أحلام اليقظة المفرطة ومشاكل نفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستشير حضرتكم في مشكلتي مع أحلام اليقظة المفرطة والمشاكل النفسية حيث بدأ الأمر من ثلاث سنوات كنت أمارس أحلام اليقظة قبل نومي وكنت فيها أتقمص شخصية ناجحة ومهمة على أكمل وجه مع العلم أني في حياتي الواقعية لم أفتقر للنجاح أو الاهتمام
كنت أرى أن تلك الأحلام شيء عادي ومسلي ولكن أصبح الأمر يزداد سوءاً مع مرور الوقت فأصبح يستغرق من وقتي الكثير ويلهيني عن القيام بمهامي قليلا ولكن كنت أستطيع السيطرة عليه أحيانا وأحيانا أخرى لا أستطيع وبعد فترة مررت بالكثير من الخلافات والمشاكل مع أصدقائي حتى أنهيت علاقتي معهم فأصبحت أرهب الدخول في المشاكل وخلافات
رغم أنني لم أكن ذات شخصية ضعيفة ولكن ما مررت به أثر في شخصيتي كثيرا حتى أصبحت إذا دخلت في أي مشكلة أتوتر وأخاف ويضيق صدري وأتخيل بأنني سأكون وحيدة مرة أخرى وأنني إذا وقفت في وجه الشخص العالق معي في المشكلة سيؤذيني أو سيضربني وإلى ما هذه التخيلات رغم أنني أتحدث لنفسي قائلة
أنني أستطيع أيضا الدفاع عن نفسي ولكن هذا التشجيع لا يجدي نفعا وأصبحت أخاف من الوقوع في المشاكل أو الصراعات وحينها تبدأ أحلام اليقظة بالتدخل وحلم أنني شجاعة جدا وأنني قادرة على حل أي مشكلة مع الآخرين أنه لن يستطيع أحد إيذائي أو ضربي لأنني أتعلم الفنون القتالية مع الملاحظة أن الخوف من الوقوع في المشاكل والدخول في عراك كان ملازما لي منذ صغري لآني كنت أعيش في بلد أجنبي ولم يكن لدي أي أصدقاء في صغري وكنت أقع في الكثير من المشاكل لكن لم أتعرض للتنمر أبدا
والآن أصبحت أشعر أنني جبانة وإذا وقعت في مشكلة أحاول أن أخرج منها بأي طريقة بدون مواجهة الذي معي في المشكلة بسبب الخوف من عدم القدرة عن الدفاع عن النفس فتبدأ أحلام اليقظة مرة أخرى حتى زادت أحلام اليقظة عن حدها فأصبحت إذا استمعت إلى أي أغنية بمعنى الكلمة أبدأ في الحلم بأنني من أغنيها ويوجد الكثير من الناس والشخصيات التي أعرفها تبدي إعجابها بي ويستمعون إلي بكل اهتمام
حتى أنني الآن لا أستطيع سماع أي أغنية إلا بدخول أحلام اليقظة فيها ولا استفيق منه إلا مع انتهاء الأغنية فأبدأ بإعادتها مرة أخرى لأدخل في نفس الحلم مرة أخرى ويمكن أن أكرر الأغنية إلى أكثر من ثلاثة مرات وعندما أنتهي أجد أنني لم أستفيد أي شيء ولم أستمتع بسماع الأغنية مع العلم بعدم وجود أغنية معينة بل أي شيء أستمع إليه وأصبحت أيضا أهتم برأي الآخرين جدا فإذا كنت أسير كل ما أفكر فيه هل ينظر لي أحد هل ما ألبسه قبيح هل أنا غريبة المظهر وأشعر أن الجميع ينظر لي أو يتحدث عني بالسوء حتى إذا تحدثت مع أي شخص لا أركز في حديثه بل أفكر هل هذا حقا ما يعنيه أم هذا الشخص يجاملني
هل يوجد أحد الآن يتحدث عني ممن معنا وعندما أرى أشخاص يكرهونني أو حدثت بيننا المشاكل أبدأ بالتوتر والخوف من أن أحدهم يشتبك معي في عراك وهذه التخيلات مرة أخرى وعندما أعود إلى المنزل تبدأ أحلام اليقظة مرة أخرى في أنني جميلة المنظر جدا وواثقة من نفسي ولا أفكر فيما يقوله الناس عني ولكن عندما تنتهي هذه الأحلام أرى أنني لا أستفيد أي شيء
