ما أرغب به جسدا مختلف عما أرغب فيه عقلا ما الحل؟؟
في الحقيقة أنا لا أعرف من أين أبدأ أنا إنسانة مثقفة ومطلعة وأعمل ولدي مكانة اجتماعية جيدة، تعرضت للتحرش ومحاولة الاغتصاب وأنا في سن 12 من طرف معلم القرآن ولم أخبر أحدا إلى الآن برغم أن أمي غضبت بشدة مني عندما قررت أن لا أعود لقراءة القرآن وقد كنت أحفظ ما يقارب 30 حزبا، كنت أتعرض للكثير من المضايقات والمعاكسات في صغري من طرف المعلمين والشباب الأكبر سنا مني مما جعل صديقاتي يرفضن الخروج أو التنزه معي.
توقفت عن الأكل لأوقف نمو جسمي وهكذا لن يقوم أحد بالتحرش بي هكذا فكرت عندما كنت صغيرة والمشكلة أن لا أحد من أسرتي لاحظ ذلك حتى أصبت بأنيميا حادة وداء كبدي جعلني طريحة الفراش لأربع أشهر ولا زالت آثاره لحد الآن حيث أنني أعاني من فقر الدم والدوخة وشحوب دائم.
أمي امرأة جميلة جميلة جدا ومعروفة في وسطنا بجمالها الفاتن مزاجية عصيبة مدخنة عنيدة متحررة ومنبوذة اجتماعيا لكنها تحبنا كثيرا وأقدرها وكل الفضل في نجاحنا العملي يعود لها ..، أبي شخص منعزل يجلس لوحده لا يحدثنا ويلبي كل طلبات أمي وطلباتنا أشعر أحيانا بالشفقة والحزن عليه وعلينا لأننا لا نعرف حتى ما هي شخصية والدي.
في سن صغيرة جدا ولا أستطيع أن أحدد إذا كان هذا قبل حادثة التحرش أو بعدها، المهم أنه كانت دائما لديه تخيلات عن أنني في غرفة مغلقة وأحدهم يجلد ظهري ومؤخرتي ثم يعالجها بمرهم ويخبرني أنه يفعل هذا لمصلحتي وكنت أستمتع بهذا الخيال وأحب البقاء لوحدي والتفكير
بدأت في الاستمناء وممارسة العادة السرية دون أن أدرك أنها عادة سرية وعندما فهمت الأمر جاهدت نفسي للتوقف أتوقف شهر شهرين سنة ثم أفشل وأعود
عندما بلغت 19 قام بخطبتي شاب طيب حنون دافيء يحبني ولكن في مرة من المرات أنا لا أعلم حقا لماذا تصرفت هكذا التصرف توقفت عن الرد عن اتصالاته وتركته بدون مبرر وعندما عدت أخبرته أنني خنته مع حبيبي السابق والمشكلة أنه ليس لدي أصلا حبيب ؟ هل أنا مجنونة ؟ اخترعت شخصية خيالية وأخبرته أنني أحبه وأنه وسيم وغني وأنه خانني مع أخرى في الحقيقة سامحنى شرط أن لا أعود وكل مرة أخبره أنني عدت وكان يقوم بتأنيبي وكنت أستمتع بالأمر وأبدأ بالبكاء والانفعال وأتهيج جنسيا وبمجرد ما يسامحنى أذكره بأنني خائنة وأنني لا أستحق حبه وأنه يجب أن يتركني وكان يبقى لساعات طوية متواصلة يستمع إلى بكائي وشكاويّ وقصص خرافية عن كوني معذبة وضحية ووحيدة وأدخل في حالة الانفعال والهيجان وبمجرد ما أستفيق اشعر بتأنيب الضمير وفظاعة ما أفعله !!
في مرة من المرات تأخر عن الاتصال بي وعملت دراما وحزن وقررت الانفصال وانتهى الأمر وأنا أشعر الآن بالندم الشديد لأنني ضيعت رجلا مثله
بعدها بسنة خطبت لشاب آخر أخبرته أنه إن تركني سأنتحر وأموت ومثلت معه دور الضعيفة ولا أعلم لماذا أيضا ذكي واستغلالي حيث أنه اكتشف بطريقة غريبة ميولاتي وأصبح يضغط عليّ ويستغلني وكنت أستمتع بذلك بعد 6 أشهر من العلاقة استيقظت وقررت الانفصال
للمرة الثالثة قام بخطبتي رجل قوي عسكري شديد سيء الطباع يقوم بشتمي ويهددني بالضرب لا أستطيع أن أخبركم كم كنت مستمعة بعلاقتي معه وعندما اقترب موعد العرس اكتشفت أنني لا أريد الزواج برجل يشتمني وأنني أريد أسرة سوية وتربية أولاد
في الحقيقة عائلتي كانت متحررة ومنفتحة وإنني لم أجد أي مشكل معاهم في قرارات خطبتي أو فسخها إلا أن الناس بدأت تتحدث عني قليلا، وبالبرغم من ذلك كنت أرفض أن أكون في علاقة مع رجل دون أن يتقدم إلى والدي أولا
بلغت لـ 23 سنة وهنا رأيت شابا وشغفني حبا بحثت عنه وحاولت الاتصال به وببعض المجهودات بدأت الحديث معه وعرضت عليه خطبتي والزواج بي والحقيقة أنه تردد في الأول ثم وافق، أحيانا يقوم بتذكيري بأنني أنا من ركضت خلفه وهذا يجرحني كان صعب المراس وعنيدا وقد جاهدت نفسي وجاهدت معه وغيرت أغلب طباعه للأحسن التزمنا بالصلاة لم أظهر له جانبي الماسوشي أبدا أدعمه ماديا ونفسيا.
مشكالنا تزيد يوما بعد يوم وأدركت لاحقا أن السبب هو أهله وطريقة تفكيرهم هو معجب جدا بوالدتي وبطريقة تفكيرها لكن أمه تقليدية بخيلة تغضب عندما يحضر لي هدية حتى أنها قالت له أن العروس هي من يجب أن تدفع تكاليف شهر العسل وأن علي أن أدفع ثمن الإيجار وبما أنني أعمل فهو غير مسؤول عن مأكلي وملبسي أنا أرفض هذا طبعا ولا أريد العيش مع رجل يستغلني ماديا
أنا تغيرت كثيرا وبدأت أفكر في عائلة وأسرة وفي الصلاة والصوم والحجاب، وأحب هذا الرجل جدا لكني هذه المشاكل جعلتني أعود إلى حالات التهيج والانفعال وتعذيب نفسي، عدت إلى ممارسة العادة السرية ومشاهدة مقاطع إباحية عن السادية
مشاكلنا زادت عن الحد وأصبح لا يقدرني ولا يعترف بحقي كامرأة وأصبح يقلد أمه لا يدللني لا يستمع إلي هذا الأمر بالفعل يثير رغباتي الجنسية لكنني لا أريده عقلا أصبحت أختلق مشاكل ليقوم بتأنيبي ثم أقوم أنا بلعب دور الضحية وأبدأ في البكاء والصراخ لكنه عكس كل الذين عرفتهم هو يرفض أن يستمع إلي وقال لي بصريح العبارة أنه يحب المرأة المرحة الذكية القوية وأنه مصدوم لأنني أعالج المشاكل بهذه الطريقة الغريبة ؟
لا أعلم لماذا لدي هذا الميول لا أعلم لم أستمتع جسديا بفكرة أنني ضحية وضعيفة ومسكينة
خائفة جدا أن أفقد هذا الرجل فأنا أحبه
خائفة من تأثير والدته السلبي
خائفة أنني لن أعود قادرة على التأثير عليه لأنني أظهرت له جانبي الضعيف وأنه لم يعد يحترمني خاصة أنني أخبرته أن هذا الأمر يثيرني جنسيا، خائفة من فكرة أنني لن أتغلب على ميولي الماسوشي، كيف سأربي أولاد وأنشئ أسرة وأنا بهذا الميول ؟ أشعر بالخجل وأنا أقف أمام طلابي الذين هم في مثل سني تقريبا عندما أتذكر أنني قضيت ليلة في موقع إباحي
أشعر الآن بتعب شديد وأنني سأنهار
كنت أفسخ خطبتي بشكل صارم عندما أستفيق وأكتشف أنني كشفت لهم الجانب الخاطئ من شخصيتي لأنني كما سبق وقلت لا أريد أن أبني أسرة على هذا النحو، لكنني لم أستطع أن أفسخ خطبتي مع هذا الأخير برغم أنه أخذ فكرة سيئة عني
ماذا أفعل ؟
آسفة سردت كل شيء بتفصيل ممل
25/7/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
هناك جوانب متعدد لاستشارتك تبدأ أولاً بالاعتداء الجنسي الأثيم الذي كنت ضحيته في بداية أعوام المراهقة. ثم تشيرين بعد ذلك إلى تعرضك لمضايقات عدة من قبل المعلمين والشباب الأكبر سناً وهذا بصراحة ليس بغير المألوف في بعض المجتمعات ويتم تدريب الأنثى على السكوت وعدم إحداث الضجيج الذي يتضايق منه المجتمع الذكوري.
