رد استشارة لم تصل !
المشكلة العويصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي عويصة تشملني وتشمل أمي وكل أفراد أسرتي أنا الثانية في الترتيب عمري 23 عاماً ولكن أطلب منكم التكرم والرد في أقرب فرصة لأني انتظرت شهراً كاملاً ظناً مني أن رسالتي أرسلت! وأرجو أن تحتفظوا ببياناتي سرية وعذراً مقدماً للسرد الطويل حتى يساعدكم على فهم مشكلتي أكثر ومساعدتي في حلها...
أولا لابد وأن أحيطكم علماً بأن أبي نشأ في أسرة تقيِّم الناس على أساس المال والمكانة الاجتماعية.... كما أنهم عدائيون ينظرون للغريب نظرة شك وحذر وريبة، يرون أن كل من يحاول التودد والتقرب منهم فلابد وأن له مصلحة، يقال أنهم كانوا يحبون إثارة المشاكل مع الناس ورغم أن روابطهم الأسرية مع بعضهم ضعيفة إلا أنهم يهِبون لنجدة فرد من أفرادهم إن كان للأمر علاقة بشخص غريب، تدينهم ضعيف جداً وأمه متسلطة، نرجسية وشكاكة جداً وأبي نسخة عنها بالإضافة إلى ذلك فقد كان أبي الابن الأكبر المدلل، الأذكى والأندر بالنسبة لأبيه فعومِلَ معاملة استثنائية لم ينلها أحد من إخوته، وكانت كلمته نافذة وسط أسرته ومسموعة من والديه وإخوته، فخلق ذلك شخصية متسلطة جبارة، شديدة الإعجاب بذاتها شحيحة المشاعر تجاه الآخرين لديه. كما تعليمه الجامعي الراقي وسط أشخاص لم يهتموا بذلك كثيراً، عاظم وعضد من ذلك كثيرا....
أما أسرة أمي فعلى نقيضهم تماماً، أسرة متدينة جداً، والد أمي حافظ للقرآن وأمها متدينة جداً وكل الأسرة طيبة ومتفاهمة بشهادة الناس، كما أنهم كرماء وعلاقاتهم رائعة ومثالية مع بعضهم ومع من حولهم، زواج أمي وأبي كان زواجاً تقليدياً، ولأن أسرة أبي كانوا يبحثون لفتاة تناسب ابنهم المتعلم والمثقف والمدلل، اختاروا أمي والتي كانت بشهادة الناس، مؤدبة وهادئة ومثقفة وفاهمة جدا... لاحظت أمي في فترة الخطوبة تحدث أبي الدائم عن نفسه، ونجاحه وإنجازاته، وشح مشاعره تجاهها، صارحت أهلها بذلك فطمئنوها بأنه شخص متعلم وسيتفاهموا بعد الزواج، بعد الزواج أخذها والدي معه إلى أحد دول الخليج(مكان عمله) وهناك رأت كيف أنه رجل بارد المشاعر، نرجسي، شكاك وقاسي....
كان يعترض ويصرخ فيها لأبسط الأخطاء التي ترتكبها، ولم يكن يسامحها إن هفت هفوة وخرجت دون علمه إلى الجيران...لم يسمح لها بالخروج أو التصرف في أي شيء دون علمه وكان يفعل أي شيء يخصها نيابة عنها كأنه ولي أمرها، مع العلم بأنه يكبرها بثلاثة عشر عاماً، لم تكن شخصية أمي ضعيفة، ولكنها كانت أمام شخصية جديدة عليها لم تألفها من قبل تندهش وتستغرب ردات فعله المبالغ فيها .....حاولت التفاهم معه ومناقشته في تغيير سلوكه ولكن ذلك لم يجلب لها سوى مزيدا من البرود والقسوة تجاهها.
حضرة الدكتور: إن أبي شخصية مهووسة بالتفوق الأكاديمي، لذلك كانت آماله كبيرة جداً عندما ولد أخي الأكبر، وبعد ولادتي تنبأ أنه سيكون مهندس أنا وأختي الأصغر كنا من المتفوقين، وأخي لم يكن كذلك، لذلك كانت النتيجة أن لبيت طلباتنا وافتخاره بنا وسط الناس كان كثيرا، أما أخي الأكبر فنال نصيبه من الإهمال واللامبالاة ونظرات أبي له المليئة بخيبة الأمل والإحباط كما وحرمانه من الأصدقاء طوال حياته.
في الطفولة لم نكن نرى أبي كثيرا، كان منشغلاً عنا بعمله وتحقيق أهدافه، وحتى أثناء وجوده في البيت يبقى في صالون الرجال وحيداً منعزلاً عنا، طالباً منا عدم إزعاجه، وكان كل التواصل الذي بيننا أوامر زاجرة منه وطاعة عمياء منا، كان صوته عميقاً عالياً مخيفاً، ونظراته المهددة تنذر كل منا ونحن أطفال بعدم مخالفته وإلا سنلقى مزيداً من المعاملة الجافة الباردة لنا، فكنا نطيعه في أي شيء حتى وإن لم نكن راضين، فهو لا يقبل الاعتراض وأوامره غير قابلة للنقاش والتفاوض، تجاسرت ذات مرة ورفضت فعل شيء طلبه مني، وكان أن غضب مني غضباً شديداً وعاملني بالندية، فكان يتجاهلني ولا يلقي التحية علي، ولا يلبي مطلبي وإن كان صغيراً.....وأنا طفلة في التاسعة من عمري وهو رجل في الأربعين من عمره. كان يزجرنا دائما بسبب أو بدون سبب لا يشتم ولا يضرب ولكن مشاعره الشحيحة تجاهنا وإجابته ب لا لأغلب مطالبا كانت تؤلمنا.....
أبي شكاك يضع صورة وسيناريو مسبق لكل شيء وكل تصوراته تكون خاطئة، وغير صحيحة، يتوهم أنه إذا خرج من البيت سنخرج دون علمه لذلك كان يقفل الباب بالمفتاح ويأخذه معه طيلة فترة غيابه عن البيت، حتى يعود ويخرجنا بنفسه ....إلى حيث يريد .
علاقاته مع معظم الناس فاترة، فهو يتوهم أن الناس تكرهه، ويفسر أقل سلوك من الناس على أنه سوء منهم وتآمر منهم عليه، ويبالغ في ردات فعله معهم فيصارحهم بكل غضب بأنه قد فطن إلى تصرفاتهم وأنه ليس بالغبي ليواصل علاقته معهم، كان نتيجة ذلك أن منعنا من زيارة معظم أقاربنا هناك، وإن ذكرتهم أمي أمامه انطلق فمه بأسوأ الألفاظ عنهم، ثم يذكر لها مواقف حصلت له معهم بطريقة تقنع السامع أنه المظلوم وأنه الضحية وأنهم الجناة رغم أن الموقف قد يكون غير ذلك تماماً وبعض الأحيان يقلب ويحرف الحقائق حتى تتناسب مع غايته ويتعاطف معه المستمع أو الطرف الآخر لولا معرفتنا لكنا سنصدقه، ولكن مع كل شخص لديه قصة يكون فيها هو الضحية والآخر هو الجان حتى أصبح كل الناس أعداءه وبتنا حبيسوا المنزل إلا من أصدقاء قليلون شاء الحظ ألا يلحظ منهم شيئا يجعله يوصد أبوابه أمامهم! نزورهم أو يزوروننا من فترة إلى أخرى، لدى أبي اعتقاد راسخ لا يتغير، بأن كل ولد يفكر في الجنس وكل بنت تفكر في الجنس،
ومتى اجتمع بنت وولد مهما كانت أعمارهما وظروفهما فلابد أن يحصل بينهم سوء، ونتيجة ذلك في مرة من المرات، كنا عند معارف له، كان عمري خمسة أعوام وكان رب الأسرة كبيرا طاعنا في السن أراد أن أناوله الإبريق ليتوضأ صببت له الماء لأساعده وكنا لوحدنا في الغرفة دخل أبي وعندما رآنا في تلك الحال حل الغضب الشديد عليه وانتهرني، بقسوة وسبني بأسوأ أنواع السباب انفجرت باكية لا أدري ما سبب غضبه علي، حتى الآن مازلت أتذكر الموقف وأحيانا أرتجف، بعدها بسنوات حضر ابن عمتي إلينا مع أسرته طلب مني أن أقص له حكاية كان في الصف الثاني الابتدائي وأنا في الصف السابع استلقى قربي في السرير وبدأت أحكي له، دخل أبي إلى غرفتنا بهدوء دون أن نشعر به وإذا به يطرد ابن عمتي ويقول لي أني شاطرة في لمة الأولاد واللعب معهم، ناقشته كثيراً أني ليس لدي نية سوء ولكنه لا يقتنع، منع أختي الأصغر من اللعب مع الأولاد وحذر كل أبناء عمومتي الصغار ألا يدخلوا بيتنا ثانية وإلا فلن يرحمهم....