ومع مرور الوقت أحلام اليقظة أصبحت تزداد حتى أثناء دراستي أو تواجدي في الأماكن التعليمية تمنعني عن التركيز وهذا أصبح يؤثر علي جدا ويزداد الأمر سوءا فيصبح عندما أشاهد أي مسلسل أي فيلم تبدأ أحلام اليقظة في أنني شخصية من شخصيات هذا الفيلم أو المسلسل وأقوم بخلق قصة في عقلي ويمكن أن أستمر في الحلم لمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة وهذا أيضا يلهيني ويؤثر علي سلبيا وأصبحت أيضا في أي وقت أكون فيه وحدي أدخل في أحلام اليقظة أصبحت تلك الأحلام تستنفذ معظم وقتي
وأصبحت الآن في غاية السوء حيث أنني صرت في حلم يقظة وأنا أمشي في الشارع أو في المنزل أو في المدرسة أو في أي مكان و زمان وتلك المواضيع التي تحدثت عنها سابقا كانت أبرز وأكثر الأشياء التي تراودني في حلم اليقظة ولكن ليس كلها فيوجد الكثير من الأشياء التي أحلم بها في حلم اليقظة وأصبح الأمر حتى إذا كنت في الواقع أتحدث مع شخص ما يتحول الحديث على أنني في مكان آخر وأتحدث مع هذا الشخص أيا كان هو حيث لا يوجد شخص معين ومعنا الكثير من الأصدقاء وهذا يجعل تصرفاتي في الواقع غريبة ويؤثر على شخصيتي سلبا بدرجة كبيرة جدا فأرجو المساعدة ماذا علي أن أفعل للتخلص من هذه الأحلام المفرطة هذه المشاكل النفسية من عدم الثقة في النفس والجبن وهل أحتاج للذهاب إلى طبيب آسفة حقا على الإطالة وشكرا.
29/5/2017
وكررت إرسال المشكلة بعد 5 أيام فقالت:
أحلام اليقظة المفرطة
بدأ الأمر منذ ثلاثة أعوام كانت تراودني أحلام اليقظة ولم تكن تستغرق إلا دقائق بسيطة ولم تكن تسبب لي أي مشكلة ولكن مع مرور الوقت كانت تزداد وكان يزداد الوقت حتى ليومنا هذا وصلت إلى مرحلة غريبة حيث أصبحت أحلام اليقظة تراودني أثناء جلوسي وحيدة أو في المدرسة والحصص وكانت تستغرق وقتا طويلا يصل إلى ساعة ولا أدرك أني في حلم يقظة إلا بعد وقت طويل ولا أستطيع الابتعاد عنها أو التحكم بها حتى أنها تراودني أثناء سيري في الشارع أو في أي مكان والأغرب أنه عند سماعي لأي أغنية تبدأ أحلام اليقظة تلقائيا في أنني من أغني وسط حشد من الناس والمعارف والأصدقاء ويمكن أن أعيد تشغيل الأغنية إلى خمس أو ست مرات مع حدوث نفس الشيء وهو الدخول في أحلام اليقظة أصبحت لا أستطيع الاستمتاع بسماع الأغاني أبدأ ولا حتى الاستمتاع بمشاهدة المسلسلات أو الأفلام بسبب حدوث نفس الشيء وهو الدخول في حلم يقظة طويل يكون مرتبط بقصة الفيلم أو المسلسل أثناء تشغيله
فلا أدرك أنني كنت في حلم يقظة إلا بعد مرور وقت طويل ومرور دقائق كثيرة من تشغيل المسلسل أو الفيلم حتى حديثي مع أي شخص بعد انتهائي أدخل في حلم يقظة على أنني أعيد نفس الحديث وأسمع نفس الإجابات وأصبح ذلك يؤثر على دراستي بشكل كبير يأخذ من وقت مذاكرتي وأيضاً عدم التركيز أثناء التواجد في الحصص ولا أستطيع السيطرة على نفسي هل يوجد أي شيء أستطيع القيام به لأتخلص من هذه الأحلام المفرطة التي أصبحت حقا مزعجة جدا ونظرا أيضا لأنني لا أتوقع تقبل أهلي لفكرة الذهاب لأخصائي نفسي أن كنت أحتاج ذلك وشكرا
31/5/2017
رد المستشار
أيتها السائلة الكريمة:
شكراً على استخدامك الموقع وأتمنى أن تحققي بعض الفائدة من هذا الرد.
