خجل ما حصل في تاريخ علم النفس
السلام علىكم، أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي يعطي الأمل والأمل للذين لا أمل لديهم، لقد تعبت من البحث عن حل لمشكلتي فكلي أمل أن أجد حلا هنا بإذن الله تعالى.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما فلسطيني عانيت من فترة طويلة ترجع إلى مرحلة الطفولة من الخجل الزائد (الرهاب الاجتماعي) حيث أنني لا أستطيع المشي في الشارع عندما يكون فيه أناس وأنسحب من أي مناسبة اجتماعية مهما كلف الأمر
وأختلق الأعذار في كل مرة، ولا أستطيع مواجهة الناس وإذا حصل ذلك تظهر كل علامات الخجل الذي خلقها الله على جسمي من احمرار في وجهي وارتعاش شديد وتغيير في نبرة صوتي، والمشكلة ازدادت حدة بعد خطوبتي فأنا لا أكلم خطيبتي أبدا إلا في أمور بسيطة وحديثنا لا يتعدى الدقيقة ثم أختلق عذر لأنسحب،
المشكلة الأعظم هي الجامعة فانا الآن 4 أسابيع لم أدخل الجامعة ووصل الحد أحيانا أنني أصل باب الجامعة ثم أرجع للبيت مسرعا.
وأحيانا عندما أضطر لدخولها لامتحان أو تقديم مشروع لا يأخذ معي ساعتين وأنتظر أربع ساعات أخرى حتى يأتي وقت إغلاقها ليخف عدد الطلاب حتى أتمكن من الخروج.
والله أنا أنتقي بعضا من مشاكلي وأكتبها، لكم ولكن الموجود بداخلي أعظم وأكبر من ذلك، وبعد البحث المضني على الانترنت، وجدت كثيرا من الأدوية التي تساعد من تخفيف هذه الأعراض فبدأت بتناول عقار اسمه (سبرام 20 ملغم) في البداية أحسست براحة كبيرة وكأنني ولدت من جديد ولكن بعد 8 أيام اختفى تأثيره بشكل كبير،
- هل يوجد عقار فعال في تخفيف أو زوال الرعشة أثناء المشي عندما أكون محط أنظار الناس؟
ولو تأثيره يدوم لساعتين فقط (يرجى كتابة اسم الدواء)
- هل دواء سبرام مناسب لحالتي حيث أنني أشعر بآلام في المعدة بعد أخذ الجرعة؟
---------------------------
ومع قلة عدد الأطباء النفسيين في (فلسطين- غزة) فإنني أفكر بالسفر إلى مصر لعلاج هذا المرض المزعج، فهل لك أخي الدكتور أن تعطيني فكرة عن مدة العلاج وعن التكاليف التقريبية للعلاج حتى أكون على دراية عامة قبل السفر.
- سؤال أخير هل يفيد العلاج السلوكي خارج نطاق المجتمع الذي أعيش فيه؟
وشكرا لكم ودمتم شموعا تضيء لنا الأمل
16/07/2004
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم ونشكرك على ثقتك بنا.
إن مشكلتك ليست بالصعوبة التي تراها ولكنها بالأمر اليسير وإذا تصفحت صفحة الاستشارات على موقعنا مجانين، لرأيت أنك لست الوحيد الذي يعاني من تلك المشكلة.
ولقد وجدت من خلال رسالتك أنك تعاني منذ فترة طويلة ترجع إلى مرحلة الطفولة من الخجل والرهاب الاجتماعي وأنت لم تذكر لنا أية تفاصيل عن مرحلة الطفولة والنشأة.
نعودُ إلى معاناتك الواضحة والتي تعاني منها ولقد ذكرت هذه الأعراض بأنك لا تستطيع المشي في الشارع عندما يكون فيه ناس وتنسحب من أي مناسبة اجتماعية مهما كلف الأمر وتختلق الأعذار في كل مرة ولا تستطيع مواجهة الناس
وإذا حصل ذلك تظهر كل علامات الخجل التي خلقها الله علىك كاحمرار الوجه وارتعاش شديد وتغيير في نبرة الصوت، كل هذه الأعراض يا أخي تترجم إلى المعاناة القاسية وهي المعاناة الفكرية، وتسأل نفسك ما علاقة المعاناة الفكرية بما أعاني به من أعراض وإن تضخيم أي حدث قد يكون بمثابة كارثة إذا ما كان هذا الحدث ليس له أي أهمية والتضخيم الفكري لا يأتي إلا من وراء أفكار متسلطة حتى ترتقي هذه الأفكار إلى وساوس تلاحق تفكيرك في كل مكان وزمان وكأنه عضو يعمل لا يتوقف كالقلب حاضر دائما معك يحذرك وينذرك من كل المواجهات والعلاج يتوقف هنا على قوة إرادتك العقلية في كيف يحول هذا العضو مكانه إلى مساره واتجاهه دون تلقي أي إنذارات مبهمة المعالم ونوعية الخوف الذي تعاني منه يسمي بالأجورافوبيا أو الخوف من الأماكن المزدحمة وميكانكية حدوث هذا الرهاب الذي يحدث لك يبدأ بالقلق ثم يستمر القلق ليحرك ما لديك من أفكار تكون في حالة الخمول العادي ثم تنشط ثم تتحول إلى فكرة وسواسية لتزيد القلق أكثر ثم نبدأ الخوف ثم التراجع نظرا لسيطرة القلق من جانب وسيطرة الفكرة الوسواسية من جانب آخر وبهذا لابد لك أن تلبي كل ما تؤمر به لتبقي في دائرة الاستقرار الذهني والفسيولوجي.