قبل أسابيع وجد أصغر أخت لنا مع أخي الذي يليها مباشرة يلعبان، عنفها واتهمها بأنها كنت تلمس عضوه ...مع العلم بأنها في الثانية عشر من عمرها، هادئة ومطيعة، احتارت أختي وعلمت أمي بالموضوع وغضبت أمي من أبي وأخبرته أنه حتى وإن حصل ذلك سيكون نتيجة الفضول ولا يجب أن تحل المشكلة بهذا الأسلوب، وذكرته بما فعله معي من قبل وأنها مجرد أوهام وشكوك وضلالات ولكنه ظل يحاول إثبات وجهة نظره بكل إصرار نافيا كل ما تقوله أمي.....إن أبي يركز على هذه الناحية دائما الولد والبنت...والشرف والأخلاق،
وحين دخلت الجامعة كل يملأ رأسي بكل أفكار تخطر أولا تخطر ببال أحد، عن البنات المنحلات والشباب الصايع، رغم أني عاقلة وفاهمة ومؤدبة جدا ، هو عاش حياة منفتحة تماما وكان له مطلق الحرية لأن يفعل أي شي، سافر مع أصحابه، كان رئيس الحفلات ومنظمها الأساسي ، وكان ناشطا رياضا في الجامعة ومع ذلك حجم من حركتنا لأبعد الحدود، وظلت أعينه تتابعنا لأي مكان وحاصرنا حصارا شديدا وحتى مصاريفنا يسألنا عن كل فلس داخل وكل فلس طالع حتى أصبحنا لا نطلب منه مالا إلا للحاجات الضرورية ولا يعطي أمي مصاريف بيت...ليعرف مكان أي فلس راح فين؟ أمي تقول أنه أخبرها أنه في الصغر تعرض للتحرش من امرأة وسبب ذلك صدمة له.... ربما هذا هو سبب شكه المبالغ فيه وحصاره لنا..... عدنا لبلدنا بعد أن ملت أمي وتعبت من العيش معه، كان صعباً عليه ترك عمله هناك بعد كل هذه الإنجازات والنجاحات....
ولكن أمي تمسكت بموقفها وعادت لأهلها ونحن معها...كانت سنين جميلة كنا نلعب مع الأطفال بلا حدود بعيدا عن أعين أبي، وكان طعم الحرية ليس له مثيل.... لكنه لم يستطع أن يمكث ونحن بعيدون عنه نسرح ونمرح بلا سؤال ولا استفسار فعاد ليستقر معنا في وطننا مكرها على ذلك....
كان هذا الأمر صعبا عليه ، فعودة أمي غصبا عنه إلى بلدنا جعلته يشعر بالقهر فهو لم يتعود تمرد أحد أو عصيان أحد أوامره، وهو الآن يأتي مجبرا مكرها لمكان لم يحبه وينفذ أمرا كان عصيا عليه...ومن أجل من؟؟ زوجته التي يفترض بها إطاعة أمره وعدم الخروج عليه!!!!
زوجته التي صبرت زهاء خمس وعشرين عاماً حاولت معه بكل السبل أن تغيره، وتغمره بعطفها عليه وحنانها الجارف!!!!!ولكنه أهمل مشاعرها ورمى بكل نصائحها لتغييره خلف ظهره واعتبرها كائنا ثانويا يلبي طلباته ويحرص على إرضائه.... في هذه الفترة فتحت علينا أبواب الجحيم جميعها!!!!!!!!
فقد كبرنا وأصبحنا في عمر المراهقة...إنها وقت اضطرام الشهوة، واتقاد المشاعر، وإن ترك الأولاد دون مراقبة فالضياع والانحلال سيكون في انتظارنا، تضاعف خوفه، وتضاعف معه الحصار والخناق......وبما أن آرائنا قد قمعت منذ زمن بعيد فكان رضوخنا أمام هذه الشخصية الصعبة والعنيدة نتيجة متوقعة، وكانت آلامنا تزداد وغضبنا وكرهنا لأبي يكبر يوما بعد يوم وحزن أمي يتضاعف، وقلة حيلتها تملؤها أسى، وهؤلاء الأولاد الذين حلمت يوما بجعلهم شخصيات يكون لها بصمة في المجتمع قد تلاشت وذابت في ظل العملاق الكبير أبوهم...
برغم ذلك أنجبت أربعة أطفال بعد أختي الصغرى تباعا..... ورغم لوم أخي الكبير دائما لها لحملها في هذه الظروف ولأنها تجيبه أنه لم يكن يمكنها تجنب ذلك، وكانت تبكي مع كل ولادة، لأنها تعرف أن الألم والحزن سيكون مصير هذا الطفل!