أود أن أبدأ كلامي معك بأنه ربما كان تركيزك على "أحلام اليقظة" يحجب عنا بعض الحقائق المهمة مثل القلق المبالغ فيه من الوقوع في المشاكل والدخول في عراك مع أنك تتعلمين بعض المهارات القتالية كما تقولين ومع أنك كما فهمت بنت والفتيات نادراً ما يشتبكون في عراك!! من المقلق أيضا في رسالتك أنك قطعت كل صلاتك مع أصدقائك ويبدو أنك انعزلت اجتماعيا ولكنك لم تفسري أبدا لما فعلت ذلك. أخشى أن تكون "أحلام اليقظة" ملهية لنا عن مشاكلك الحقيقية التي لم تستفيضي في شرحها. أحلام اليقظة Daydreaming ليست مرضاً نفسياً في حد ذاتها كما أنها من صنعك أنت وليست قاهرة كالوساوس. أنت من يتحكم بها ولا يفترض أن تجعليها هي المتحكمة فيك. أكثر من 90% بالمائة من الناس يختبرون أحلام اليقظة وهي فترات زمنية ينفصل فيها العقل عن واقعه المَعيش ليعمل بشكل داخلي منفصل أو بمعنى أدق ليحلم.
لأحلام اليقظة وظائف كثيرة منها "التسلية" أو تزجية بعض الوقت! البعض الآخر يعتبرها بمثابة رقيب على أفكار وسلوك الإنسان أو انعكاس لرغباته. أيا كانت وظيفة أحلام اليقظة فإن طبيعتها ومحتواها هو المحدد الرئيسي لتأثيرها على أنفسنا. يمكن أن تجعلك أحلام اليقظة إنسانة مبدعة وسعيدة إذا أحسنت استغلال هذا الخيال وتطويعه ولم تزد الأحلام عن حدودها، أما إذا استغرقتك حتى الثمالة فسوف تؤثر على ذاكرتك وقدرتك على التعلم. ينصح بعض متخصصي علم النفس أن تكون هذه السياحة العقلية مرتبطة بك وبظروفك وبمن تعرفينهم ولا تبتعدي كثيراً!! أي لا تجنحي بخيالك إلى ما لا يمكن الوصول له. الغرض من هذه النصيحة هي أن نعلمك أن أحلام اليقظة صنيعة عقلك إذا أزعجتك غيريها وإذا كنت مؤذية فيجب التحقق منها.
أنت بحاجة لرؤية الطبيب النفسي للوقوف على حقيقة ما تسمينه بأحلام اليقظة وفرز الأعراض التي لديك وبيان إذا ما كان هناك قلق إكلينيكي أو ما هو أبعد من هذا.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك
واقرئي على مجانين:
استشارات عن أحلام اليقظة