مشكلة
أنا بنت عندي 17 سنة أمي وأبوي منفصلين من صغري ولكن الحمد لله حنينين جدا علي وأنا عايشة مع جدتي وأمي حالياً مشكلتي أن أنا مش أقدر أعيش من غير تخيلات عاطفية خالص مش بقدر أتخيل حياتي من غير حب أو ارتباط وبرغم كدا أخاف أحب حد في أعوض دا بالخيالات والأحلام عايزة أبقى عادية مفكرش في كدا لحد ما يأتي النصيب
بس مش عارفة أعمل أيه مش أعرف خالص بجد حاولت كثير وعندي بعض الحاجات من علامات إدمان الحب ممكن أربع علامات كدا منهم وكمان أنا مش بعرف أعوض دا بعلاقات اجتماعية يعني صحابي موجودين يحبوني الحمد لله وأتكلم معهم وأمي وأبوي نفس الكلام مش شايفة أنه فراغ عاطفي من ناحية الأهل أو الأصحاب
مش عارفة أنا ليه كدا أتمنى تفهموني لأن دا بيأثر على مذاكرتي وتفكيري ولو حبيت واحد أفضل طول اليوم حرفياً أتخيل ودا بيأثر علي مببقاش عارفة أنجز اللي ورائي
12/7/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا يا "عليا". تصف سطورك مشكلة تسمى أحلام اليقظة بغض النظر عن محتواها. هي صور وخيالات تستنفذ طاقة الفرد ووقته اللازم للعمل والإنجاز في أرض الواقع. يمكنك التعرف عليها أكثر من الموجود على موقع مجانين.
يحلم جميع من هم في مثل عمرك وأكبر بشريك عاطفي ومثالي، ولذا لا أستطيع القول إن أحلامك العاطفية أمر سيء. ينبغي عليك الانتباه إلى بعض الأمور، وأرجو أن تكون مفيدة لك في التعامل مع مشكلة أحلام اليقظة ولشخصيتك بصفة عامة.
ما مستوى ثقتك بنفسك. الأحلام قد تكون ستارة لتغطية ضعف الثقة بالنفس. ما مستوى رضاك عن نفسك، عن شكلك، عن سلوكك، عن مستواك الدراسي وباقي الجوانب. أجيبي بصدق ثم حددي أهداف لتحسين تلك الجوانب التي لا تعجبك في نفسك. الانشغال بوضع الخطط والعمل على تنفيذها سيؤدي لزيادة ثقتك بنفسك وانشغالك أيضا عن الأحلام. الفراغ قد يكون أحد الأسباب وراء استسلامك للأحلام. لاحظت أنك تركت خانة الهوايات فارغة، الهواية هي نشاط محبب يضيف لمعارفنا وشخصياتنا، ولذا لا تعتبر أحلام اليقظة هواية ولا تصفح الانترنت، ولا حتى الدراسة والتحصيل. اجعلي في يومك مكان للقيام بأنشطة تحبينها.
حددي مثيرات هذه الأحلام واعملي على تجنبها. من المثيرات المحتملة الصداقات المختلطة بين الجنسين أو نوعية الأفلام التي تشاهدين. ذكري نفسك بآثار هذه الأحلام. قد يكون انزعاجك من الأحلام تعطل دراستك، ولكن هذه الأحلام قد يصبح لها تأثير سالب على ارتباطك عندما يحين الوقت. ستبحثين عن الصورة النمطية التي تحملها أحلامك بين المتقدمين لك بدل التفكير في شخصيات الناس الواقعية.
للإنسان قدرة على التحكم بحياته وأفكاره ولهذا فهو يتحمل مسؤولية سلوكه شرعا وقانونا، ذكري نفسك بذلك. كرري لنفسك أنك رغم استمتاعك بالأحلام إلا أن لديك ما هو أهم للانشغال به.
النقطة الأخيرة هي وزن الشريك المثالي في الحياة ماذا لو تأخر حضوره، ماذا إن لم يأت أبدا، أو كان غير مثالي. أنت بحاجة لتصحيح أفكارك عن قيمة العواطف في حياتنا أو اعتماد حياتك على آخر. عسى الله أن يكون نصيبك من السعادة كبيرا في الدارين.