أخي الأكبر كان ومازال مهمشا من قبل أبي فلم يكن بالمتفوق، وحوصر حصارا أشد منا نتيجة ذلك بالرغم من أنه كان هادئا ومطيعا ومسالما جدا جدا، لم يتوقف أبي عن معاملته السيئة يوما والحط من قدره.... فحطم جهاز البلايستشن خاصته أمامه عندما كذب عليه عندما سأله إن كان صديقه يزوره، طرد الولد وحطم الجهاز أمامه وضربه ضربا شديدا نتيجة كذبه، ولم يكذب أخي الأكبر إلا خوفا منه. كان ذلك عندما كان طفلاً ومنذ ذلك الحين لم يسمح له بتكوين صداقات إطلاقا، وعندما كبر أخي وصار إلى الجامعة منعه من دخول الكلية التي يرغبها وفرض عليه مجالا آخر، نتج عن ذلك أنه فشل ثلاثة مرات في نجاح السنة الثانية من الكلية وحتى الآن لم يتخرج وأنا أصغر منه قد تخرجت. اتهمه مرة أنه ظلل سيارته لأنه ولابد يتاجر بالمخدرات، صعق أخي بذلك، وأخبره أنه لم يفعل ذلك، داهم أبي غرفته بحثا عن المخدرات أو أي شيء بدلا عن ذلك وجد بعضا من أقراص فلوكستين في درجه، عرف أنه كان يعاني من الاكتئاب ومع ذلك لم يتعاطف أو يحزن أو يتألم........
كانت فكرة أمي أن نذهب للدكتور النفساني ذات مرة وأن نعرض مشكلتنا بعد جمع المال ذهبنا في غفلة منه في إحدى سفراته القصيرة، كان الدكتور قد شخص أبي بمرض البرانويا وشخصنا جميعا بالاكتئاب تناولنا مضاد الاكتئاب ولكن لم يكن يتوفر لنا المال دائما فانقطعا، عن نفسي لم أشعر بتحسن، ولكني ظللت أدرس وأدرس حتى أتخرج، فقد كنت ذكية الحمد لله.... أصبحت أمي تتعرف على هذه الشخصية في مواقع الانترنت، جربت كل وسيلة ذكرت للتعامل معها ولكنها شخصية صعبة، لم يتغير أبي ورفض الذهاب للدكتور النفسي، ولم يعترف بمشكلته، واتهمنا أننا حملنا جينات لأشخاص يقربون لأمي من بعيد مصابون بأمراض نفسية!
صارحته مرات بأننا نحتاجه وأننا نحبه وأننا نريده، ولكنه لا يتغير، جربنا معه أسلوب الاحتواء ولكنه يشك بنيتنا..... ومازال حتى الآن يعيش في صالون الرجال بعيداً عنا..... ويمارس أقسى أنواع التسلط مع أخي الأصغر!
هو الطفل رقم 4 في البيت منذ أن كان صغيرا فهو يختلف عنا، صعب المراس شديد العصبية، كثير البكاء، الآن عمره 14 عام، وقد أذاق أمي أشد أنواع العذاب، فهو يريد الخروج واللعب طول اليوم، وأبي يمنعه من ذلك، يريد الذهاب لأبناء عمومته، أبي يرفض... وبما أن خوفه من أبي شديد فيأتي ليصب جام غضبه وإحباطه وحزنه على أمي ويسبها ويشتمها ويشبه أبي في طباعه فهو لا يكترث لدموعها، ولا لألمها يريد تحقيق مطالبه..... ويكسر كل شيء ويضرب إخوته الأصغر، وأمي قليلة الحيلة ،منهكة، ضائعة وحزينة لا يسعها فعل شيء!
أبي شديد الثراء ويضع أمواله في خزنة في غرفة موصدة الأحكام، ولا يغدق علينا بالكثير، حتى لا نتصرف بدون علمه في المال! وكان قد أهمل نفسه منذ زمن وأهملنا معه، وأصابته حالة من الاكتئاب والانكفاء الذاتي، فقد ترك السفر والملابس الغالية، وحتى نحن أصبحت ملابسنا قديمة وأغراضنا قديمة لا نجددها إلا بعد زمن طويل!!!! لذلك ووسط هذا الشح في المشاعر والمال ، فقد سرق أخي الاصغر ذو 14 عاماً قرابة ال 20 مليونا من خزنة أبي في غفلة منه، اشترى بها أغراضا جديدة، وتلفون آخر موديل، وعزم أصحابه إلى مطاعم فاخرة، كل ذلك في فترة خروجه للمدرسة وبعدها بقليل، فهو ذكي ومراوغ وكذاب ، اكتشف أبي ذلك بسهولة وعنفه أشد التعنيف، وكسر وحطم كل شيء اشتراه أخي كل شيء أحبه أخي، وحطم بذلك ذات أخي ونفسه، ثم أصبح يسبه ويشتمه رغم أن السباب والشتم ممنوع عندنا، وأصبح يضيق عليه أكثر وأكثر وأخي يزداد غبنا وغضبا وحقدا.... هو جامح ليس مثلنا.... ولديه أحلام بسيطة جدا يصعب تحقيقها لأن أبي هو أبي قاسي شكاك عنيد نرجسي وبارد!
أصبح أبي لا يخرج من البيت إلا للضرورة القصوى وإن خرج يعود بسرعة لأنه أضحى يعد أنفاسنا، وباتت هوايته تتبع أخي الأصغر حتى إن خرج خوفاً من تطاوعه نفسه ليسرق من بيوت الناس!!!!!!!!!!
أمي أخبرت أبي أنه لم يشبع حاجات أولاده العاطفية والمادية وهذه نتيجة طبيعية لما يحصل ومتوقعه، إنها تشكو له وتبكي، لكن أبي جامد وبارد إزاء كل ذلك، ويقول أنها متهاونة في التربية، وأن عصى أحدنا كلامه يتهمها بأنها تحرضنا على ذلك ويقول لها(لا تتدخلي في تربية أولادي ...أربيهم كما أشاء أنا أعلم مصلحتهم) كأنها ليست أمي!!!!!!!!!!!
أمي أخبرت الدكتور النفسي بأمر أخي الأصغر وقال لها رغم الظروف لكن هذا ليس سببا لسرقة مبلغ ضخم من المال كهذا عملوا له EEG رسم مخ شخص أخي بأن لديه اضطراب في السلوك! ووصف له زيبتول وكلونوزماب وفايتمينات، أخبرت أمي أبي بعد أن أقنعته مسبقا.... فرفض أبي شراء الأدوية لأنه يظنها تسبب الضرر له، كما رفض أيضا الذهاب للدكتور ليساعد في حل المشكلة!
سئمت أمي من هذا الحصار وهذا العناد وهذا الرفض المتواصل وفي كل مرة تذهب لأهلها كي لا تعود يخاف أبي من الطلاق ويأتي لإرجاعها للبيت مع الكثير من الوعود لتغيير هذه الحال ولكن لا يفعل شيئا..... أمي الآن قد استخارت في أمر طلاقها، بعد أن جربت كل السبل في العيش مع أبي وضحت بكل شيء من أجلنا وفعلت المستحيل ولأنه لا يتزحزح، وفي آخر مرة، كان قد حطم أبي اسطوانات أخي الأصغر نفسه ولم تكن كلها ملكه، وأخذ أصحاب أخي يطالبونه بها ، وهو لا يستطيع أن يخبرهم أن أبي حطمها ولا يستطيع أن يطلب من أبي أن يعوضهم خوفا منه، فترك اللعب معهم وترك الخروج من المنزل، عندها طلبت أمي من أبي أن يعوضهم وأخبرته، فغضب أبي من أخي وصفعه وشتمه وقال له أنت جبان، خواف، مش حتتقدم في حياتك....
بكى أخي كثيرا ولم يرد....أمي غاضبة من أبي وعازمة على الذهاب لأهلها في أقرب وقت مع عدم الرجوع، منع أبي أخي الأصغر من الذهاب خوفا من أن يسرق أخي منهم شيئا.... لأنه يخاف على سمعته كأب وليس على ولده....قال لأخي مرة أنه يخاف على سمعته كرجل ناجح ولا يهمه سمعة ولده!!!! قالها بالحرف الواحد لأنه قد عاد الكرة وتجرأ مرة أخرى وسرق مبلغ بسيط من المال ثم أرجعه في ذات اللحظة التي اتهمه والدي بها. تخيل ياحضرة الدكتور أن أبي يذاكر معه ومع إخواني الدروس كلها طوال السنة الدراسية وحتى في الإجازة!!!!!! كل يوم دون كلل أو ملل حتى يضمن حصارا نافعا!!!! إخواني كلهم يكرهون هذا الأمر فهذه إجازة! وهم ممنوعون من الخروج للعب وتكوين الصداقات، فسجلهم ساعتين سباحة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة شهر! تنتهي الساعتين باكراً ليبقى باقي اليوم خالياً من أي نشاط!! وهذه السباحة منعت منها أختي الأصغر 12 سنة! لأن عند أبي عقدة البنات والتعري، رغم أنه مسبح منفصل بنات وحدهم وأولاد وحدهم وفي أيام مختلفة، هي أيضا تعاني الوحدة . لا صديقات ولا أهل ولا جيران..... بس كل كم شهر يزورنا بعض أقارب لنا فالناس كرهوا أسلوب أبي غير المرحب، ونفروا من معاملته الجافة، حياتنا يائسة تعيسة حزينة ، خارجيا يحبنا الناس لمرحنا و شخصياتنا المحبوبة التي إن كان ثمة فضل في تكوينها فلأمي بعد الله تعالى!!!!!!
