الخوف من الكفر
السلام عليكم .. عندي وسواس عقيدة من حوالي 3 شهور، وعايزة أخلص من الأفكار دي بأي طريقة وأوقات بحس الأفكار دي أنا اللي بفكر فيها يعني، وطول الوقت بحس أني كافرة وبقول الشهادة كثير جدا وخائفة أموت كدا !!
يعني أعمل إيه أنا بخاف أهزر في أي موضوع عشان بشك إن ممكن أستهزئ بحاجة في الدين خصوصا إن في أوقات حد ممكن يقول حاجة مثلا عن الدين بضحك كدا وأحسها استهزاء وأوقات أضحك غصبا عني !
هو أنا كافرة ؟؟؟؟ وطول الوقت خائفة أني في يوم مصليش مثلا أو أرضى بالكفر ..
أعمل إيه !؟
9/7/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Amal" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة استشارات مجانين.
ما تصفينه يا ابنتي هي أعراض اضطراب وسواس قهري كالمعتادة في مرضى الوساوس الدينية، ولوسواس حيل في تضييق الخناق على المريض كأن يشككه في أن الأفكار أفكاره وليست وساوس أو أنه يستدعيها وليست تأتي رغما عنه (وأوقات بحس الأفكار دي أنا اللي بفكر فيها يعني) كل هذا كذب والوسواس كذاب ... بينما الموسوس شكاك يشك في معلوماته الداخلية ويكاد لا يوقن من نفسه شيئا يبني عليه.. وبالتالي يجد كذب الوسواس وجاهة في إدراك المريض فيشك مما يوقعه أكثر في حبائل الوسواس
ومن الحيل كذلك أن يوهمك بأنك تضحكين استهزاءً بأمر من أمور الدين (حد ممكن يقول حاجة مثلا عن الدين بضحك كدا وأحسها استهزاء وأوقات أضحك غصبا عني !) أو يدفعه إلى الاستغفار وتكرار الاستغفار، أو إلى ترديد الشهادة أو حتى إلى الاغتسال ليعود للدين إذا أفلح الوسواس في إقناع المريض كذبا بأنه خرج عن الملة.... كل هذا يؤدي إلى تمكن الوسواس أكثر وأكثر وعليك أن تغيري طريقتك في التعامل مع هذا الوسواس تماما يا "Amal" كما يلي:
تقولين (عايزة أخلص من الأفكار دي بأي طريقة) والطريقة الوحيدة الصحيحة ليست أن تحاولي التخلص من تلك الأفكار وإنما أن تتدربي جيدا على إهمالها تماما مع الوعي بأنها موجودة ... أي أنك تهملينها رغم وعيك بوجودها وهذا يبنى على معرفتك الأكيدة بأن مصدر تلك الأفكار هو الوسواس وأن أفضل استجابة لها هي الإهمال.... بهذه الطريقة يصبح رد فعلك على ورود تلك الأفكار هو لا شيء صفر تغير في المشاعر والسلوك إن استطعت,,, والنجاح في هذا هو الطريق الوحيد للتخلص من الوساوس ولو بعد حين.
لا تكرري الشهادة ولا الاستغفار استجابة للوساوس الكفرية ... فقد اتفقنا على الإهمال التام، ويمكنك تكرار الشهادة ما شئت من المرات مثلا بعد كل صلاة لكن ليس للرد على هذه الوساوس ونفس الكلام ينطبق على الاستغفار.... واقرئي في ذلك ردنا على صاحبة استشارة وساوس كفرية : احذري الاستغفار القهري
تسألين (هو أنا كافرة ؟؟؟؟) بالتأكيد لا يا ابنتي وتكملين (وطول الوقت خائفة أني في يوم مصليش مثلا أو أرضى بالكفر ..) إذا حصل في يوم ولم تصلي فهذا لا يكفر وإنما يصبح فرضا فاتك وعليك قضاءه وأما مسألة الرضا بالكفر وكل ما قرأت عنها من فتاوى إن كنت قرأت فلا علاقة لها بالموسوسين من قريب أو بعيد وعليك ألا تنشغلي بهذا الأمر لسبب بسيط هو أن الوسواس يستطيع تشكيكك في كل معلوماتك الداخلية فلا تعرفين إجابة السؤال : هل أنا رضيت بالكفر ؟ بينما يمطرك الوسواس بوابل من الأفكار من نوع ..
لقد رضيت بالكفر ومن رضي بالكفر فقد كفر أو لقد كفرت نفسك ومن كفر نفسه فقد كفر ...إلخ وكل هذا كذب في حقك أنصح ألا تنشغلي به لأن ما يفتى به للصحيح غير الموسوس من الناس في أمور العقيدة لا يفتى به للموسوس.
إن لم تجدي هذا كافيا للتحسن أو وجدت تطبيقه صعبا فإن ما يجب عليك فعله هو زيارة الطبيب النفساني لوصف الخطة اللازمة لعلاج حالتك.
مرة أخرى شكرا على ثقتك، وأهلا بك دوما على موقعنا مجانين وتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: الخوف من الكفر، أحلام اليقظة : وسواس العقيدة م