يبدو أن والدتك تضايقت من توقفك عن حضور الدروس الدينية بدلا من أن تحقق في السبب الذي أرسل ابنتها نحو القهم العصبي. عند هذا المنعطف يمكن القول بأن الاعتداء الجنسي تم كبته وأرسالك نحو استعمال دفاعات نفسية تتميز بالتوجه نحو الذات Turning Against Self أو اختصارا TAS وعقابها وكانت البداية هي اضطراب الأكل.
تم غرس هذا النمط في التوجه نحو الذات في داخلك، والذي لا يزال يلعب دوره في التنظيم المعرفي للبيئة التي تعيشين فيها إلى هذا اليوم. يتميز الإنسان الذي يحمل هذا النمط النفسي بعدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالآخرين وتقييمهم الاكتئابي للماضي والحاضر والمستقبل.
على ضوء ذلك عليك الانتباه إلى هذا والعمل على التخلص من هذا النمط في تعاملك مع الأزمات. مراجعة الإنسان لسلوكه يومياً لمدة ١٥ دقيقة قبل النوم والعمل على تغييره يساعد الكثير.
الفقرة الخامسة من رسالتك تتحدث عن الأم والأب. هناك الأم التي تتميز بحضورها وهناك الأب الذي يتميز بغيابه. هناك الأم التي فشلت في حماية ابنتها ولم تنتبه إلى ما حدث له، وهناك الأم التي تستحق كل التقدير في تفوق ابنتها أكاديمياً. هذا الاستقطاب وغياب الأب أدى إلى استيعاب الأم والأب لا شعوريا في إطار قلق متنافر لعب ويلعب دوره إلى الآن في فشلك المتكرر في دخول في علاقة عاطفية صحية وسليمة.
على ضوء ذلك يجب الانتباه إلى تأزمك في الدخول في علاقة عاطفية وحميمية منذ عدة أعوام. حاولي التركيز على تقييم موضوعي لمن ترغبين بالارتباط به بدلا من استعمال تقييم نفسي بدائي المصدر من تعلقك غير الآمن بالوالدين كما هو في غاية الوضوح عند الحديث عن علاقة خطيبك بأهله.
ثم تأتي الفقرة التي تتطرق إلى عقاب الذات وعدم ثقتك بتاريخ بداية هذا السلوك. هذا التذبذب في الذاكرة جزء من الأعراض التفارقية Dissociation كثيرة الملاحظة في ضحايا الاعتداء الجنسي.
هل هناك تشخيص طبنفسي؟
هناك عدم توازن وجداني وربما هناك نوبات اكتئابية قصيرة الأمد، ولكن لا يوجد وصف واضح لاضطراب النوم أو التركيز والشهية. رغم ذلك فإن وجود تاريخ قهم عصبي ينذر بأنك معرضة للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرك.
بالطبع لو توجهت نحو طبيب نفسي فقد يمنحك وسام تشخيص الشخصية الحدية. الصراحة أن مثل هذه الوصمة في حالتك لا معنى لها.
أما الحديث عن السادية والمازوشية وغير ذلك فصراحة لا أهمية له سوى أنه جزء لا يتجزأ من نمطك النفسي المتوجه نحو الذات وعقابها.
ما هي الإرشادات النفسية؟
ما يستطيع الموقع أن يوضحه هو الإرشادات التي يتم العمل بها في العلاج النفسي في حالة مشابهة لحالتك وهي:
1- استعادة الثقة بالنفس عن طريق فعاليات يومية واجتماعية.
2- الانتباه إلى تأثير شعورك بالعجز النفسي المزمن على حاضرك وتحدي هذا الشعور بصورة متعاظمة والانتقال إلى مرحلة جديدة في الحياة.
3- الانتباه إلى الارتباك الذي تعانين منه في العلاقات الحميمية وتوجهك دوماً نحو الحصول على النبذ لأن هذا ما تستحقينه فعلاً. يجب التخلص من هذا السلوك المتكرر.
ماذا عن علاقتك الآن؟
نجحت في فسخ الخطوبة مع من تقدم إليك سابقا وأنت في طريقك إلى النجاح في فسخ هذه الخطوبة أيضاً. ما عليك أن تفعليه الآن هو التوقف والتفكير فيما يلي:
1- هل وصلت العلاقة مع خطيبك إلى طريق مسدود؟
2- التفكير في تأجيل البت في مصير هذه العلاقة المتأزمة.
3- كشف أوراق الماضي والحديث عن تجربتك المريرة مع الاعتداء الجنسي.
4- الدخول في علاج كلامي.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
تلميذتي: ضحية التحرش المستمر
ضحية التحرش: كالعادة تتألم وتلوم نفسها
تتألم صامتة وتلوم: ضحية التحرش م