أما أنا فقد اجتهدت في الدراسة وتخرجت بمعدل ممتاز و كرش ممتاز أيضا فقد زاد وزني كثيرا مما يسبب لي القلق دائما وحاولت أن أنحف ولكن لا شيء يساعد وبرغم الظروف ونجاحي الكبير، ولكن أبي لم يكافئني وأحبطتني ذلك كثيرا.....أبي يحجم حركتي كثيرا، ويسأل عن أي مكان أنوي الذهاب إليه، مما يجعلني أكره الخروج، مع أني شابة في مقتبل العمر ولكني أحمل جبالا من الهموم، البنات في سني وجامعتي يقدن سيارات ويخرجن بحرية أما أنا فلا..... ما زلت حتى الآن أتبول في فراشي، أكون واعية، ولكن لا يكون لدي رغبة في النهوض والذهاب إلى الحمام، كأنه نكوص كما تقول أمي حتى أتلبس الحالة التي وضعني فيها أبي فهو مازال يعلق على ملابسي وكلامي كأني طفلة ومازلت أشعر بالخوف الشديد إن أردت أن أطلب منه شيئا خوفا من صده لي أو الاستهزاء بطلبي، كما أنه يمن علينا إذا فعل لنا أي شيء...... أنا حزينة جداً وأبكي كثيرا أشعر بالضياع...... أبي عمره الآن تحدثت مع والدي كثيراً وأخبره بأن يتغير يقول إن شاء الله أقول نحن نريد شيئا مؤسسا نمشي عليه يقول هذا كلام انترنت!!!!!!!!!!!!
انصحوني ماذا أفعل أمي على وشك طلب الطلاق وهو يخاف من الطلاق لأنه يهدد مركزه الاجتماعي!
وأسرتنا مفككة والحالة سيئة!!!! عمر أبي الآن 62 عاما!!!! وقد بدأ قريبا المحافظة على الصلاة، ومع ذلك فهو ينتهر إخوتي للصلاة ويغضب إن لم يصلوها حاضرة وأحيانا كثيرة هو لا يصلي الصبح حاضرا!!!!! أنا وأختي الأصغر مني مباشرة غير مداومين على الصلاة، ولكننا نحاول دائما قدر الإمكان..... مع العلم أنه ليس لي علاقات مع الشبان، وألبس عبايات، وملتزمة وأحب القراءة والإطلاع كثيرا!
ساعدوني أرجووووووكم!!!!
أنتظر الرد في أقرب وقت!
28\4\2017
رد المستشار
أبي نرجسي، شكاك، ومتسلط
السلام عليكم أختنا صاحبة المشكلة العويصة، وهي عويصة فعلاً، ومرحباً بك ونعتذر عن التأخير.
كانت رسالتك غنيّة بالتفاصيل المثيرة والدقيقة، وتدل على فكر متّقد ونجابة منك أختاه. إضافة إلى تفوّقك الدراسي في ظروف مثل هذه والذي يشبه المعجزة
وحقيقة، القصة من المآسي والملاحم التي لا يعلم عددها وأبطالها على وجه التحديد إلا الله تعالى. هي من المصائب التي تمر على المجتمعات ولا يُلقى إليها بال، وقد يهتزّ المجتمع لسقطة مراهقة أكثر ممّا يهتزّ لتجبّر أب وتهاوي أسرة وتحطّم أفرادها ! لا يعني هذا أن المراهقة لا يُلتفت إلى فعلها.. ولكنّ قصدتُ هاجس "الأخلاقيات" التي تُختزل في المواضيع الجنسية، العيب، التابو... وبعد ذلك فليذهب المجتمع كله إلى الجحيم، على أن يكون جحيما "محافظا"!