وخوفك يبدو ناجما عن إفراغ نزعة لا شعورية (تدميرية للموضوع) ضد الذات على خلاف الخوف السوي فإن العدوانية المسئولة عن الخوف تكون لا شعورية ومن المحتمل أن تكون مشتملة على (تدمير الموضوع) ونتيجة لذلك لا تكون على وعي بأنك تهاجم نفسك على الرغم من ذلك أنك تدرك تماما أن الموضوعات والمواقف التي تخيفك والتي تجعلك تتراجع ليس لها مبرر منطقي ولا أساس واقعي ولهذا يكون الخوف الذي لديك دافع إلى فكرة حصارية متسلطة تجعلك تسلك سلوكا قهريا والدليل على ذلك أنك ذكرت عدة كلمات تدل على أنك ذكرت عدة كلمات تدل على أن هذه الفكرة تأخذ النصيب الأكبر في عملها الوظيفي هي (انسحب، اختلق) انتظر ثم يتطور هذا الخوف الذي لديك إلى الدرجة الأعلى وهي الرهاب الاجتماعي بصفة كلية والذي من أعرضه الخزي والارتباك مع بعض الأعراض الفسيولوجية الواضحة والتي تزيد من الإثارة الذاتية مثل ضربات القلب الشديدة وتسيب بالعرق والارتجاف واحمرار الوجه مما يؤثر على مواجهتك للناس وتجنب المواقف المثيرة للخوف وقد ترجع أسباب هذا الخوف إلى أسباب اجتماعية نفسية كما ذكرت لك في البداية أو قد ترجع إلى أسباب بيلوجية والتي توضح أثر العوامل الو راثية والجسمية في الفوبيا الاجتماعية وقد يرجع أيضا إلى أسباب سلوكية ومعرفية والتي ترجع إلى عمليات التعلم بالملاحظة.
ولا جدال يا عزيزي أن الرهاب هو إحدى العقبات التي تعترض الكثيرين وتحول بينهم وبين تحقيق بعض الأهداف والغايات للوصول إلى ما يصبو فكم من امرئ مثقف تثقيفا عاليا عجز عن الوصول إلى المرتبة التي يرجو بسبب رهبة، وكم من امرئ بليد الذهن لم يحصل من العلم إلا القليل قد بلغ أسمي المراتب لأنه لا يعرف أي معنى للخجل والرهبة وتسأل هل يفيد العلاج السلوكي خارج نطاق المجتمع الذي أعيش فيه؟
نعم يمكنك العلاج السلوكي لأن العلاج السلوكي أفضل بكثير من تناول أي عقار حيث يكون العلاج السلوكي معرفي يعمل على إزالة أي أفكار غير منطقية.
وأما تناولك لعقار السيبرام دون إشراف طبي غير مقبول، فأنصحك بأن تبحث عن الطبيب النفسي الذي يساعدك في القيام ببرنامج علاجي سلوكي معرفي للتغلب على أعراض القلق والرهاب ولا نستطيع تحديد أي عقار لك في البداية بدون إجراء جلسات تمكننا من إعطاءك العقار المناسب وأما ما تريد معرفته عن مدة العلاج فهذا يتوقف على حسب الحالة وأما عن التكاليف التقريبية فأهلا بك وبدون أي تكاليف وتابعنا بأخبارك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، نعتذر لتأخرنا علىك، هناك بالفعل عقاقير تستطيع فعل ما سألت عنه لتمكينك من تجاوز مناسبة حرجة ما على سبيل المثال، ولكن لا يجوز لنا وصف عقاقير ولا حتى ذكر أسمائها دون توقيع الكشف الطبي علىك، وما أستطيع إضافته هنا هو أولا أن مجيبك عبر عن أفكار القلق والخوف الضاغطة بوصفها بالأفكار الوسواسية والمقصود هو أنها ملحة ومخيفة لكن ليس المقصود اضطراب الوسواس القهري وإنما بعض أنواع وعيوب التفكير المشتركة بين مرضى الرهاب الاجتماعي ومرضى الوسواس القهري، وثانيا أهديك بعض الروابط عن الرهاب الاجتماعي فانقر العناوين التالية:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي : ما قل ودل!
صعوبة التعامل مع الآخرين : النموذج والعلاج
الحياء الشرعي ، والرهاب المرضي !
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين