حابب تعرضها ؟ مراتك وأنت حر وهي حرة ! م
علاقتي مع أمي
عندي مشكلة مزمنة في علاقتي مع أهلي، ومع أمي بالتحديد. بداية، أنا بعادتي شخص انطوائي، لا أستطيع التحاور لفترات طويلة وكل أسئلتي وردودي مقتضبة، مكالماتي التليفونية لأي شخص للسؤال عن حاله لا تتجاوز الدقيقتين على أقصى تقدير إلا إذا كان هناك موضوع محدد للتحدث فيه.
مشكلتي أني حالياً متواجد في أمريكا وتقريباً لا أنزل مصر بسبب بعض المشاكل هناك، أحاول أن أتواصل مع أهلي بالتليفون أو الانترنت لكن أجد صعوبة بالغة في هذا الموضوع، أحيانا أنقطع عنهم بالأسابيع بدون حتى سؤال بسيط وهذا أحيانا يسبب القلق لأمي والكثير من الضيق لانقطاعي، أحياناً كثيرة ترسل لي رسائل بكلمات توبيخ على غرار، "حسبي الله ونعم الوكيل فيك"، "أنا غير راضية عنك"، "لا أستطيع أن أدعو لك وأتمنى أن أدعو عليك"، "لم أر في حياتي ابن عاق مثلك"، وكلمات أخرى على هذا المنوال.
هي دائمة المقارنة لي بأخواتي أو أقراني، تقول لي "أختك تجيب لي هدايا كذا"، "خطيب أختك يتصل بي يومياً يسأل علي"، "ابن خالتك يكلمني أكثر ما أنت تكلمني"، وموضوع المقارنة قديم منذ أن كنت طفلاً، أذكر كيف كانت تقارنني بأبناء أعمامي أو أخوالي مما كان يسبب لي الكثير من الضيق وعدم الثقة بالنفس، بالرغم من أني الآن أفضل حالاً من الكثير من أقراني حيث أني أعمل بوظيفة مرموقة في أمريكا بعد حصولي على الدكتوراه.
نقطة أخرى قد تكون ذات صلة، أشعر أن أمي تربط بين انفصالي عنها وزواجي، هي تشعر أن زوجتي هي من تبعدني عنهم بالرغم أن هذا غير صحيح، ربما بسبب بعض المشاكل التي حدثت بين زوجتي وأمي في بداية الزواج مما تسببت في فجوة كبيرة بينهما، أحاول أن أقلل زيارات زوجتي لأهلي بسبب رواسب هذه المشاكل وحتى أتجنب المزيد من المشاكل.
نقطة أخيرة وآسف على الإطالة، والدتي كانت تعمل بوظيفة مرموقة في بداية الزواج وتركتها لتربي أبنائها، فهي تشعر أنها ضحت بحياتها كلها من أجل أبنائها وتنتظر منهم المقابل.
مشكلتي الآن أني أريد أن أقترب من أمي وأرضيها لكن أنا بطبعي شخص عملي وغير عاطفي، أحياناً أنسى أن أكلم أمي لفترة، ثم تطول الفجوة لخوفي من توبيخها إذا كلمتها مكالمة قصيرة، أحاول أن أضع مذكرة في التليفون لتذكيري بمكالمتها كل يوم لكن أنشغل وأبتعد وتعود المشاكل.
3/7/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
هذه هي الاستشارة الثالثة التي ترسلها للموقع٫ وكل من يطلع عليها يوجه السؤال التالي:
من أنت؟.
ولا أظنك قادراً على الإجابة على هذا السؤال رغم أنك تحمل شهادة عليا بتفوق ومن جامعة أمريكية. لا أظنك سعيداً في زواجك ولا سعيداً مع أهلك٫ ولا سعيداً مع نفسك. ولكن ما لا شك فيه هو تأزمك نفسياً مع الإناث ومع أمك وستتأزم مع أي امرأة أخرى في المستقبل القريب والبعيد.
تشير في رسالتك الثانية بأنك لا تشعر بالدونية وهذا صحيح ولكن ما تشعر به هو التفوق المزيف Pseudo-superiority تجاه كل شيء من علاقتك بأهلك إلى المجتمع الذي تعيش فيه الآن. هذا التفوق المزيف هو الذي يفسر عدم قدرتك على مد جسور الاتصال مع والدتك ومحاولة محايدة غضبها بين الحين والآخر وقبول تضحيتها لتربية أبنائها. ولكن في نفس الوقت السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذا الغضب؟؟ الغالبية العظمى من الأمهات تحايد غضب أبنائها وعطائهن لا يتوقف٫ وربما تأزمها النفسي لا يختلف عن تأزمك أنت٫ ولكن قد يكون هناك تاريخ شخصي يتعلق بالعائلة ونظامها الذي قد يفسر هذا التواصل المريض بين الابن وأمه.
رسالتك الأولى والثانية تعكس تأزمك مع زوجك وتعبيرها عن غضبها بصورة غير مباشرة. التعليل الذي تقدمه في الرسالة الأولى والثانية غير مقنع ويعكس على عدم التواصل المعرفي والعاطفي السليم معها. هذا هو الحال مع زوجك وهو نفس الحال مع أمك.
إذا كنت لا تود الاتصال بأمك لأنك شخص عملي وغير عاطفي وتضجر من توبيخها فمن الأفضل أن لا تكلمها. ستشعر يوماً بالحاجة التلقائية للاتصال بها بعد أن تتخلص من العصاب الذي تحمله. تخلص أولا من علم التفوق المزيف الذي تحمله وتقرب إلى زوجك ومن ثم تتقرب إلى أمك. إذا لم تفعل ذلك فقد ترى نفسك بدون علمٍ تحمله في مواجهتك تحديات الحياة.
وفقك الله وهداك.