وأنا أقرأ عن صفات الوالد هداه الله وكفّ شرّه عنكم، رجّحت أن يكون على الأقل مصاباً باضطراب الشخصية الزورانيّة، إضافة إلى نرجسيّة عجيبة. والفرق بين البارانويا Paranoia كمرض ذهاني له بنيته الخاصة وبين اضطراب الشخصية الزورانيّة Paranoid Personality Disorder ، هو غياب الهلاوس السمعية والبصرية في الثانية، إضافة إلى تماسك الأفكار والاعتقادات الزورانية وتنظيمها، ويعتمد صاحب الاضطراب على آلية تأويليّة لأحداث حقيقية، عكس البرانويا التي تُعرض على ذهنه أحداث غير واقعية (مثل الفصاميين) ويعتقدها كذلك، إضافة إلى تأويل الواقع. (بالفرنسيةDélires paranoïaques تختلف عن Délires paranoïdes التي تتسم بالهلاوس)
المصابون بهذا المرض يُظهرون عدائية كبيرة وتوتّرا عند محاولة زعزعة قناعاتهم أو التعرّض لها بالتشكيك. وبما أنّه لا يريد الذهاب للطبيب، كيف لا؟ وهو يعتقد أنه عبقريّ زمانه ويؤمن إيمانا راسخا بمعقولية أفكاره ووجهة نظره ! سيكون التغيير مستحيلا، لأنّ المرونة شيء لا تعرفه هذه الشخصيّة، إضافة إلى طبيعته العنيفة والمستعلية ودوره كأب، ذاك الدور الذي جعلته بعض المجتمعات قريبا من "مقام الإله" !. فلابد قبل أي محاولة للتغيير أن يخضع لعلاج دوائي يعمل على تقليل االعدوانية على الأقل، نظرا لأن مضدات الذّهان لا تؤثّر بشكل جيد في هذه الحالة كتأثيرها على مرضى البرانويا. أو خضوعه لعلاج نفسيّ بإكراه قانونيّ أو ضغط من ذي سلطة أكبر منه... ولكن هيهات هيهات، وكأنني أتحدث عن المدينة الفاضلة !
طيب نأتي للحلّ والتساؤل حول الطلاق، فمهما كان وضع الأب وتشخيص حالته، فهو يرفض أن يتغير ولو بقدر طفيف، وليس فهم حالته هو ما سيخفّف عنكم. وبما أنّني لستُ مثاليّا ولا من النوع الذي يقدّس الأبوة لدرجة الاستخفاف بأخطائها والتغافل عنها، من باب إلزام الأبناء ببرّ الأبوين وتحميلهم أكثر ممّا يُطاق، في ظلم وقهر "مقدّس" لا تطاله مساءلة ولا قانون ! ولستُ أيضا ممّن يتسرّع بنصح الناس بشيء قد يضمن لهم تمرّدا مؤقّتا، مع إغفال مصالحهم المستقبلية...
والحياة لا تقدّم دائما حلولا حُلوة مقابل أخرى مُرّة، فقد تقدّم حلولا مرّة كلّها لنختار أقلّها مرارة علينا وأكثرها نفعا بالنظر للظروف والملابسات. فأقول وبالله التوفيق. عِشتم مع الوَالد بُخلا في المال وتضييقا في الحريّة ورُعبا واضطهادا عاطفيا أيضا. والآن هو عُمُره 62 عاما، ذو مالٍ لم تتمتّعوا به حقّ التمتّع، وقد رافقته أمّك زوجةً وراعيةً لأبنائه طيلة مدة الزواج، والتي لا يعلم طولَها الفعليّ على نفسية أمك إلا بارئُها، وصبرَتْ معه، بل كثّرتْ أولادَها رغم ما تعرف عنْه، ولم تملك حتى قرار تنظيم النّسل. فهو يريد أولادا لمجردّ الاستكثار بهم، لا ليعتني بهم كما يجب ويُدخل السرور عليهم ويُدخلوه عليه، ويكونوا فاتحة خير لكي يتغيّر ويرقّ قلبه، أو على الأقلّ يتركُهم يعتنون بأمّهم ويرحمونها ويقدمون المشاعر التي عجز هو عن تقديمها، بعد أن أذاقها العذاب. بعد كلّ هذه السنين، وبعد أن كبُر الأولاد فصاروا سنَدا لها بشكل أو بآخر، تريد أن تتطلّق منه !؟ لماذا في هذا الوقت بالذات؟ أبعدَ أن بلغ من الكِبَر ما بلغ. وبعد ما صبرَتْ معهُ ومنّت نفسها بأنه سيتغيّر وأن الأولاد سيكونون سببا في تغيّره !؟
إنّ أفضل توقيت للطّلاق هو سنوات الزواج الأولى، وقبل أن تُنجب أما وقد اختارت البقاء معه تائهة أو مرغمة أحيانا، أو آملة أحيانا أخرى. فلا أرى طلب الطلاق الآن قرارا حكيما لعدّة أسباب:
- إنْ تطلّقتْ فلن ترِث من ماله شيئا وهي أحقّ به من غيرها. طبعا سيرثه أولاده. ولكنّها صبَرَت سنينَ كثيرة معه، وهي أولى بجني ثمار ذلك الصبر المرير حتى إن كان مجرّد تعويض ماديّ.
