض الكلام القبيح وربما بعض الإيحاءات الجنسية فمن وجهة نظري أنها بداية المراهقة ولكن لماذا لست مثلهم هل أدعو الله أن يجعلني سيئ الخلق بذيء في الكلام آه لم أعد أعرف هل أنا مراهق وهذا جزء من علامات المراهقة وإن لم تكن منهم متى تأتيني المراهقة لأكون كالباقي؟ أم أنا مريض نفسياً؟ أم أنا قد جننت تماماً؟
هم ينظرون إلي أني كثير الاحترام فلا يحدثونني إلاَّ بطيب الكلام ولكن بين أصدقائهم الوضع مختلف ربما هذا سبب أيضاً
آسف على الإطالة ولكن هل حسن الخلق الزائد هذا ناتج من مشكلة نفسية؟
مع العلم زملائي كانوا بأخلاقهم مذ كانوا صغاراً وأنا كما أنا عليه
2/4/2017
رد المستشار
شكراً على رسالتك وتمنياتي لك بالنجاح.
ليس هناك فيك ما هو غير طبيعي. السعي إلى الانتماء إلى مجموعة صغيرة من الأصحاب يختلف من شاب إلى آخر. الشاب الذي يشعر بثقة نفس عالية ويقوى على مواجهة تحديات الحياة لا يحتاج إلى تحالفات اجتماعية ومجموعته الاجتماعية صغيرة، وربما علاقته بأعضاء المجموعة تستند على الاحترام المتبادل بدلاً من العبث واللهو والسخرية.
من سخافات علوم النفس والطب النفسي الحكم على شخصية المراهق في منتصف أعوام المراهقة ووصمه بصفات شخصية لا تميل إلى الثبات. قد تصف نفسك بالانطواء، ولكن قد ينصفك البعض بالجد وعدم العبث. فشلك في الانتماء إلى مجموعة من المراهقين لا تعني عدم قدرتك على التواصل اجتماعياً وإنما انتباهك إلى أهمية مواجهة تحديات أخرى في حياتك. اختيارك لمن هو وسيم لا يختلف تماماً عن غالبية البشر، ولا علاقة له بالتوجه الجنسي الذي يشغل بال المراهق ورهابه من المثلية.
ستعثر على الصداقة الحقيقية يوما ما، ولكن الأصح هو أن الصداقة الحقيقية ستعثر عليك. شخصيتك تميل إلى الجد والاعتدال والحذر، ومع نضوج من حولك فسترى أن هناك الكثير سيسعى إلى إقامة صداقة حقيقية معك. أما الآن فعليك التركيز على مواجهة تحديات المرحلة والاستمرار في تطوير شخصيتك وحديثك يبشر بالخير.
حفظك الله ورعاك.
واقرأ أيضاً:
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟
كيف أكسب الأصدقاء؟
أريد حبا وأصدقاءَ
الأصدقاء ركيزة مهمة في حياتنا