- الأبُ قد بلغ الستين من عُمُره، مما يعني أنّ صحّته آيِلة إلى ضَعف، بالتالي تَجبُّره وتسلّطه، وكما تغير بخصوص الصلاة، فقد يتغير في أمور أخرى مستقبلا. ممّا سيُخفّف وطأة العشرة معه، ويُحوّل موازين القوى في البيت للأمّ والأولاد البالغين. (هذا لا يعني اضطهاده في حالة ضعفه إذا ما قدرتُم عليه، فالعدل والرحمة مطلوبان على أيّ حال، أما الحبّ والتودّد فذاك مما لا يطيقه من عاش وضعكم !)
- قد يطلّق الوالد أمّكم، وبما أنّه ذو مال ومكانة اجتماعية، قد يسعى للزواج من امرأة شابة يتمتّع معها، خُصُوصا أنّ الكثير من الأسَرِ صارت كالبورصة، تتعامل مع الزواج كصفقة تجارية وأسهم بنكية ! ما إن يروا الرجل غنيّا حتى تتلاشى كلّ عيوب السنّ والخُلق وما إلى ذلك، وقد يقْبلون بتزويج ابنتِهم التي قد تمكُث معه أقل مما مكثتْ أمّكم معه، وقد تنجب معه أطفالا، فتكون أكثر حظا من أمّكم، صبرت قليلا وغنمتْ كثيرا !
- وقضية مهمة أيضا، على افتراض أنّ الطلاق سيترافق مع تعويض ماديّ لها ولأطفالها يطال كلّ سنين العشرة. هل سيمنعه الطلاق من المطالبة بحقّه كأب في التضييق على أولاده وعلى قراراتهم، أو إهانتهم والتسلّط عليهم؟ خصوصا أن قرار الانفصال لا ينفك عن أمل الأمّ في تحرر أولادها من عنفه ودكتاتوريّته، يعني أن الطلاق لأجلها ولأجل أولادها أيضا.
- هل سيكون الطلاق بالنسبة له مهينا لدرجة أنّ ضِرارَه وعقابه لكم سيتضاعف بطرق أخرى، ليكون الطلاق بهذا أكثر ضررا من المكوث معه ؟
- كيف ستكون نفسية الوالدة بعد طلاقها، هل ستتحمّل ذلك وتتقبّله، أو ستطلبه مكرهة لكي تنهار بعد ذلك؟
لذا أطلب منكم أن تفكّروا في قرار الطلاق من كلّ الجوانب، وتزنوا المصالح والمفاسد.
وصعب أن أنصحكم بطرق للتعامل معه، بما أنّكم جرّبتم الكيّ والعسل معا ولم يجدِيا نفعا ! فالمتقرّب له والمتودد عدو متهم، والمتمرد عاق معرض للعقاب ! إن مثل هذه الشخصيات المتسلّطة، لا ينفع معها إلا سحبُ البساط من تحت أرجلها، بمعنى الاستقلال المادي والعاطفي عنه، حتّى يشعر بالانكسار والضّعف ولا يتعاظم في نفسه وكأنّه الربّ صاحب النّعم ! ويكتشف أنّ الكون والحياة والناس يستطيعون العيش دونه وبطريقة غير التي ينتهجها ويؤمن بها... لذا ركّزي على دراستك وعلى إخوتك التركيز على ما ينفعهم أيضا، وعدم منازعته في المال بالسّرقة أو المطالبة الزائدة، فلعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمرا.
وأتمنى أن يتحسّن وضعكم وتابعينا بأخباركم أختاه
بعض الروابط عن الحالات المختلفة للاضطراب التفكير الزوراني والشك المرضي:
أنواع اضطرابات الشخصية
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الـزوَر - البارانويا - أنواع، فأي الأنواع أنت؟
كيف يمكن التعامل مع الزوراني
الوهامات الزورانية المنظمة كيفية التعامل؟